انتقد الرئيس المصري حسني مبارك مشروع القرار الفرنسي - الأميركي في شأن لبنان المطروح حالياً أمام مجلس الأمن، بسبب تجاهله المطالب اللبنانية. واعتبر أن خطة النقاط السبع التي تبنتها الحكومة اللبنانية، تمثل"إطاراً واقعياً وقابلاً للتنفيذ لإنهاء الأزمة والتعامل مع مسبباتها". وشدد على رفضه قطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل احتجاجاً على عدوانها، متسائلاً عن جدوى خطوة كهذه. وجدد مبارك في حوار تنشره مجلة"أكتوبر"المصرية اليوم، تأييده للنقاط السبع التي طرحها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في مؤتمر روما، منتقداً المشروع الفرنسي - الأميركي الذي"يتجاهل أربعاً من النقاط اللبنانية السبع، إذ لا يطلب انسحاباً إسرائيلياً إلى ما وراء الخط الأزرق، ولا يتضمن التبادل المتزامن للأسرى من الجانبين، ولا يستجيب لطلب لبنان انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا، كما يتجاهل ما دعا إليه لبنان من تعزيز قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة لتمكينها من مراقبة وقف الأعمال العدائية وتسهيل عودة النازحين". ورد على منتقديه بسبب تصريحاته الأخيرة التي رفض فيها دخول بلاده حرباً ضد إسرائيل للدفاع عن لبنان أو"حزب الله"، قائلا:"كلامي كان واضحا لا يحتمل أي تفسير أو تأويل ... وجاء معبراً عن مسؤوليتي أمام الشعب المصري لحماية أمنه القومي والدفاع عن أراضيه". وأضاف أن"قرارات الحرب والسلام أخطر ما يمكن أن تتخذه أي قيادة سياسية". وأشار إلى أن"اتفاق الدفاع العربي المشترك لم يتم تفعيله أو استكمال ترتيباته المؤسسية منذ العام 1951"، مشيراً إلى عدم استكمال مجلس رؤساء أركان الجيوش العربية. ورفض مبارك مطالبات قوى المعارضة المصرية بطرد السفير الإسرائيلي لدى القاهرة واستدعاء السفير المصري لدى تل أبيب، وإلغاء معاهدة السلام الموقعة بين البلدين، متسائلا:"ماذا ستحققه تلك الإجراءات؟". وأضاف:"سبق وسحبنا السفير من تل أبيب بعد اجتياح الجنوب اللبناني عام 1982، كما استدعيناه بعد الانتفاضة الفلسطينية العام 2000". وأكد أن العلاقات المصرية - الإسرائيلية يستفيد منها التحرك الديبلوماسي المصري المستمر لإنهاء الأزمة واحتواء الموقف على الساحتين اللبنانية والفلسطينية، لافتاً إلى أن تأمين ترحيل نحو 15 ألف مصري من لبنان إلى مصر عبر سورية، جاء نتيجة للاتصالات الديبلوماسية التي جرت من خلال السفارتين المصرية والإسرائيلية. إلى ذلك، ناشد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي البلدان العربية التعهد بإعمار لبنان والاراضي الفلسطينية. وقال:"ندعو المجموعة العربية، خصوصا الدول التي منّ عليها الله بالامكانات المادية، إلى وقفة تضامنية حازمة نتعهد فيها ونلتزم جميعا بإعادة اعمار لبنان وفلسطين وإزالة معالم الخراب الذي خلفه العدوان الاسرئيلي". ورأى أن"حل الازمة اللبنانية لا ينفصل عن قضية الشرق الاوسط الجوهرية وهي قضية الشعب الفلسطيني الشقيق الذي اصبح يحتاج اكثر من اي وقت مضى الى الحماية الدولية". ووصف ما يجري في لبنان بأنه"مشهد غير مقبول بأي مقياس من المقاييس الدنيا للمبادىء الانسانية لم يتحمل إزاءه المجتمع الدولي، خصوصاً القوى الفاعلة فيه، مسؤولياته للتحرك السريع والناجع لإيقاف النزيف". وفي بغداد، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الأطباء العراقيين إلى التطوع للذهاب إلى لبنان"للقيام بواجبهم ونجدة الجرحى والمنكوبين". وقال في بيان أمس:"من يجد في نفسه الكفاءة، فليكن من المتطوعين، جزاكم الله خيراً". ونفى التيار الصدري"إرسال مقاتلين من أفراد جيش المهدي للقتال مع حزب الله في حربه ضد الكيان الصهيوني". وواكبت فعاليات ثقافية المواقف الرسمية، إذ أصدرت"مكتبة الإسكندرية"بياناً مشتركاً مع خمس منظمات غير حكومية دولية تمثلها"اللجنة الدولية للدرع الأزرق"، أعربت فيه عن أسفها"لما يحدث الآن في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، ولبنان والسلطة الفلسطينية من إراقة للدماء والأرواح، ومعاناة إنسانية هائلة، ونزوح اضطراري لقرى ومجتمعات بأكملها، ودمار هائل". ودعا البيان"جميع أطراف النزاع إلى احترام التراث الثقافي للمنطقة".