اللياقة والثقة والأناقة هي الباب الذي أطل من خلاله المذيع السعودي صالح الثبيتي على مشاهدي قناة"العربية"في نشراتها الإخبارية المسائية، وشكّل انتقاله من مراسل لقناة"العربية"في جدة إلى مذيع أخبار، حدثاً في الساحة الإعلامية السعودية، باعتباره أول مذيع سعودي يعمل في دبي. كثر من مراقبي الساحة الإعلامية، لم يعيروا الثبيتي"المراسل"اهتماماً، خلافاً ل الثبيتي"المذيع"الذي ظهر في شكل مختلف، ليس من خلال الثقة التي يبديها فحسب، بل من خلال لياقته العالية في قراءة نشرة الاخبار، والانتقال السلس من خبر إلى آخر، ثم التوقف عند الفواصل القصيرة، والتي تفترض سنوات من الخبرة، وليس مجرد شهرين، هي عمر انطلاقه مطلع أيار مايو الماضي. الثبيتي أكد ل"الحياة"أن وصوله إلى استوديوهات"العربية"في دبي، كان"هدفاً محدداً"وليس تطوراً غير محسوب. وقال:"كان أحد طموحاتي الوصول إلى إذاعة نشرات الأخبار، وكان لدي يقين في الوقت ذاته بأن ذلك لا بد من أن يكون من خلال بوابة العمل الميداني، حتى لا ينفصل المذيع عن الأحداث التي يقدمها". وأضاف:"عملي مراسلاً أتاح لي اختيار نوعية التقارير التي أقدمها، ثم تعلمت التصوير والمونتاج، حتى وصلت إلى صناعة التقرير، تحريراً وتصويراً ومونتاجاً". وفي الوقت الذي يعتبر الثبيتي وصف أول مذيع سعودي في دبي،"مسؤولية كبيرة"، ينفي وجود مجاملة من القناة التي يحمل جنسيتها، ويضيف:"بدأت المحطة قبل ثلاث سنوات، ولم يكن لديها عنصر سعودي في نشرات الأخبار، والجنسية وحدها ليست مؤهلاً بحد ذاته. فالكفاءة هي الأساس أولاً وأخيراً". ولم يخف الثبيتي التحدي الذي يواجهه، بعد أن كان يقدم تقارير يغلب عليها الطابع المحلي السعودي، فالقضايا العربية والعالمية التي تتناولها النشرات، تتطلب استعداداً خاصاً يواكب الأفق الجديد الذي يحلق فيه. وعلى رغم تفوقه شكلاً، فإن علامة الاستفهام تلاحق مدى استعداده مضموناً، فيرد:"خلال فترة عملي مراسلاً كانت السياسة حاضرة في العمل الذي أقدمه، إذ قمت بتغطية زيارات رؤساء دول للسعودية، كما رافقت مسؤولين سعوديين في زياراتهم لفرنسا والولايات المتحدة". ويخلص إلى أن الأفق السياسي لم يكن غائباً عن تطوره المهني منذ البداية. ويقول الثبيتي:"الهم الذي أحمله في الفترة الحالية هو تطوير نفسي من خلال متابعة الصحف العربية والأجنبية، ووكالات الأنباء العالمية، والمواقع الإلكترونية التي تهتم بالجدل حول القضايا الراهنة، إضافة إلى استيعاب حيثيات الخبر الذي أقدمه". وحول التهم التي توجه إلى"العربية"بأنها تتبنى توجهات أميركية صرفة، قال الثبيتي:"من خلال عملي ضمن فريق الأخبار حالياً، ومراسلاً قبل ذلك، لم يحدث أن أجبرنا أحد على أن نناقش أي قضية في شكل معين، أو نستخدم عبارات محددة بدلاً من أخرى. فالحياد هو الطريق الذي تصل من خلاله الأخبار إلى المشاهدين".