قتل نحو 24 فلسطينيا في هجوم بري إسرائيلي على قطاع غزة صباح امس الجمعة، حسبما أفاد مسؤول فلسطيني، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل جنديين إسرائيليين، واستدعى جيش الاحتلال الاسرائيلي 18 الفا من الاحتياط ليصل عدد من تم استدعاؤهم الى نحو سبعين ألفا منذ بدء عملية "الجرف الصامد"، وأكد مسؤول دولي استعمال إسرائيل الغازين الأبيض والسارين عند الاجتياح، واستهدفت 120 غارة اسرائيلية محولات الكهرباء والبنى الارضية، كما استهدفت المرافق الاعلامية ومنزل القنصل الفرنسي. وبهذا ترتفع حصيلة القتلى الفلسطينيين منذ بدء العملية الإسرائيلية على غزة الى 24 فلسطينيا، منذ بدء الاجتياح البري، ليرتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة إلى 265 شهيدا وإصابة أكثر من 1813 بجروح. وتبنت كتائب عز الدين القسام- الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قنص جندي إسرائيلي اعترف الاحتلال بمقتله فجر امس الجمعة، بعدما أعلنت الكتائب أنها اشتبكت مع قوة إسرائيلية خاصة في منطقة شمال بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وقالت كتائب القسام إنها قصفت مدينة ديمونة بصاروخي إم75. وذكرت الكتائب في بيان لها أنها أوقعت في صفوف القوة الإسرائيلية إصابات محققة، كما فجرت عبوة ناسفة بدبابة حاولت التقدم في المنطقة نفسها. كما أعلنت القسام عن خوضها اشتباكا مسلحا وصفته بالعنيف مع قوة إسرائيلية خاصة تسللت قرب مدرسة الزراعة في بلدة بيت حانون شمال القطاع، وأجبرت جنود الاحتلال على الانسحاب من المكان. وأوردت كتائب القسام في موقعها الإلكتروني أن مقاتليها فجروا عبوة في قوة إسرائيلية خاصة في شمال قرية أم النصر واشتبكوا معها، كما استهدفت المقاومة حشودا عسكرية إسرائيلية على حدود غزة بنحو 11 صاروخا. استهداف الكهرباء وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح امس، أن طائرات الاحتلال نفذت أكثر من 120 غارة، استهدفت فيها محولات الكهرباء لتعيش غزة في الظلام، موضحة في الوقت ذاته أن 3 صواريخ سقطت في مدينة عسقلان و3 قذائف هاون على رأس النقب. كما اصيب جنديان من الجيش الاسرائيلي بقذيفة هاون. وصادق المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر على استدعاء ثمانية عشر ألف جندي احتياط آخرين، وبذلك يصل الى نحو سبعين ألفا عدد جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم منذ بدء عملية "الجرف الصامد". وقالت مصادر طبية فلسطينية إن طواقم الإسعاف انتشلت تسع جثث لمواطنين تعرضت منازلهم للقصف في منطقة خانيونس. ووفقا لتقارير فلسطينية فإن الجيش الإسرائيلي ألقى العشرات من القنابل السامة ما أدى إلى استشهاد مواطنة ونزوح أعداد من المواطنين. توغل وصواريخ وشهدت مدينة رفح محاولات توغل إسرائيلية عنيفة وإطلاق غازات سامة، وامتد القصف إلى حي الشجاعية، فيما أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن قصف أسدود المحتلة ب(10) صواريخ غراد، كما تبنت الكتائب قصف "ديمونا" بصاروخي M75، وقصف الآليات المتمركزة شمال بيت لاهيا ب(10) قذائف هاون. وقصفت الكتائب حشودا عسكرية اسرائيلية بموقع "زيكيم" ب(5) صواريخ 107. كما تبنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصف أسدود ب4 صواريخ جراد، وتجمع للآليات الإسرائيلية شرق رفح بصواريخ 107. واعلنت سرايا القدس مسؤوليتها عن خوض اشتباك بالاسحلة المتوسطة مع قوة اسرائيلية قصفتها 16 قذيفة هاون واستشهد احد مقاوميها