حرصت إسرائيل عبر تصريحات قادتها ووسائل إعلامها على ما وصفته ب"تهدئة روع"سورية، وطمأنت الى أن استدعاء عشرات الآلاف من أفراد القوات الاحتياطية ليس لغرض شن هجوم عسكري عليها، لكن معلقين بارزين قالوا إن مواجهة عسكرية مع سورية ليست مستبعدة، وأن تطورات الحرب في لبنان قد تستوجبها. وكررت الإذاعة العبرية الرسمية طوال نهار أمس خبراً يقول إن إسرائيل بعثت"عبر قنوات مختلفة"برسالة واضحة الى سورية"لطمأنتها بأنه ليست لديها نية في مهاجمتها، وأن استدعاء الاحتياط مرتبط فقط بالحرب في لبنان وليس لغايات أخرى". وقال وزير الدفاع عمير بيريتس للمرة الثانية في اقل من 24 ساعة، إنه ليست لإسرائيل نية لضرب سورية"لكن على الجيش الإسرائيلي أن يكون مستعداً لأي سيناريو". وأضاف أن إسرائيل تعمل كل ما في وسعها لتبقى الجبهة السورية على وضعها الراهن"ونحن ننقل هذه الرسالة ونرجو أن يتم استيعابها ونأمل أيضاً في أن لا يجر حزب الله سورية الى الحرب". من جهته، قال قائد الجبهة الداخلية في الجيش الميجر جنرال اسحق غرشون إن الجبهة"تستعد لاحتمال تعرض إسرائيل لصواريخ بعيدة المدى من سورية". وتابع أن إسرائيل معنية بأن تبقى سورية"خارج الصورة"في هذه الحرب"التي قد تستمر أسبوعين آخرين على الأقل". وقال الوزير بنيامين بن اليعازر قولاً مماثلاً، وأضاف أن إسرائيل تسعى لتغيير الواقع في جنوبلبنان وليس لمواجهة مع سورية، متهماً"حزب الله"بأنه معني بجر الأخيرة إلى دوامة الحرب. أما وزير شؤون المتقاعدين رافي ايتان فقال إن سورية ستتفادى التورط في حرب مع اسرائيل. وأشارت وسائل الإعلام العبرية الى أن المجلس الوزاري المصغر، حرص لدى إقراره استدعاء قوات احتياطية على الاشارة الى عدم نية إسرائيل مهاجمة سورية"لئلا تفهم دمشق أنها مستهدفة". ونقلت"يديعوت أحرونوت"عن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت قوله إن إسرائيل لن تنجر الى حرب مع سورية"ولن أفتح الآن جبهة قتال ثالثة". وأضافت الصحيفة على لسان كبار معلقيها ناحوم بارنياع وشمعون شيفر أن ثمة انطباعاً لدى صنّاع القرار في إسرائيل بأن مسؤولين في الإدارة الأميركية سيكونون سعداء لو وسعت إسرائيل نطاق حربها ووجهت الى سورية ضربة قاضية، ويتمنون لو يقوم الجيش الإسرائيلي بالانتقام من الرئيس السوري بشار الأسد لأن من شأن ذلك تخفيف الضغط على واشنطن في حربها في العراق. وأشار المعلقان الى ان أولمرت ووزير دفاعه"ليسا مستعدين للتطوع لهذه المهمة ويكتفيان بحزب الله". ونقل شيفر عن مصدر قريب من رئيس الحكومة قوله إنه مقابل عدم رغبة إسرائيل في مهاجمة سورية ينبغي عليها الحذر من دخول سورية الحرب"هذا السيناريو ليس نظرياً بعدما أعلن الجيش السوري أقصى درجات التأهب. لا يمكن أن لا نرى التطورات في الجانب السوري، ما يستوجب الإعداد لكل الاحتمالات".