في خرق جديد للتهدئة المعلنة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وسلطات الاحتلال، توغل الجيش الإسرائيلي صباح أمس في المنطقة المتاخمة للشريط الحدودي شرق بلدة خزاعة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، وشرع في أعمال تجريف وتمشيط في الأراضي الزراعية. وأوضح شهود عيان أن المزارعين الفلسطينيين لم يتمكنوا من الذهاب إلى أراضيهم المتاخمة للشريط الحدودي خوفا على حياتهم، خاصة مع تكرار حوادث إطلاق النار باتجاههم من قبل الأبراج العسكرية والجيبات الإسرائيلية التي تقوم بمراقبة الشريط الحدودي. وفي وقت لاحق، فجرت القوات المعتدية عبوة ناسفة زرعتها المقاومة بالقرب من السلك الحدودي شرق خزاعة. في غضون ذلك أصيب أحد جنود الاحتلال خلال اشتباك مع مقاومين فلسطينيين تصدوا للقوات المتوغلة في المنطقة. واعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) انها قنصت جنديا إسرائيليا من الوحدة المعتدية شرق مدينة خانيونس، مؤكدة ان العديد من الفصائل الفلسطينية المسلحة توجهت الى مكان التوغل للتصدي لتلك القوات. كما أطلقت قوات الاحتلال النار على المواطنين اثناء توجههم الى مزارعهم القريبة من السياج الحدودي ما أدى لإصابة عدد منهم، وعمقت توغلها في محيط مدرسة شهداء خزاعة. على صعيد آخر نجت مجموعة من "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي من الاغتيال بعد استهدافهم بصاروخين من طائرة استطلاع إسرائيلية شمال قطاع غزة، وأسفر القصف عن تدمير منصة الصواريخ التي أطلقت منها صواريخ على "عسقلان وسديروت". وكانت سرايا القدس أعلنت الجمعة أنها أمطرت مدينتي "عسقلان وسديروت" بستة عشر صاروخاً من طراز "قدس"، رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي والعدوان الأخير على قطاع غزة. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية أمس إن مصر تبذل "جهودا جبارة" لضمان سريان اتفاق التهدئة بين (إسرائيل) والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة المبرم منذ منتصف حزيران/يونيو من العام الماضي، وذلك أثر التصعيد المتبادل أخيرا. ونقلت الإذاعة عن مصادر مصرية مسؤولة قولها إن القاهرة بذلت جهودا رفيعة المستوى مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني خلال الساعات الأخيرة لضمان استمرار سريان التهدئة بينهما ووقف التصعيد العسكري الأخير في قطاع غزة.