في وقت دعا رئيس اتحاد"المحاكم الإسلامية"التي تسيطر على العاصمة الصومالية مقديشو شريف شيخ أحمد، زعماء"تحالف إرساء السلم ومكافحة الإرهاب"إلى الاستسلام، طالبت الحكومة الانتقالية الإسلاميين بتسليم أسلحتهم، تمهيداً لانتقال مؤسسات الحكم الموقتة إلى المدينة للمرة الأولى منذ العام 1991. لكنها لم تتلق رداً. وكانت الميليشيات الإسلامية أعلنت الاثنين الماضي سيطرتها على مقديشو التي كانت خاضعة لزعماء الحرب المتنافسين منذ اندلاع الحرب الاهلية العام 1991، بعد معارك استمرت نحو أربعة اشهر، وسقط خلالها ما لا يقل عن 350 قتيلاً. وتحصن زعماء"التحالف"بمعقلهم في مدينة جوهر 90 كيلومتراً شمال العاصمة، حيث عززوا مواقعهم تحسباً لمعارك جديدة مع"المحاكم"التي قال شهود أمس إنها تتقدم في اتجاه جوهر. وقال شيخ أحمد خلال مؤتمر صحافي في مقر اتحاد"المحاكم الإسلامية"في مقديشو أمس:"إننا نمهلهم زعماء الحرب بعض الوقت لتصحيح خطأهم، وأرسلنا إليهم زعماء عشائر لإقناعهم بالاستسلام بشكل سلمي". وأضاف:"نحن هنا من أجل السلام ولا نحب الحرب. وإذا لم يستسلم زعماء الحرب، فالجميع يعلم ما سيحصل ... لسنا معادين لأي بلد، ولا نقاتل ضد مصالح أي كان، لكننا نعطي الأولوية لشعب الصومال". ورفض زعماء الحرب دعوة"المحاكم"، وقال أحدهم، وهو موجود في شمال مقديشو الخاضع لحماية عشيرة"أبغال"النافذة، إن"الشيخ أحمد كان يتكلم باسمه، وهو لا يمثل الغالبية العظمى من الشعب الصومالي". وأضاف:"نحن ندعوه إلى الامتناع عن العنف، ونحضه على الانضمام إلى الشعب في شمال العاصمة"، في إشارة إلى المقاومة التي يواجهها الإسلاميون هناك. وأكد أن شيخ أحمد لم يرسل زعماء قبائل للتفاوض. وتتهم أجهزة استخبارات غربية"المحاكم"بإيواء ما لا يقل عن ثلاثة من عناصر تنظيم"القاعدة"المتورطين في اعتداءات ضد سفارت الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا العام 1998. غير أن شيخ أحمد الذي نفى هذه التهمة مراراً قال أمس:"لماذا يشعر الأميركيون بالقلق حيال التطورات الجديدة في مقديشو؟... هذا لأنهم غير مطلعين بصورة جيدة على الوضع أو أنهم قلقون لهزيمة أصدقائهم". وتطرق إلى المخاوف من فرض الشريعة الإسلامية في الصومال، قائلاً إن تقرير هذه المسألة"يعود إلى الشعب الصومالي". وأضاف:"لن نملي مستقبل الصومال، وستجري استشارة المجتمع المدني والمثقفين والشتات والمجتمع برمته". وفي المقابل، قال وزير الإعلام محمد عبدي حاير إن الحكومة طلبت من"المحاكم"تسليم أسلحتها، ولا تزال في انتظار ردها. وأضاف:"إذا سلمت المحاكم الإسلامية والفصائل الأخرى مثل رجال الأعمال أسلحتهم، فستكون هذه خطوة جيدة بالفعل، وستبدأ الحكومة عملها في مقديشو خلال اشهر". غير أن ديبلوماسيين غربيين يعتقدون أن الوقت ما زال مبكراً لمعرفة موقف الإسلاميين من مساعدة الحكومة الانتقالية. وقال أحدهم ل"رويترز"إن انتباه"المحاكم"سيتركز في اتجاه اثيوبيا الحليف المسيحي القوي للرئيس الانتقالي عبدالله يوسف، قبل أن يخطوا اي خطوة في اتجاه دعم الحكومة. من جهة أخرى، دعت واشنطن إلى اجتماع دولي لمناقشة"الاستراتيجية المتعلقة بالصومال"، بعد التطورات الأخيرة. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن الولاياتالمتحدة ستعقد أول اجتماع"مجموعة اتصال الصومال"في نيويورك الاسبوع المقبل. وأضاف أن مسؤولين من الأممالمتحدة ودول أوروبية وافريقية ومنظمات دولية أخرى سيشاركون في الاجتماع. وأشار إلى أن"هدف هذه المجموعة هو الترويج لعمل وتنسيق يتفق عليه لمساندة المؤسسات الاتحادية للحكومة الانتقالية". لكنه قال إنه"من غير المرجح"أن تحضر الجماعات الصومالية محادثات نيويورك، لكن لائحة الدعوة"لم تكتمل بعد". في غضون ذلك، نشرت الحكومة الانتقالية أمس قواتها في مدينة بيداوة، مقرها الموقت. وقال الناطق باسم الحكومة عبدالرحمن نور ديناري إن نحو 300 جندي أرسلوا الى بيداوة ليل الجمعة السبت، لتوفير الأمن والمساعدة في إزالة حواجز الطرق التي ينصبها مسلحون. وأضاف:"عندما ينتهون من إزالة الحواجز سيسلمون المنطقة إلى الشرطة في بيداوة". غير أن السكان قالوا إن نحو 1500 جندي وصلوا إلى المدينة.