تقدّم مقاتلو المحاكم الإسلامية الصومالية، الخميس، صوب قرية على الحدود الكينية في شاحنات صغيرة مزودة رشاشات، لكنهم انسحبوا بعد تحليق للمروحيات العسكرية الكينية فوق الحدود. وقال بشير حاجي علي، وهو سائق شاحنة، إنه كان في الجانب الكيني من الحدود عندما شاهد المسلحين الإسلاميين الصوماليين يتجهون في 15 شاحنة"بيك اب"صوب قرية ليبوي الواقعة على الجانب الصومالي من الحدود مع كينيا. وأكد"ابو زينب"، وهو ناطق باسم الإسلاميين في مقرهم في مرفأ كيسمايو، انهم بالفعل ذهبوا إلى ليبوي منتصف نهار الخميس قبل أن يتراجعوا إلى قاعدتهم في أفمادو التي تبعد قرابة 140 كلم شرق الحدود الصومالية - الكينية. وقال لوكالة أسوشييتد برس هاتفياً من كيسمايو:"ذهبنا إلى هناك للتحقق من الأمن في تلك المنطقة وليس لأي سبب آخر. وطلبنا خلال العملية من الميليشيات المحلية التي تنصب حواجز، أن تنضم إلينا ونحن نعيد تأهيلها". وتقدم الإسلاميون الأربعاء إلى منطقة مودي مودي على مسافة 20 كلم من بيداوة، المدينة الوحيدة التي تسيطر عليها الحكومة. وشكّل ذلك أقرب تقدّم لهم إلى مقر الإدارة الانتقالية الضعيفة. وقال محمد إبراهيم بلال، وهو زعيم إحدى الميليشيات المسلحة في المنطقة، إن الإسلاميين الذين سيطروا على معظم جنوبالصومال منذ استيلائهم على مقديشو في حزيران يونيو الماضي، وصلوا إلى مودي مودي مساء الخميس، وبدأوا تسيير دوريات ليلاً ونهاراً. ووصف الناطق باسم الحكومة في بيداوة، عبدالرحمن ديناري، تقدّم الإسلاميين بأنه"تصرف استفزازي". ونظّم الإسلاميون الأربعاء تظاهرة جمعت ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص معظمهم نساء وطلاب في كيسمايو، وتعهدوا إعلان"الجهاد"ضد أي مجموعة تحاول وقف تقدمهم. وسيطرت ميليشيات المحاكم الإسلامية على كيسمايو، وهي ثالث أكبر مدينة في الصومال، الأسبوع الماضي بلا قتال. ولكن آلافاً تظاهروا ضد الإسلاميين بعد وصولهم، وأفيد ان صبياً يبلغ من العمر 13 سنة قُتل خلال قمع التظاهرة. وجرت احتجاجات عديدة أخرى على رغم العنف الذي ترافق مع قمع الاحتجاج الأول. وليس في الصومال حكومة وطنية فاعلة منذ 1991 عندما أطاح زعماء حرب نظام محمد سياد بري ثم انقلبوا على انفسهم وأدخلوا البلاد في الفوضى. وتشكلت حكومة انتقالية في العام 2004 بمساعدة من الأممالمتحدة على أمل إعادة النظام بعد سنوات من الفوضى. لكن الحكومة عانت لفرض هيبتها، قبل ان تسيطر المحاكم الإسلامية على العاصمة مقديشو في حزيران يونيو. وتسيطر المحاكم الآن على معظم الجنوب. وأعادت المحاكم بتطبيقها الصارم، وأحياناً الشديد، للشريعة الإسلامية التذكير بحركة"طالبان"الأفغانية التي أطاحتها حملة بقيادة الولاياتالمتحدة لإيوائها أسامة بن لادن ومقاتلي تنظيمه"القاعدة". واتهمت الولاياتالمتحدة المحاكم الصومالية بإيواء مشتبه بهم في تفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا. وقال بن لادن ان الصومال ساحة معركة في الحرب ضد الغرب.