جدد قادة"المحاكم الإسلامية"التي تسيطر على جنوبالصومال رفضهم نشر قوات دولية لحفظ السلام في البلاد، خلال اجتماع مع وفد يضم ديبلوماسيين عرباً وأفارقة وأوروبيين في مقديشو أمس. في موازاة ذلك، كشف شريط مصور حصلت عليه وكالة"أسوشييتد برس"وجود معسكر في شمال العاصمة الصومالية لمقاتلين عرب منخرطين في صفوف"المحاكم"، فيما دعا زعيم إسلامي بارز الى قتل من لا يؤدون الصلاة. راجع ص3 وقال زعماء"المجلس الأعلى للمحاكم الإسلامية في الصومال"، في بيان وزعوه على أعضاء الوفد الذي وصل مقديشو أمس لإقناعهم بنشر قوات لحفظ السلام:"نحن نؤمن بأن قوات الغرباء ليست ضرورية ولا تؤدي الغرض المطلوب". وأضافوا أن"المشكلة الصومالية هي مشكلة سياسية، ولا يمكن حلها بالوسائل العسكرية. نقترح بحزم أن تترك مسألة القوات الاجنبية للصوماليين خلال مفاوضات الخرطوم المقبلة". واعتبر البيان أن"الحاجة إلى هذه القوات كانت قوية في الماضي، عندما كان زعماء الحرب يعاملون الشعب الصومالي بوحشية. لكنها انتهت منذ أطيحوا من المشهد". وعقد الوفد الدولي الذي ضم 24 عضواً يمثلون الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى منظمة دول شرق أفريقيا للتنمية"ايغاد"، محادثات مع زعماء قبليين ورجال أعمال، كما زار مقر الحكومة الانتقالية في بيداوة، لتقويم الأوضاع الامنية في الصومال تمهيداً لنشر القوة المحتملة لمساعدة الحكومة الضعيفة في نزع أسلحة نحو 55 ألفاً من مقاتلي الميليشيات. وجدد الرئيس الصومالي عبدالله يوسف احمد ورئيس الوزراء علي محمد جدي أمام الوفد دعوتهما إلى إرسال قوة لحفظ السلام. وقال الناطق باسم الحكومة عبدالرحمن ديناري:"أوضحنا أن ثمة حاجة ملحة إلى نشر قوات لحفظ السلام في الصومال من أجل مساعدة الحكومة". وقال السفير الكيني لدى الصومال محمد عفي، وهو احد أعضاء الوفد:"جئنا من أجل السلام. الصوماليون فقط هم من يستطيعون مساعدة أنفسهم". وأضاف:"نحن مستعدون لدعم الصومال. لكن لا بد من إدراك أن هذه هي الفرصة الأخيرة للصوماليين ليلملموا شملهم". من جهة أخرى، أعلن القيادي الإسلامي البارز الشيخ عبدالله علي، وهو أحد مؤسسي"المحاكم"، أن"كل شخص لا يؤدي فريضة الصلاة يعتبر كافراً وتأمر أحكام الشريعة بقتله". وأضاف خلال تدشين محكمة شرعية جديدة في حي غوبتا جنوب مقديشو مساء أول من أمس، أن"الشريعة تأمر بقتل أي مسلم لا يؤدي فريضة الصلاة". وشدد على ضرورة أن يلتزم كل صومالي تعاليم الإسلام، ما يعزز المخاوف من قيام نظام متشدد على غرار ما أقامته حركة طالبان في افغانستان. وضاعف هذه المخاوف شريط مصور كشفت عنه وكالة"أسوشييتد برس"، يظهر مجموعة من المقاتلين العرب تشارك في عملية عسكرية نفذتها"المحاكم"شمال مقديشو خلال معاركها ضد زعماء الحرب، كما يتضمن خطباً تدعو المسلمين في أنحاء العالم إلى"المشاركة في الجهاد المقدس في الصومال". وكان عنصران من الميليشيات الإسلامية قتلا الأربعاء الماضي طفلة وصاحب صالة عرض سينمائي خلال تفريقهما محتجين على حظر"المحاكم"مشاهدة مباريات كأس العالم لكرة القدم. لكن الشيخ حسن ضاهر عويس أكد أمس أن المسلحين احتجزا تمهيداً لمحاكمتهما. وقال إن"أحكام الشريعة ستُطبق على قاتلي المدنيين في أقرب وقت ممكن".