حذرت كبير معلقي"يديعوت احرونوت"ناحوم بارنياع في مقال على صفحتها الاولى امس رئيس الوزراء ايهود اولمرت من ان"يضل الطريق وهو يطارد انتصاراً غير موجود". واستهل بارنياع مقاله الذي خطه من جنوبلبنان قائلاً:"ما نراه من هنا، من عمق الجنوباللبناني، لا يرونه للأسف من هناك، من مكاتب الجنرالات ومن نوافذ مكتب رئيس الحكومة"، مكرراً استغرابه من نجاح"حفنة"من مقاتلي حزب الله في"تدويخ"دولة إسرائيل على رغم انتشار قوات جيشها بالقرب منهم. واضاف:"يجب ان نرى بأعيننا ما يدور لندرك ما يحصل"، ساردا بالتفصيل وقائع عن كفاءات مقاتلي حزب الله رغم قلة عديدهم. واضاف بارنياع الذي يصفه اترابه ب"بارومتر الرأي العام"، ان"الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله تذّكر بالرسوم المتحركة الشهيرة"توم وجيري"، وتوم هو قط قوي وطموح بينما جيري فأر ضعيف وذكي. جيري يضايق توم، وتوم يرد بحرب عليه. لكن في كل الاشتباكات بينهما ينتصر جيري الفأر". وزاد ان"الاجواء في اوساط الجنود تذكر الى حد كبير بالاجواء في حرب يوم الغفران تشرين الاول/ اكتوبر 1973.. اما الوزراء الذين التقوا قيادة الجيش في جلسة الحكومة المصغرة فإنهم فقدوا ثقتهم بقدرة الجيش على ان يتحول توم الى جيري، ومع هذا صوتوا الى جانب عملية برية واسعة لا يؤمن اي منهم بامكان نجاحها. لكن لم يكن امامهم مفر: لقد خشيوا اتهامهم بانهم لم يمنحوا الجيش فرصة تحقيق الانتصار". وزاد بارنياع ان واشنطن ما زالت تدعم موقف إسرائيل"وطالما لا تحمل واشنطن عداداً للوقت، فإن بمقدور الجيش مواصلة نشاطه. لكن السؤال هو الى اي نتائج ستقود هذه العمليات. فعدد القتلى اخذ يشكل مشكلة سياسية، كما حصل قبل 24 عاماً في حرب لبنان، والثمن الذي تدفعه الجبهة الداخلية بدأ يشكل مشكلة سياسية. والمشكلة باتت تتعلق بأعصاب الإسرائيليين". وختم ان لبنان يبدو"أقسى من الكازينو حيث من يربح لا يعرف متى يتوقف، ومن يخسر يواجه وضعاً مماثلاً واصعب". وكتب:"يعاقب لبنان الرابحين والخاسرين على السواء. اما الاميركيون فيرون الى ان لا جدوى في الاستثمار في مسألة خاسرة. ان اضافة قوات لن تأتي بالانقلاب المتوخى في المغامرة اللبنانية. لكن ثمة املاً لاسرائيل، بدعم اميركي، في الخروج من هذه الحرب بانجازات لا بأس بها. خذ ما يقترحونه عليك، يا اولمرت.. خذه واهرب...".