لجأت قوات الأمن العراقية إلى نشر مناطيد مراقبة في محيط بغداد كان يستخدمها الجيش الأميركي في البلاد قبل انسحابه نهاية 2011، فيما كشفت وزارة الداخلية عن مشروع «المدينة الآمنة» ويتضمن بناء منظومة مراقبة إلكترونية شاملة. وأعلنت قيادة عمليات بغداد أول من أمس إطلاق ثلاثة مناطيد مراقبة في أطراف بغداد مهمتها رصد تحركات المسلحين داخل العاصمة. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان النائب عباس البياتي ل «الحياة» إن «القوات الأمنية قررت الاستعانة بالمناطيد الطائرة التي تحمل العديد من الكاميرات لغرض مواكبة تطور استراتيجية المسلحين في تنفيذ أعمالهم الإرهابية». وأضاف أن «الخطة تتضمن نشر سبعة مناطيد للمراقبة تتوزع في أطراف بغداد، وقد دخلت ثلاثة منها العمل في مناطق التاجي ومطار بغداد وقاعدة المثنى في بغداد على أن يتم نشر بقية المناطيد في غرب وجنوب العاصمة قريباً». وأوضح أن «هذه المناطيد ستدار من قبل قوات الأمن العراقية بعد تلقي مجموعة من أفرادها التدريبات الخاصة بكيفية تشغيلها وإدراتها وصيانتها»، ولفت إلى أن «هذه المناطيد ستعطي معلومات وصور بتحركات المسلحين إلى مراكز العمليات والتشكيلات الأمنية في بغداد». وكانت «قيادة عمليات بغداد» أعلنت في أيلول (سبتمبر) الماضي إطلاق أول منطاد للمراقبة في منطقة التاجي في بغداد، ولكن تم إنزاله بعد أيام قليلة لأسباب فنية، قبل أن تطلق قبل يومين ثلاثة مناطيد. وكان الجيش الأميركي يستخدم هذه المناطيد بكثرة في بغداد وبقية المحافظات الساخنة قبل انسحابه من البلاد نهاية 2011، وأفادت تسريبات إعلامية في حينها أن القوات الأميركية عرضت على الحكومة العراقية شراء هذه المناطيد، لكنها رفضت. إلى ذلك، كشف ضابط رفيع المستوى في وزارة الداخلية طلب عدم الإشارة إلى اسمه، ل «الحياة»، أن «الوزارة شرعت في مشروع ضخم أطلق عليه «المدينة الآمنة» يتضمن بناء منظومة أمنية إلكترونية تستخدم كاميرات المراقبة الأرضية والطائرات المسيّرة (عن بُعد) والمناطيد وأبراج المراقبة». وأضاف أن «الوزارة سبق وأن طرحت الفكرة قبل سنوات خصوصاً في قضية نشر الآلاف من كاميرات المراقبة الأرضية في الشوارع والأماكن العامة والأسواق في بغداد لرصد تحركات المسلحين إلا أن المشروع واجه مشاكل فنية وإدارية بين وزارة الاتصالات التي تبنت مقترح الداخلية وبين شركة أجنبية عالمية معروفة». وزاد أن «المشروع ظل معطلاً طيلة سنوات حتى قررت وزارة الداخلية تبني المشروع بكوادرها الشخصية». وأوضح أن «المشروع يتضمن ربط التشكيلات الأمنية بكافة صنوفها بشبكة إلكترونية موحدة يتم خلالها نقل الصور والمعلومات بشكل مباشر أو من خلال وسائل اتصال محمية من القرصنة». وفي شأن المناطيد التي تم نصبها أخيراً، أوضح الضابط الذي يعمل في قيادة عمليات وزارة الداخلية أن «هذه المناطيد ستكون فاعلة في رصد تحركات المسلحين، وستساهم مستقبلاً في تقليص عدد نقاط التفتيش