تواصلت في قطاع غزة امس العملية العسكرية الاسرائيلية الواسعة النطاق، من خلال قصف الاراضي الفلسطينية جنوب القطاع وشماله بعشرات قذائف الدبابات والصواريخ على اهداف مدنية وحيوية في اطار العملية التي اطلقت اسرائيل عليها"امطار الصيف". وهطلت القذائف المدفعية على الاراضي الزراعية وبالقرب من منازل المواطنين في بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون شمال القطاع، ما ادى الى اصابة مواطنين بجروح مختلفة في بيت حانون. ونجا قيادي في"سرايا القدس"الذراع العسكرية ل"حركة الجهاد الاسلامي"من محاولة اغتيال عندما استهدفت طائرة حربية اسرائيلية سيارة كان يستقلها وزوجته في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة عصر امس. واصيب القيادي مهدي الدحدوح وزوجته بجروح طفيفة عندما اخطأ الصاروخ هدفه وسقط بالقرب من السيارة التي كانا يستقلانها. وسبقت محاولة الاغتيال محاولة اغتيال اخرى، عندما قصفت الطائرات الحربية بثلاثة صواريخ منزل القيادي في"كتائب القسام"الذراع العسكرية لحركة"حماس"زكي الدرديسي شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. وسقطت الصواريخ الثلاثة في باحة المنزل وبالقرب منه، ما ادى الى اصابة مواطن بجروح، ونجاة الدرديسي الذي لم يكن موجودا في المنزل. كما وجهت اسرائيل رسالة قوية امس الى حركة"حماس"عندما اطلقت صاروخا على ملعب رياضي تابع للجامعة الاسلامية في مدينة غزة، ما الحق اضرارا بعدد من مبانيها. ويعتبر قصف الملعب رسالة تحذير للحركة التي بنت جامعة قوية وذات سمعة طيبة في القطاع قبل نحو ربع قرن من الزمان، بانها ربما تقصف مباني الجامعة تنفيذا لتهديدات اطلقتها قبل اشهر عدة. كما واصلت الطائرات الحربية الاسرائيلية في اليوم الثاني من العملية العسكرية التي انطلقت اول من امس من مدينة رفح قصف اهداف حيوية في القطاع، اذ اطلقت عددا من الصواريخ على ثلاث طرق جنوب القطاع. واستهدف احد الصواريخ طريقا تربط مدينة خان يونس ببلدة عبسان، فيما استهدفت الصواريخ الاخرى طريقين في مدينة رفح، وذلك بغية شل قدرة خاطفي الجندي غلعاد شاليت على التحرك ونقله من مكان الى اخر. وتركز قوات الاحتلال على مدينتي رفح وخان يونس اللتين كان يقطن فيهما المقاتلان اللذان استشهدا في العملية الفدائية"الوهم المتبدد"التي نفذاها مع ستة اخرين في موقع عسكري اسرائيلي بالقرب من معبر"كيرم شالوم"جنوب شرقي رفح جنوب القطاع. وتحاصر اسرائيل القطاع جوا وبحرا وبرا في عقاب جماعي لاكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في القطاع وترفض فتح المعابر الحدودية الا في اعقاب اخلاء سبيل الجندي الاسير. لكن حركة"حماس"ولجان المقاومة الشعبية وجيش الاسلام التي تحتجز الجندي ترفض اعطاء أي معلومات عنه الا بعدما تفرج اسرائيل عن 140 امرأة، و350 طفلا تقل اعمارهم عن 18 عاما معتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي. كما قصفت قوات الاحتلال موقعي تدريب ل"كتائب القسام"وكتائب الشهيد احمد ابو الريش التابعة لحركة"فتح"في مدينة خان يونس. وردت"سرايا القدس"باطلاق صاروخين من نوع"قدس 2"على بلدة"سديروت"فيما اطلقت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة"فتح"صاروخا من نوع"اقصى 107"على البلدة نفسها. وكانت قوات الاحتلال توغلت في الاراضي الواقعة شرق بلدة جباليا شمال القطاع بالقرب من مقبرة الشهداء قبل ان تتراجع بعد ساعات. كما جرفت جرافات الاحتلال مساحة كبيرة من الاراضي الواقعة جنوب شرقي، وشرق مدينة رفح يبلغ طولها نحو ستة كيلومترات وبعمق نحو كيلومتر واحد الى الغرب من خط التحديد الشرقي للقطاع.