شرق خانيونس وقصف كيسوفيم ب 3صواريخ 107. وأكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس فجر امس وقوع قوات إسرائيلية خاصة في كمين لعناصرها في شمال وجنوب قطاع غزة. وأوضحت الكتائب في بيان عسكري أن عناصرها فجروا عبوة ناسفة في آلية إسرائيلية في قرية أم النصر شمال بيت لاهيا، وتمكنوا من تفجير 5 عبوات أفراد بقوة خاصة في المكان. وأشارت إلى أن عناصرها نفذوا كمينا للقوة الإسرائيلية. وقالت الكتائب ان الاحتلال اعترف بإصابة 7 من جنوده إصابة أحدهم حرجة وآخر بترت قدمه في الكمين. اشتباكات وفي بيان آخر، ذكرت أن وحدة خاصة له باغتت قوة إسرائيلية خاصة تسللت إلى منطقة الحصينات شرق رفح، مشيرة إلى أنها اشتبكت معها وجها لوجه. وأكدت أن كثافة الاشتباكات أجبرت القوة المتسللة على الانسحاب بعد وقوع إصابات محققة في صفوفها. وفي بيت حانون، فقالت القسام إنها خاضت اشتباكا عنيفا مع قوة إسرائيلية خاصة تسللت قرب المدرسة الزراعية شرق البلدة، وأن وحداتها أرغمتها على الاندحار. كما اشتبكت وحداتها بالأسلحة المتوسطة مع قوة خاصة شرق خانيونس في ساعات الفجر الأولى، وأطلقت تجاهها قذيفة مضادة للأفراد. استهداف الإعلام واصيب صحفي واحد على الاقل بجراح في قصف اسرائيلي استهدف اكثر من بناية يتواجد بها الصحفيون الفلسطينيون في قطاع غزة. واستهدفت طائرات "الاباتشي" الاسرائيلي في الساعة السابعة من صباح امس برج الجوهرة الذي يضم عددا من المكاتب الاعلامية. ونقل شهود عيان اصابة المصور الصحفي في الوكالة الوطنية للاعلام محمد شباب بجراح نقل على اثرها الى مشفى الشفاء لتلقي العلاج، كما تعرض برج داود في حي الرمال الى القصف للمرة الثانية خلال 24 ساعة ما ادى الى توقف بث اذاعة الوطن المحلية التي اصيب عدد من العاملين فيها برضوض. ووجه الجيش الاسرائيلي انذارا لعدد من الصحفيين الاجانب يطالبهم فيه اخلاء احد الفنادق من دون ان يحدد السبب، وفي استهداف مباشر رغم العلم والرموز الموجوده على السطح دمرت الطائرات الإسرائيلية منزل القنصل الفرنسي في غزة الدكتور مجدي شقورة في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة. وقال القنصل ان عائلته غادرت المنزل بعد التهديدات والتحذيرات التي أطلقها الجيش الإسرائيلي بضرورة إخلاء المواطنين لمنازلهم في منطقة العطاطرة والسودانية شمال غزة، بهدف شن عمليات عدائية ضد سكان. قرار الهجوم وكشفت صحيفة "هآرتس" أن العملية البرية لقوات الاحتلال في قطاع غزة بدأت في أعقاب جلسة سرية للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (السياسي – الأمني) عقدت مساء الخميس، في "الكرياه" في تل أبيب، وبعد سلسلة من عمليات خداع إعلامية من جانب مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بهدف "تخدير" حركة حماس، والإيهام بأن إسرائيل ليست على وشك توسيع حربها العدوانية على القطاع. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن وزراء المجلس الوزاري المصغر صادقوا على "العملية البرية" قبل يومين، في جلسة عقدت الثلاثاء الماضي غداة انهيار ما أسمي ب"المبادرة المصرية" لوقف إطلاق النار. وأشارت الصحيفة إلى أن مكتب رئيس الحكومة، وبعد انتهاء جلسة المجلس الوزاري وقبل بدء الهجوم البري بنصف ساعة، قام بإطلاع الإدارة الأمريكية على القرار بتوسيع الحرب والهجوم البري على قطاع غزة. "ميرتس" يهاجم وهاجمت رئيسة حزب "ميرتس"، زهافا غلئون، امس، نتنياهو، في أعقاب شن اجتياح بري لقطاع غزة، وقالت إنه يجر إسرائيل إلى