فيما فشلت القوى السياسية والدينية العراقية المشاركة في اجتماعات اللجنة التحضيرية لمؤتمر الوفاق الوطني التي اختتمت أعمالها في القاهرة أمس، في التوصل إلى اتفاق على موعد ومكان انعقاد المؤتمر الذي كان مقرراً مطلع الشهر المقبل، رد مسلحون على اتفاق الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء نوري المالكي على تعزيز الأمن في بغداد بقوات أميركية بقصف صاروخي وبالهاون على حي الكرادة ذي الغالبية الشيعية، أسفر عن مقتل 31 واصابة 150 عراقياً. وقالت مصادر شاركت في الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر الوفاق ل"الحياة"ان اتفاق بوش والمالكي كان السبب الرئيسي لفشل الاجتماعات، وعرقلة الاتفاق على مكان وموعد مؤتمر الوفاق. لكن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى نفى ذلك، مشيراً إلى أن"الصيغة النهائية للاتفاق تم التوصل إليها أول من أمس"، وقال في مؤتمر صحافي"إن تصريحات المالكي التي دعا فيها إلى زيادة القوات الأميركية ليست موثقة بالكامل بالنسبة الينا. والوضع في العراق معقد ومتشابك في نواحٍ عدة ... وموضوع القوات الأميركية تحكمه الرغبة في الانسحاب". واتفقت الأطراف العراقية على تشكيل لجنة تضم في عضويتها رئيسي الوقفين الشيعي والسني وقيادات دينية أخرى إضافة إلى ممثلين عن الجامعة العربية لاتخاذ الاجراءات اللازمة ل"منع استخدام المنابر الدينية للتحريض على الكراهية والفرقة"، كما اتفقت على تشكيل لجان على المستويين الوطني والمحافظات، للعمل على عودة المهجرين وحمايتهم وتعويضهم. في غضون ذلك عاشت بغداد يوماً دامياً جديداً وأعلن الناطق باسم وزارة الداخلية سعدون ابو العلى ان صواريخ وقذائف هاون سقطت على منطقة الكرادة أعقبها تفجير سيارة مفخخة في شارع مزدحم في المنطقة ذاتها أسفر عن مقتل 31 شخصاً واصابة أكثر من 150، وألحق أضراراً مادية كبيرة بينها تدمير مصرف ومبنى سكني، فيما قال الكولونيل في الشرطة محمد سلمان ان"صاروخين على الأقل استخدما في الهجوم". من جهته أعلن قائد قوات الشرطة مهدي الغراوي ل"الحياة" ان تفجيرات الكرادة"محاولة من المسلحين لإثبات وجودهم". واضاف ان"القصف انطلق بشكل متتابع من منطقة الدورة التي تشهد توتراً امنياً وهي معقل لجماعات مسلحة مناوئة للعملية السياسية". وزاد ان"اشتباكات وقعت أول من أمس في المنطقة بين مسلحين من جهة وعناصر الشرطة والجيش من جهة أخرى"مشيراً الى"أن خطة تطهير الدورة ستبدأ غداً". الى ذلك اعتبر عضو جبهة"التوافق"السنية ظافر العاني الحادث"رد فعل مباشر على تصريحات المالكي فيما كان يجب البدء بالنقاش في جدولة الانسحاب الاجنبي"وقال ل"الحياة"ان"هذا الأمر نشر قوات أميركية في بغداد يقتل المصالحة قبل ولادتها ويزيد الاحتقان الطائفي والعمليات المسلحة ويفعل نشاط الميليشيات الحزبية والجماعات المناوئة". واكد فلاح شنيشل، زعيم الكتلة الصدرية في البرلمان، ان الخطة الامنية لبغداد"اثبتت فشلاً ذريعاً بالتزامن مع الخطوات البطيئة في تحويل المصالحة الى واقع ملموس"، مشيراً الى ان"الشارع العراقي بدأ يشعر بفقدان الامل حيال الحكومة التي انتخبها".