المنتشرة في بغداد». وأضاف أن «المناطيد ستكون على ارتفاع 300 متر ومجهزة بكاميرات في جميع الاتجاهات وقادرة على رصد مساحة تقدر ب 15 كيلومتراً مربعاً وتقوم بإرسال الصور إلى أبراج أمنية خاصة يقوم موظفوها بتحليل الصور وإرسالها إلى قيادة عمليات بغداد». أمنياً، أحبطت القوات الأمنية أمس محاولة لاقتحام مبنى قائمقامية قضاء الطامرية شمال بغداد من قبل انتحاريين، وقتل وأصيب العشرات خلال المواجهات التي جرت بين الطرفين. وقالت مصادر أمنية إن عبوتين ناسفتين انفجرتا ظهر أمس بالتعاقب قرب مبنى قائمقامية الطارمية، اعقبها تفجير انتحاريين بحزامين ناسفين نفسيهما عند بوابة المبنى في محاولة لاقتحامها، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم اثنان من عناصر الشرطة وإصابة 14 آخرين بينهم خمسة من الشرطة بجروح متفاوتة. وفي صلاح الدين، نجح مسلحون انتحاريون باقتحام مبنى دائرة الرعاية الاجتماعية لجرحى الشرطة، شمال المدينة، قبل أن تنجح قوات الأمن بعد ساعات من استعادة المبنى وقتل اثنين من المهاجمين. وأوضحت مصادر أمنية أن القوات الأمنية تمكنت من قتل أحد الانتحاريين، فيما فجّر انتحاري آخر نفسه، ما أسفر عن مقتل ضابط في الشرطة واثنين من عناصرها. وشهدت بغداد، أمس، مقتل وإصابة ثمانية أشخاص بانفجار عبوة ناسفة في منطقة حي الزيتون، وسط قضاء أبو غريب، غرب بغداد، فيما أصيب خمسة مدنيين بتفجير عبوة ناسفة بمنطقة العامرية، غرب بغداد. وفي بعقوبة (شمال شرقي بغداد) قُتل مدنيان بتفجير سيارتين مفخختين في بلدة تقطنها غالبية شيعية، وعثر على جثة شيخ عشيرة بعد خطفه الخميس الماضي، فيما أكدت قيادات في الصحوات خطف أحد شيوخ عشائر تميم في المحافظة ذاتها. وأكد مصدر أمني ل «الحياة» أن «شخصين قتلا وأصيب 5 بانفجار سيارة وسط بلدروز، شمال شرقي بعقوبة، في حين أدى انفجار سيارة ثانية قرب مبنى قائمقامية البلدة إلى مقتل شخص وإصابة 4 آخرين». وأعلنت قيادات في الصحوات في قضاء المقدادية المضطرب العثور على جثة شيخ عشيرة المهداوي بعد اختطافه من قبل مسلحين يرتدون زي قوات أمنية (سوات)، في وقت أكدت أن مسلحين تمكنوا من خطف أحد شيوخ عشائر تميم في القضاء ذاته. وأوضح القيادي في الصحوة أبو الفوز العراقي في تصريح إلى «الحياة» أن «قوات الأمن عثرت في منطقة الزهيرات على جثة الشيخ قحطان رجب المهدواي وعليها آثار إطلاق رصاص في الرأس والصدر، بعد أربعة أيام من اختطافه في القضاء. ولا يزال مصير شيخ مسلم التميمي مجهولاً بعد خطفه من قبل عناصر ترتدي ذات الزي الأمني». واتهم أبو الفوز العراقي «تنظيم القاعدة باستغلال الخلاف بين العشائر لإشعال حرب أهلية في ديالى التي تنتشر فيها عشائر تميم والجبوري والعبيد بكثرة». وتعرض شيوخ عشائر في محافظات البصرة والناصرية وديالى وتكريت والموصل إلى عمليات مماثلة كان آخرها مقتل شيخ عشيرة الغانم على يد مسلحين في ناحية الكرمة في أقصى جنوب البلاد.