مستنقع الدماء في القطاع. واعتبرت غلئون أن نتنياهو بقراره شن الاجتياح البري استجاب لمطالب وزيري الخارجية، أفيغدور ليبرمان، والاقتصاد، نفتالي بينيت، من اليمين المتطرف، بتوسيع العدوان على القطاع واحتلاله. وأضافت غلئون أنه "على الرغم من رفض حماس (الموافقة على اقتراح مصر لوقف إطلاق النار)، على إسرائيل مواصلة الجهود من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار. وفقط وقف إطلاق النار بإمكانه أن يمنع نزيف الدم والمعاناة المتزايدة في كلا الجانبين". استعمال الغاز الأبيض من جهته، قال سفير المفوضية الدولية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وأمين عام منظمة حقوق الإنسان الدولية في الأممالمتحدة هيثم أبو سعيد الجمعة: إن إسرائيل استعملت أثناء بدئها بالعملية العسكرية البرية على غزّة الغاز الأبيض الذي ألحق الأذى البالغ بالعشرات من المدنيين الفلسطينيين. وذكر في تقرير له أن إسرائيل استخدمت هذه المادة خلال العملية البرية في بلدة بيت حانون ومنطقة الشوكة في رفح. وقال المسؤول الدولي: كما أشارت التقارير التي يتم التأكّد منها لجهة استعمال سلاح غاز السارين في المعارك الدائرة بالإضافة إلى الغاز الأبيض في المنطقة نفسها التي شهدت معارك عنيفة أثناء محاولة تقدّم للمشاة العسكرية الإسرائيلية، وهذا النوع من السلاح هو أحد غازات الأعصاب الصناعية مشابه لمجموعة من مضادات الحشرات المعروفة بالعضوية الفوسفاتية. وتابع: وفيما لو ثبت استعمال ذلك تكون إسرائيل قد خرقت مرّة أخرى كل القواعد والأسس المنصوص عليها دولياً والتي تُحرّم استعمال تلك الأنواع من الأسلحة وتُحاسِب عليها القوانين الدولية المعنية في هذه القضايا والذي يتم إعداد ملف كامل في هذا الصدد لتقديمه إلى المحاكم الدولية المعنية. وأضاف: لقد باشرت المنظمة الدولية العمل على هذا الملف من خلال اللجنة القانونية الدولية لدى المحاكم الدولية من أجل التعويض المالي والمعنوي لذوي أهالي الشهداء الذين سقطوا في الاعتداءات الأخيرة في غزّة. عباس قلق وجدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التعبير عن قلقه البالغ من تدهور الأوضاع في غزة لاستمرار العدوان الإسرائيلي، وإعلان إسرائيل الشروع في عملية برية. وقال الرئيس في لقائه مع الاعلاميين والمثقفين المصريين الليلة قبل الماضية في مقر اقامة في القاهرة: إننا نمر في مرحلة صعبة جدا. وحول معبر رفح قال إن فتح معبر رفح سيكون على أساس اتفاقية 2005 وليس لمصر أي دور في فتح المعبر أو اغلاقه، لأنها ليست طرف في الاتفاقية واذا وافقت حماس على تنفيذ الاتفاقية سيتم فتح المعبر. وقال الرئيس: إننا تقدمنا بطلب للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لنطلب منه تأمين حماية دولية بشكل فوري للشعب الفلسطيني وأرضه التي هي تحت الاحتلال وسنستمر في التقديم للمنظمات الدولية التي هي من حقنا القانوني. وأشار الرئيس إلى أن المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية التي تمت برعاية أميركية عرقلها رئيس الوزراء الاسرائيلي وبشهادة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي قال إن اسرائيل عرقلت المفاوضات لسببين، عدم اطلاقها لسراح ال30 أسيرا المتفق عليهم، والسبب الثاني هو انها ماضية في موضوع الاستيطان. وأضاف: إننا على استعداد للعودة للمفاوضات إذا اطلقت إسرائيل سراح الأسرى المتفق عليهم ونذهب الى 9 أشهر ليخصص الثلاثة أشهر الأولى لرسم الحدود، ثم ننتقل إلى القضايا المرحلية.