بعد ستة اشهر من استيلاء الاسلاميين عليها، دخلت قوات الحكومة الانتقالية يدعمها الجيش الاثيوبي العاصمة الصومالية مقديشو اثر انهيار ميليشيا "المحاكم الاسلامية" سريعا أمام الطائرات والمدرعات الاثيوبية التي نجحت في إلحاق خسائر بشرية فادحة بها قدرها رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي ب "ألفين أو ثلاثة آلاف قتيل وأربعة الى خمسة آلاف جريح" سقطوا جميعهم خلال أيام قليلة. راجع ص5 وتعهد زيناوي هزيمة الاسلاميين في شكل كامل، وانتهاء القتال"خلال أيام أو أسابيع قليلة"، لكن انباء أفادت أن المقاتلين الاسلاميين انتقلوا مع زعيمهم حسن ضاهر عويس الى جنوب البلاد لمواجهة القوات الاثيوبية والصومالية الموالية للحكومة الانتقالية. تزامن ذلك مع إعلان مفوضية الاممالمتحدة العليا للاجئين مقتل 17 صومالياً على الأقل وفقدان 140 آخرين بعد انقلاب زورقين فروا بهما من القتال في الصومال، أمام سواحل اليمن في وقت متأخر مساء أمس. وفي افغوي 20 كلم غرب مقديشو التي استعادتها القوات الحكومية، أكد رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي أن قواته دخلت كثيراً"من القطاعات"في مقديشو. وأوضح للصحافيين قبل أن يلتقي قادة محليين:"نحن موجودون بالفعل في مقديشو في كثير من القطاعات... أُريد تنظيم التنسيق بين القوات الحكومية والمسؤولين المحليين للسيطرة عليها". وأفاد مراسلون أن عشرات المواطنين تجمعوا على طول الطريق المؤدية الى القاعدة العسكرية في افغوي حيث استقبلوا بالهتافات والتصفيق موكب رئيس الوزراء الصومالي. كما أكد الناطق باسم الحكومة عبدالرحمن ديناري أن المسؤولين المحليين في افغوي تعهدوا المساعدة في جمع الأسلحة من الميليشيات التي بقيت في العاصمة وبينها فلول"المحاكم الاسلامية". وكان زيناوي قال للصحافيين في أديس أبابا:"نبحث في ما سنفعله حتى لا تهوي مقديشو في الفوضى. ولن نسمح باحتراقها... وقادة اتحاد المحاكم الاسلامية والجهاديون الدوليون والاريتريون يلوذون بالفرار... ولكن سنواصل ملاحقتهم وهذا هو برنامجنا". ودخلت القوات الإثيوبية والصومالية إلى العاصمة بعد مخاوف من عودة الفوضى إليها، وخصوصاً إثر إعلان ميليشيات محلية سيطرتها على المرفأ والمطار الدولي، إذ لم تمض ساعات على عودة هذه الميليشيات الى العاصمة بعد شهور من خروجها منها، حتى اشتبكت مع بعضها بعضاً، ما أدى الى وقوع خمسة قتلى على الأقل. وقال مقاتلون سابقون في ميليشيا"المحاكم"إن غالبية عناصرها الأساسيين الذين يقدر عددهم بحوالي ثلاثة آلاف، انتقلت الى مدينة كيسمايو الساحلية جنوب البلاد، والتي سيطرت عليها في أيلول سبتمبر الماضي. وقال قائد المنطقة الجنوبية في ميليشيا"المحاكم"إنها لن تترك كيسمايو من دون معركة، في حين أفاد شهود بإنهم رأوا عدداً كبيراً من المقاتلين الأجانب في القوافل التي اتجهت الى جنوبالصومال. وكان تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"دعا أنصاره الى مساعدة ميليشيا"المحاكم الاسلامية"في معركتها ضد إثيوبيا والحكومة الانتقالية. وذكر تقرير للأمم المتحدة أن المقاتلين الاسلاميين دخلوا من منزل الى آخر في كيسمايو لتجنيد مقاتلين لم يتجاوز بعضهم الثانية عشرة من العمر، ونقلوهم الى بلد جيليب شمالاً. كما أفاد شهود أن عويس وصل الى جيليب برفقة مئات المقاتلين في 45 سيارة نقل مجهزة بمدافع مضادة للطائرات.