دعت ايران الى"جدولة خروج القوات الاميركية"من العراق، في حين حذر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اجتماع وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق، المنعقد في طهران، من ان بلاده"لن تسمح بعد الآن بأن يُعقد اي اجتماع في شأن العراق من دون الحصول على رأي بغداد في موعده وزمانه ومضمونه". راجع ص 6 و7 وشارك في الاجتماع، الذي افتتح بعد ظهر امس ويختتم اعماله اليوم الاحد، وزراء خارجية السعودية وايران وسورية والاردن والكويت وتركيا اضافة الى مصر والبحرين، وحضره الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى والامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمال الدين احسان اوغلي والممثل الخاص للامم المتحدة في العراق اشرف قاضي. وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، مفتتحاً الاجتماع، ان ثمة"أيادي تسعى الى زرع الشقاق وهي معادية للهدوء والاستقرار في العراق... وفي ظل الظروف المعقدة في المنطقة، على الجميع مساعدة الحكومة العراقية على احلال الامن والاستقرار". ودعا الى"حكومة مستقرة وأمن ثابت لا يتركان حجة لوجود اجنبي"على ارض العراق. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي صرح قبل الاجتماع، بأن"ايران اعدت، بصفتها الدولة المضيفة، مشروع قرار سيناقشه الخبراء". واشار الى ان النص يشمل مواضيع عدة من ابرزها"استقلال الحكومة العراقية وجدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال ودعم اعادة الاعمار ونشر الامن في العراق وضرورة التعاون لمكافحة الارهاب". وشدد الرئيس الايراني في كلمته على"ضرورة وقف عبور الجماعات الارهابية الى داخل العراق بهدف زعزعة الامن وبث الكراهية والشقاق وتمهيد الطريق لوجود قوات اجنبية فيه". ولم يحدد الرئيس الايراني المكان، الذي تتسلل منه تلك الجماعات، ولا الكيفية التي تدخل بها اراضيه. لكنه اضاف ان"استقرار العراق وامنه وتقدمه تعزز استقرار العالم الاسلامي كله وأمنه وتقدمه. وكلنا ملتزمون محاولة اعادة الاستقرار والامن والتقدم في العراق". يذكر انه في الاجتماع العراقي - الايراني الاخير في طهران، اشتكى الوفد العراقي من ضعف الاجراءات على الحدود، وردت ايران بالمطالبة باتخاذ تحرك اكثر صرامة ضد منظمة"مجاهدين خلق"الجماعة المسلحة المعارضة المحظورة التي تتخذ من العراق مقرا لها. وفي هذا الصدد، قال الجنرال جورج كايسي قائد القوات الاميركية في العراق الشهر الماضي ان"ايران قوة كبيرة وراء العنف في العراق"، مضيفا ان طهران تدرب وتسلح جماعات شيعية عنيفة وتستخدمها"كأداة"لتنفيذ هجمات ارهابية. الا ان ايران تنفي تلك الاتهامات. من جهة اخرى، تجددت أعمال العنف المذهبية في بغداد وضواحيها أمس، وأطلق مسلحون النار على مسجد سني في منطقة الغزالية، ما دفع حراسه الى الرد باطلاق النار، لإرغام المسلحين على الفرار. وعثرت الشرطة على جثث ستة عراقيين شيعة مصابين بأعيرة نارية في الرأس والصدر في منطقة الدورة ذات الغالبية السنية، فيما أوقف مسلحون سيارة وأرغموا راكبيها الاثنين على الترجل منها، وقتلوهما على الفور أمام المارة، بحسب مصادر في الشرطة. ومع مقتل ثلاثة جنود اميركيين في الانبار شهدت مدن المحافظة اشتباكات بين أعضاء في تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"وقوات أميركية وعراقية، نفذت خلالها الأولى عملية انتحارية، أسفرت بحسب شهود عن مقتل عشرات المسلحين والجنود. أسفر انفجار سيارة مفخخة كانت مركونة في مرآب عام قرب مسجد شيعي في حي الجهاد غرب بغداد ليل أمس، عن مقتل عراقيين اثنين وجرح تسعة آخرين، علاوة على إلحاق أضرار بمبنى المسجد، بحسب الملازم في الشرطة ميثم عبد الرزاق