ارتكب جيش الاحتلال الاسرائيلي مجزرة جديدة امس بقتله 17 فلسطينياً، بينهم مقاومون، وجرح اكثر من اربعين آخرين. وذلك في اوسع عملية عسكرية برية منذ الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة الصيف الماضي. واعترف ناطق عسكري اسرائيلي بمقتل جندي اسرائيلي"برصاص قناصة"، وقال انه الرقيب اول يهودا باسل، وهو أول جندي يقتل منذ انطلاق العملية العسكرية"امطار الصيف"في اعقاب خطف الجندي غلعاد شاليت. وفيما اكد مسؤولون اسرائيليون كبار ان عملية اجتياح قطاع غزة ستتواصل"تدريجاً"الى ان"يتم إحداث تغيير في قواعد اللعبة وخلق واقع أمني جديد يحول دون مواصلة اطلاق قذائف القسام"، عبر جميع المراسلين العسكريين الاسرائيليين عن قناعتهم بأن التوغلات العسكرية في قطاع غزة لن تجدي نفعاً وان الفلسطينيين سيعاودون قصف البلدات الاسرائيلية الجنوبية بقذائف"القسام"بمجرد خروج القوات الاسرائيلية. راجع ص 4 و5 وفي نيويورك، قدمت قطر العضو العربي في مجلس الأمن مشروع قرار يدين العدوان الاسرائيلي ويطالب بوقفه وبانسحاب اسرائيل من غزة ويثني على"جميع الجهود الرامية الى ايجاد حل ديبلوماسي لموضوع الافراج عن الأسرى بما في ذلك الجندي الاسرائيلي"أثناء جلسة استشارية مغلقة للمجلس عقدت بطلبٍ عربي. ووصف السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون مشروع قرار المجموعة العربية بأنه"غير مقبول وبعيد عن أي شيء يمكن التصويت عليه". واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية ان العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة جزء من خطة اسرائيلية تقضي بإعادة احتلال مناطق واسعة من القطاع وفرض العقاب الجماعي على الشعب الفلسطيني وإرباك عمل الحكومة. واصدر وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام مساء امس قرارا باعلان حال الاستنفار القصوى في صفوف كل الاجهزة الامنية والعسكرية داعياً اياهم"للمشاركة في الواجب الديني والاخلاقي للتصدي للعدوان والاجتياح الاسرائيلي الغادر". وسقط عشرة من الشهداء الفلسطينيين ال17 في منطقة السلاطين جنوب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، واصيب 40 آخرون عندما اطلقت دبابة اسرائيلية قذيفة على تجمع للمواطنين، بعد اقل من 24 ساعة على توغل قوات الاحتلال في البلدة وتوسيع عمليتها العسكرية في القطاع التي اطلق عليها"امطار الصيف". وكانت قوات الاحتلال وسعت عدوانها ونطاق عملياتها العسكرية في قطاع غزة ليل الاربعاء - الخميس، فأعادت احتلال شمال بيت لاهيا وغربها حيث كانت ثلاث مستوطنات تحتل مساحة كبيرة من اراضي البلدة، وذلك بغية اقامة"منطقة عازلة"تهدف الى منع اطلاق الصواريخ. اما الشهداء الفلسطينيون السبعة الآخرون، ومعظمهم من رجال المقاومة، فسقط منهم اثنان في بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب القطاع عندما قصفت قوات الاحتلال البلدة وسقط خمسة آخرون في قصف من طائرة حربية اسرائيلية اثناء توغل للدبابات شرق البلدة مسافة كيلومتر واحد الى الغرب من خط الهدنة. واندلعت اشتباكات عنيفة بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال المتوغلة، كما واصلت طائرات مروحية اسرائيلية من نوع"اباتشي"اطلاق النار من رشاشاتها في اتجاه منازل المواطنين ورجال المقاومة شمال القطاع طوال نهار امس. وفي تطور لافت، سقط صاروخ فلسطيني محلي الصنع في مدينة المجدل - عسقلان عصر امس. وأقرت مصادر سياسية اسرائيلية ان احداً من اركان الحكومة الاسرائيلية لا يمكنه توقع ما سيؤول اليه توسيع نطاق الاجتياح"حيال الاستقبال الحار الذي يعد به الفلسطينيون لقوات الجيش"، على ما نقلت الاذاعة العبرية. واعلن وزير الدفاع عمير بيرتس أن اسرائيل لا تنوي ان تغوص في"مستنقع غزة"وانه"في حال اعيد الجندي المخطوف وتوقف اطلاق القسام ستنسحب قواتنا من القطاع". لكن رئيس لجنة الخارجية والامن البرلمانية تساحي هنغبي قال ان قوات الاحتلال ستبقى في القطاع حتى يتحقق الهدوء لسكان جنوب اسرائيل"ومن الممكن ان تبقى هناك سنوات.. سنعمل على تحقيق الهدف من العملية، منع تصعيد اطلاق قذائف القسام على عسقلان واسدود وسديروت".