أبلغ أعضاء وفد منظمة المؤتمر الاسلامي بعد جولة على بيروت شملت رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة عزم كل من ماليزيا وأندونيسيا وبروناي المشاركة في القوات الدولية التي ستنتشر في الجنوباللبناني، موضحين ان دولاً اسلامية أخرى مثل باكستان لا تزال تدرس الموضوع. وأكد الوفد المكوّن من وزير خارجية ماليزيا سيد حميد بار ووزير خارجية باكستان خورشيد قاصورين وممثل دولة قطر مساعد وزير الخارجية محمد الرميحي وممثل السنغال السفير عبدالواحد امباني، تضامن منظمة المؤتمر الاسلامي مع لبنان. وقال لحود للوفد في بعبدا، ان عدد القوات الدولية المشاركة في اطار"اليونيفيل"يجب"أن يكون متوازناً بين الدول المشاركة التي يجب ألا تكون طرفاً في الشؤون الداخلية اللبنانية كي تتمكن من القيام بمهمتها بعدالة وحيادية". وأكد لحود للوفد ان"لبنان يعتبر استمرار الحصار البحري والجوي المضروب عليه خرقاً لقرار مجلس الأمن بوقف العمليات العدائية وهو يطالب بوقف فوري ونهائي لإطلاق النار يحول دون استمرار مثل هذه الممارسات العدوانية". كما أكد ان انتشار القوات الدولية"سيكون محصوراً في المنطقة الممتدة من جنوب الليطاني حتى الخط الأزرق الى جانب الجيش اللبناني الذي سيتولى مهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار والمساعدة في عودة النازحين"، نافياً ان تكون مهمة القوات الدولية الانتشار على الحدود البرية اللبنانية - السورية، ومرحباً في الوقت نفسه"بمشاركة قوات من دول اسلامية صديقة". ولفت لحود اعضاء الوفد الى ان"مستقبل سلاح المقاومة هو موضوع حوار بين اللبنانيين لأنه شأن داخلي يعالج في ما بينهم". وقال البار:"اللقاء كان بهدف معرفة ما يمكن لمنظمة المؤتمر الاسلامي ان تقوم به في هذه المرحلة. وان اللقاء مع رئيس الجمهورية كان مهماً جداً وقد زودنا برأيه بما يمكن ان تفعله المنظمة في هذا السياق. وسنقوم بما في وسعنا لمساعدة لبنان". وقال قاصورين:"زيارتنا هذه هي للتعبير عن التضامن مع لبنان باسم منظمة المؤتمر الاسلامي وباسم باكستان، رئيساً وحكومة وشعباً. ويهمني التأكيد في هذا السياق ان منظمة المؤتمر الاسلامي والدول المنضوية فيها وشعوبها يدركون ما حل بلبنان. وباكستان مهتمة جداً بالوضع القائم وهي ساهمت منذ اليوم الاول بعمليات الاغاثة، كما كان رئيس وزرائها على اتصال مع نظيره اللبناني. ولعل لقاءنا مع رئيس الجمهورية، افسح لنا المجال لأن نكون على بينة اوضح من الامور، وسنسعى الى نقل ذلك الى حكوماتنا". ثم زار الوفد الرئيس بري في عين التينة، ووصف البار المحادثات معه"بالإيجابية للغاية"، وقال:"بالنسبة الى ماليزيا ابلغنا الرئيس بري استعدادنا للمشاركة في قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اذا ارادت الحكومة اللبنانية وإرسال ألف جندي ليعملوا بأمرة قوات اليونيفيل". وأوضح الوزير الباكستاني ان بلاده لم تقرر بعد المشاركة في القوات الدولية،"وعندما أعود الى بلادي سأبحث هذا الموضوع مع رئيس البلاد ورئيس الوزراء قبل ان تتخذ باكستان أي قرار في هذا الشأن ونحن جميعاً قلقون مما سمعناه عن معلومات عن قتل الأطفال اللبنانيين". من جهته، قال الرميحي:"استمعنا الى وجهات نظر المسؤولين والى آرائهم حول الأحداث التي مر بها هذا البلد العظيم"، مؤكداً مشاركة بعض الدول الاسلامية في القوات الدولية،"وهي ماليزيا وأندونيسيا وبروناي"، وموضحاً ان باكستانوالسنغال ودولاً اسلامية أخرى تدرس هذا الموضوع. وعند الثانية بعد الظهر، التقى الوفد السنيورة وشارك في مأدبة اقامها رئيس الحكومة اللبنانية في السرايا الكبيرة وحضرها وزيرا الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي والتركي عبدالله غول. وقبل جلسة مجلس الوزراء أمس، جدد لحود التأكيد:"أن لبنان انتصر لأنه موحد، وهذا درس لاسرائيل، بأنها ستفكر كثيراً في المرة المقبلة قبل أن تعتدي على لبنان". وعن ماهية دور الجيش في الجنوب وسلاح المقاومة، أجاب:"الجيش الوطني ذاهب الى أرضه وأهله حتى يعود النازحون الى بيوتهم. أما سلاح المقاومة فهو السلاح الوحيد عند كل العرب الذي وقف في وجه اسرائيل وتغلب عليها، وهذا السلاح لن يستطيع أحد نزعه من المقاومة وبخاصة بالقوة".