في وقت أعلنت تشاد وقوع معارك"عنيفة"بين قوات حكومية ومتمردين على الحدود مع السودان، أكدت الخرطوم صد هجوم، أمس، على منطقة حمرة الشيخ في ولاية شمال كردفان نفذه متمردو دارفور الرافضون لاتفاق السلام، في نقلة نوعية للعمليات من دارفور الى الاقليم المجاور. وتعتبر العملية تدشيناً لتحالف متمردي"جبهة الخلاص الوطني"التي شُكّلت أخيراً. وقال مكتب الناطق باسم الجيش السوداني إن متمردي دارفور المناهضين لاتفاق السلام الذي وقعته الحكومة قبل شهرين في أبوجا مع"حركة تحرير السودان"، وهي الفصيل الرئيسي للمتمردين، هاجموا صباحاً منطقة حمرة الشيخ 620 كيلومتراً غرب الخرطوم، لكن الجيش تصدى لهم وردهم عن المنطقة مستخدماً الطائرات. واعتبر ذلك خرقاً لوقف النار الذي وُقّع في نيسان أبريل 2004. واعلن لاحقا حاكم ولاية شمال كردفان الدكتور فيصل حسن ابراهيم في اتصال هاتفي مع"الحياة"من مقر اقامته في الابيض عاصمة الولاية ان الهجوم خلف 12 قتيلا، بينهم 8 من الشرطة واثنان من افراد الامن وامرأتان. واوضح ان المتمردين دمروا مقر شركة الاتصال ومكاتب حكومية، قبل ان ينسحبوا. واعرب عن اعتقاده بان المهاجمين ينتمون الى"حركة العدل والمساواة". لكن القيادي في هذه الحركة احمد نقد لسان قال ان العملية نفذتها"جبهة الخلاص الوطني"واعتبرها تدشينا لنشاطها. وفي نجامينا أ ف ب، أفاد مسؤولان تشاديان أن اشتباكات عنيفة وقعت صباح أمس بين الجيش ومتمردين في شرق البلاد على الحدود مع السودان. وقال مسؤول عسكري تشادي رفض كشف هويته ان المعارك"العنيفة"بدأت صباحاً، من دون اعطاء تفاصيل اضافية. وقال مسؤول حكومي لم يشأ كشف هويته أيضاً ان"الجيش التشادي تمكن من إشاعة الفوضى في صفوف المتمردين واستعاد عدداً من الأسلحة الثقيلة"، مضيفا انه سيتم"نشر حصيلة بعد الظهر"للمعارك. واشار المصدران الى ان الجيش واجه الجناح المنشق عن"الجبهة الموحدة للتغيير"المتمردة التي تتهمها نجامينا بتلقي الدعم من السودان. وكانت الجبهة شنت في 13 نيسان أبريل هجوماً على العاصمة التشادية صدته القوات الموالية للرئيس ادريس ديبي.