انطلقت في بغداد أمس الخطة الأمنية ل"بغداد الكبرى"بمشاركة حوالي أربعة آلاف جندي أميركي، بعد فشل خطة"معاً الى الأمام"التي أطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي في 21 حزيران يونيو الماضي. وفيما بدا انه رد من المسلحين على الخطة الجديدة، قتل أمس أكثر من 50 عراقياً في هجمات، معظمهم في العاصمة. وخطف 45 شيعياً في الرمادي كانوا في طريق عودتهم الى النجف قادمين من سورية والأردن. وانتشر ثلاثة آلاف وسبعمئة جندي أميركي في بغداد ومحيطها، خصوصاً في المناطق الساخنة المرتبطة جغرافياً ببغداد، مثل صلاح الدين والموصل والأنبار، وينظمون دوريات مشتركة مع القوات العراقية وعمليات دهم ونقاط تفتيش. وقال مستشار الأمن القومي موفق الربيعي في مؤتمر صحافي عقده امس، إن مسؤولية حفظ الامن في بغداد"تقع على عاتق جميع العراقيين"، واضاف ان"الخطة الجديدة تعتمد نشر مزيد من القوات العراقية التي ستسحب من المدن"التي وصفها ب"الهادئة". وأوضح أن"الكتيبة الرابعة ستأتي في 6 آب اغسطس من محافظة صلاح الدين تتبعها كتائب أخرى". الى ذلك، أكد قائد الشرطة اللواء مهدي صبيح الغراوي ل"الحياة" أن هدف الخطة الجديدة"تطهير المناطق المتوترة من المسلحين، ومعالجة ظاهرة التهجير، واتخاذ الاجراءات الكفيلة بوقف ظاهرة القصف الصاروخي للتجمعات المدنية التي كان أعنفها الانفجارات التي طاولت منطقة الكرادة الأسبوع الماضي وأوقعت مئات القتلى والجرحى". وأوضح ان"انسحاب القوات العراقية من الشارع سيتم بشكل تدرجي ووفق آلية متفق عليها بين وزارتي الدفاع والداخلية"، وتابع ان"عناصر الشرطة ستنسحب أولاً من المناطق الساخنة لا سيما العامرية والدورة وأبو غريب والمدائن والنهروان، وسيصار الى اعادة نشرها في المناطق الهادئة نسبياً على شكل دفعات يتم خلالها إعادة تدريبها وتسليحها، فضلاً عن خطة تطهير الأجهزة الأمنية". ميدانياً، فجر انتحاري سيارته خلال مرور عربة تقل جنوداً متوجهين الى مصرف في شارع رشدي في حي الكرادة لتقاضي رواتبهم، ما أدى الى مقتل 14 شخصاً على الاقل بينهم 10 جنود. كما ادى الانفجار القوي الى سقوط 25 جريحاً فيما تناثرت اشلاء الجثث في الشارع. ودمرت حافلتان وسيارات وتناثر زجاج أبنية قريبة. وكانت منطقة الكرادة، ذات الغالبية الشيعية وتعد واحدة من أهدأ المناطق في بغداد، شهدت سلسلة انفجارات بينها انفجار سيارة مفخخة الخميس الماضي أسفر عن مقتل 31 عراقياً واصابة 115 بينهم نساء واطفال. كما خطف مسلحون يرتدون زي الشرطة الاثنين 26 موظفاً يعملون في غرفة التجارة والصناعة العراقية - الاميركية وشركة لبيع اجهزة الهاتف الجوال.