لا تكف قناة روتانا عن تقديم المفاجآت، وأبرزها إحدى حلقات برنامج"يا هلا برمضان"التي عُرضت في اليوم الثالث من أيام عيد الفطر. كانت الحلقة من تقديم المذيع بركات الذي عرفناه في تلفزيون الكويت، والمذيعة السعودية"الجديدة"سارة. ارتكز الحوار في شكل رئيس على دردشة مع الضيوف، وتجلى من الأسئلة المأخوذة من سياق الحوار، واللافت أن الدردشة من ابتكار المذيعين. ضيوف الحلقة: الممثلة العمانية شمعة محمد، والمطرب السعودي طلال سلامة، والممثل البحريني أحمد مجلي ومواطنته المعروفة زينب العسكري. وبدا أن الحلقة"فصلت"كما يبدو على مقاس الأخيرة، والتي كُتب عن مسلسلها الجديد"عذاري"كثيراً على صفحات المطبوعات والمواقع الإلكترونية. المسلسل الذي أنتجته العسكري نفسها، ولعبت دور البطولة فيه، عُرض في شهر رمضان الماضي، على رغم حضوره في المحاكم، بسبب خلاف بين الكاتب البحريني أحمد الفردان، والمخرج محمد القفاص والعسكري. فالفردان والقفاص اتهما"حسناء"الشاشة الخليجية بسرقة الحقوق الفكرية، وحق التأليف، إذ نسبت القصة لنفسها، واكتفت بنسب السيناريو والحوار لهما. من مفاجآت الحلقة، مشهد للممثل أحمد مجلي،"الفقير"إداء وإخراجاً ومونتاجاً، وقد عُرض في الحلقة، لتتأثر شمعة وتبكي"حقيقة"تفاعلاً مع أداء أحمد، لنكون أمام مشهد مؤثر كما أرادت أن تقول شمعة بدموعها التي أكدتها العسكري بسرد قصة بكائها هي الأخرى في وقت مونتاج المشهد. والحق أن أداء مجلي كان جيداً، وابتعد من المبالغة في الأداء - سمة خليجية مشتركة لم ينج منها إلا قلة من الممثلين. ومن الدموع إلى الكلام المكرر الذي يصدر دائماً من بعض الممثلين أو المنتجين تأكيداً على جودة أعمالهم، والغريب أن يصدر من ممثلة لها خبرة وتاريخ مثل شمعة مثل هذا القول:"الجمهور صار واعياً للأعمال الجيدة والأداء الجيد"، وكأن الجمهور لم يكن كذلك والفضل للسادة الممثلين بإخراجه من بؤرة الجهل، لتبقى الجملة مؤكدة أن الأداء في المسلسل والمسلسل نفسه جيدان. والمؤكد أن الجمهور واع، خصوصاً لمشاهد القتل"المُتقنة"في المسلسلات العربية. وأحد تلك المشاهد الذي عُرض للممثلة والمنتجة والمؤلفة، وربما المخرجة قريباً، زينب العسكري، حين امتلأت يداها بدم زهري اللون، ولم يختف الماكياج من وجهها، لتترك هذا المشهد تحديداً كبصمة للحرص على الأداء والعمل الجيد! وينكشف من بعد مدى صحة اهتمام المُنتج - زينب العسكري - بجودة عمله. فالعسكري لم تترك فرصة في الحلقة لتستعرض فيها انجازاتها وپ"عضلاتها"الفنية. بل وأكدت مراراً أنها كانت حريصة على عملها وباكورة إنتاجها الخاص"عذاري"، وكأنها الأولى التي تفعل ذلك! وعودة الى الحلقة الخليجية البحتة، يحضر تساؤل عن دور الإعداد في برامج"روتانا"، فالبرنامج الحواري المذكور ركز على الأسئلة الفنية البعيدة من إثارة أسئلة ومشكلات مهمة، وإن كان كثيرون يعرفونها، كمشكلة العسكري مع القفاص والفردان. وربما اشترطت العسكري على المُعدين والمُقدمين عدم طرح الموضوع في البرنامج. ولعل تأثير الممثلة المنتجة للعمل -"عذاري"، بدا جلياً على الممثلين. فالممثلة شمعة أشادت بإنجازات العسكري على رغم أن تاريخ الأولى المهني أقدم وأطول بكثير من بنت الجيل الأحدث - زينب. ليس بجديد على"روتانا"، أن توكل مهمة تقديم برنامج مدته ساعتان، الى فتاة صغيرة في السن والخبرة - سارة. وربما كان للمذيع فضل في التحكم بمسار الحلقة كثيراً، وإن كانت - الحلقة - لا تحتاج إلى مجهود"جبار"، كونها أسئلة تخلق من دردشة بين المضيفين والضيوف. ولكن، أين المذيعات الخليجيات اللاتي راهنت عليهن روتانا من قبل، في قناتها الخليجية التي لم يظهر فيها إلى الآن سوى"صبايا"جميلات يرتدين الجلابيات، وكأن المرأة الخليجية لا ترتدي سواها. على أي حال خفف من وطأة كل ما سبق، تقديم طلال سلامة الغائب منذ فترة عن الساحة، أكثر من أغنية، خلال الحلقة التي انتهت بصوته، مع لقطات قريبة على وجه المذيعة. ولكن يبقى السؤال: هل تستمر القناة والشركة الفنية الأشهر في العالم العربي، سواء بالإمكانات المادية والتقنية، أو عدد الفنانين ونسبة الحضور، بإتحافنا بما تقدم من البرامج المفصلة على مقاس الضيوف، والاعتماد على شعبيتها؟ أم أن الوضع سيتحسن مع الوقت، إذا لم نفقد الإحساس بما نشاهد؟