قالت مصادر عليمة في غزة ان حركة"حماس"تبدي مرونة ملحوظة في الاتصالات والمفاوضات الجارية بشأن اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الأسير في القطاع وذلك في مسعى منها لايجاد مخرج سلمي للأزمة يجنبها والقطاع حربا تبدو مدمرة. وقالت هذه المصادر ان الحركة تراجعت عن مطلبها اطلاق سراح الف اسير، واقترحت عبر الجانب المصري اطلاق جميع الاسيرات وعددهن 120 اسيرة، اضافة الى الاسرى الذين امضوا اكثر من عشرين عاما في الاسر، وعددهم لا يتجاوز ثلاثين اسيرا، وهو ما قوبل ايضاً بالرفض من الجانب الاسرائيلي. واشارت الى ان الوفد الامني المصري اوقف اتصالاته مع الجانبين بعد ان واجهت اقتراحاته الرفض من جانبهما. وقالت المصادر ان اقصى ما ابدت الحكومة الاسرائيلية استعدادها له في هذه الاتصالات هو التعهد باطلاق سراح عدد غير معلوم من الاسرى في مناسبة لاحقة، كبادرة حسن نية، مقابل اطلاق سراح الجندي من دون اي اشارة الى عدد هؤلاء او مواصفاتهم. اما حركة"حماس" فقد اصرت، كما تقول المصادر ذاتها، على تلقي ضمانات كافية ومواصفات واضحة للأسرى الذين توافق اسرائيل على اطلاق سراحهم وهو ما لم يتحقق لها. ويرى مراقبون في قطاع غزة ان"حماس"وجدت نفسها تحت ضغط كبير يفوق الضغط الذي تتعرض له اسرائيل في هذه القضية، مشيرين الى حرب الاستنزاف التي تخوضها اسرائيل ضد الحركة سياسيا وعسكريا وبشريا. وفي هذا السياق اجرت اسرائيل محاولة ثانية لاعتقال رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز الدويك عندما دهمت منزله في رام الله فجر امس. وقالت زوجته ل"الحياة"انه لم يكن موجودا في المنزل عند دهمه. كما دهمت القوة ذاتها منزل النائب عن"حماس"محمد مبارك في مدينة البيرة بهدف اعتقاله. وجاءت اعمال الدهم هذه بعد ساعات على اعتقال مسؤول الحركة في رام الله فرحات اسعد في كمين اثناء توجهه الى بيته في حي الطيرة بالمدينة. وترى"حماس"في الاعتقالات التي تستهدف وزراء الحكومة ونواب المجلس التشريعي وقيادات الصف الاول في الحركة في الضفة، وتهديد نظرائهم في غزة بالاغتيال والاعتقال وسيلة للضغط عليها من اجل اطلاق سراح الجندي. وكانت السلطات الاسرائيلية دهمت منزل الدويك بهدف اعتقاله نهاية الاسبوع الماضي وذلك اثناء حملة اعتقالات طاولت ثمانية وزراء و26 نائبا. ويوم امس تظاهر العشرات من موظفي السلطة امام مقر مجلس الوزراء في رام الله احتجاجا على استمرار اعتقال الوزراء والنواب. وفي اريحا قتل الجيش الاسرائيلي الشاب محمود شاهين حيمور داخل منزل في مخيم عين السلطان للاجئين. وقالت مصادر امنية في اريحا ان الجيش حاصر المنزل وطلب من سكانه الخروج قبل ان يقصفه ما ادى الى استشهاد الشاب محمود الذي كان متحصنا في داخله. والشاب حيمور مطلوب لقوات الاحتلال بتهمة النشاط في كتائب شهداء الاقصى. وقالت مصادر امنية في اريحا انه كان قدم الى المدينة قبل سنوات من الاردن حيث تعيش عائلته.