«نشرة الرابعة من «العربية» أهلاً بكم»، بهذه العبارة يفتتح المذيع السعودي محمد الطميحي نشرته، وما إن يستعرض عناوينها حتى يملك إنصات المتابع لساعة كاملة تتنقل بين الأخبار والتقارير والقصص الإخبارية. لا تمرّ هذه النشرة كسواها من النشرات، إذ إن هناك دائماً ما يميّزها، خصوصاً ابتعادها عن النشرات التقليدية والروتين، ما أكسبها نسبة متابعة عالية. الأحداث الجديدة، والقصص الخاصة والتصاريح التي تصدر مباشرة عن مسؤولين يكادون لا يطلّون عبر قنوات دولهم الحكومية، تعج بها نشرة الرابعة التي يظهر الجزء الأكبر منها مهتماً بالشأن المحلي السعودي ثم الخليجي، بمختلف شؤونه وأحواله، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً. وبمجرد الانتهاء من عرض هذه المواد، تنطلق النشرة للمرور على محطات، تبرز من خلالها مستجدات العالم في الجوانب التقنية والطبية والفنية، ولا يغيب عنها الترفيه الذي فرض نفسه على الختام. الهروب من التكرار والبحث عن التجديد هما النقطتان اللتان يصر رئيس تحرير نشرة الرابعة مساعد الثبيتي على أنهما العامل الأهم في تميز نشرتهم، خصوصاً في ظل وفرة القنوات الإخبارية وتعددها. ومع التركيز على قيمة المواد التي تقدمها النشرة إلا أن الثبيتي يرى أن تميز الإخراج والأسلوب يعزز من قيمة النشرة. ويضيف الثبيتي إلى «الحياة»: «العربية في نهاية الأمر قناة إخبارية، بالتالي فإن الاهتمام بالجوانب الإخبارية المهمة يشكّل أولوية بالنسبة لها، وفي نشرة الرابعة نقدّم الأخبار الجادة ذات الأهمية على الساحة الإعلامية ونناقشها مع اختصاصيين، لكننا في الوقت ذاته نميل إلى تقديم ما يميّزنا، باتّباع نمط أقل حدّة عما هو معتاد، مثل الأخبار التي نمزج فيها البساطة بالقوّة. وبالنظر إلى القنوات العالمية مثل «سي إن إن» نجدها تهتم بالجوانب الخفيفة والأخبار المنوعة، وعموماً الجمهور يميل إلى مثل هذه الأخبار، فليس بالضرورة أن نناقش خلال النشرة بأكملها أخباراً سياسية وحسب، فالتنويع هنا مهم، وهذا لا يقلّل من قيمة النشرة طالما أن المتابعة موجودة». وعلى رغم أن إطلالة المذيع محمد الطميحي خلال النشرة باستمرار جاءت من خلال قرار إداري في القناة، إلا أن الثبيتي يؤيد هذا القرار، إذ يرى أن خصوصية نشرة الرابعة تعطي طابعاً خاصاً لها وتوجد شيئاً من الترابط بين المذيع والجمهور، مستبعداً أن يساهم ذلك في إصابة المشاهد بالممل من التكرار. ويعترف رئيس تحرير نشرة الرابعة بصعوبة وصولهم إلى المسؤولين في بعض الجهات، خصوصاً على مستوى السعودية، مؤكداً أن عملية ظهورهم لا تتم ببساطة، إنما تأتي بعد جهد كبير يبذله فريق الإعداد، متسائلاً عن سر صعوبة تجاوب بعضهم. ويقر الثبيتي بالدور المهم الذي تلعبه الصحف اليومية في إعداد بعض مواد النشرة، إذ يعترف بأنهم ومن خلال ما تنقله الصحف يصنعون مادتهم اليومية المناسبة للمشاهد.