اكد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري امس ان شروط تبادل الأسرى بين"حزب الله"وإسرائيل تغيرت بعد المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل في بلدة قانا، من دون ان يكشف النقاب عن طبيعة الشروط الجديدة. وكان بري أعلن في السابق ان عملية التبادل بين لبنان وإسرائيل محصورة بالإفراج عن الأسرى اللبنانيين في المعتقلات الإسرائيلية في مقابل إفراج"حزب الله"عن الجنديين الأسيرين اللذين اسرتهما المقاومة الإسلامية في 12 تموز يوليو الجاري. ولفت بري في تصريح الى قناة"الجزيرة"، الى ان الأولوية الآن يجب ان تعطى لوقف إطلاق النار الفوري غير المشروط، مشيراً الى أن"شروط التبادل قد تغيرت وكنت انا أكثر المستعدين لإجراء هذه المبادلة في أسرع وقت وضمن اطار اللبنانيين". ورداً على سؤال قال بري:"لن أبوح بأي شيء يتعلق بالشروط الجديدة"، مطالباً بتشكيل لجنة للتحقيق في المجازر التي ارتكبتها اسرائيل ومنها مجزرة قانا. وأضاف:"ان تاريخ قانا هو تاريخ السيد المسيح منذ 20 قرناً ونيفاً، أو منذ عشر سنوات سيان. ان دراكولا الصهيوني لم يرتو، العالم الآن امام خيارين، انتصار الدم أم انتصار السيف، وبعد، أقول لم يكتفوا بالمجزرة منذ استهداف الأطفال من خلالها، بل منعوا قرارات الأممالمتحدة وقواتها من مواكبة الأهالي الناجين للانتقال الى اماكن آمنة". وتابع بري:"منذ اليوم الأول قلت لوزيرة الخارجية الأميركية ان وقف إطلاق النار يجب ان يتحقق قبل أي حل سياسي، وهذا لا يعني اننا ضد الحلول السياسية بل يعني اننا نخشى من مجازر اسرائيل كما عودتنا، واليوم أقول بصراحة نحن مع قرار الحكومة، نريد وقفاً فورياً غير مشروط لإطلاق النار ونريد ايضاً تحقيقاً فورياً في المجازر وقد أبلغت بذلك الأممالمتحدة". وتوجه بري بنداء الى المجتمعين امام مبنى الأسكوا في الوسط التجاري، طالباً منهم الامتناع عن أي اعتداء على المبنى وأن يعودوا الى حيث انطلقوا"ويعطوا الفرصة للعالم للوقوف الى جانبنا من دون أي تشويه". ودعا بري مجلس الأمن الى الانعقاد فوراً لإصدار قرار بوقف إطلاق النار وتشكيل لجنة دولية للتحقيق في المجازر. وكشف بري ان العرض الخاص بالتبادل قد قدم الى الحكومة الإيطالية من خلال سفيرها في لبنان،"ليس سراً ان السفير تحرك وأن وزير خارجية ايطاليا مسيمو داليما تحرك ايضاً الى اسرائيل، اما بعد هذه الحرب وهذه المجازر فأقول نعم ان هذا الأمر تغير". وفي هذا السياق علمت"الحياة"ان بري كان حدد في السابق الإطار العام للتفاوض على اساس الإفراج عن الأسرى اللبنانيين في مقابل الأسيرين الإسرائيليين رغبة منه في تزخيم التحرك الدولي باتجاه اسرائيل لوقف إطلاق النار شرط ان يتزامن مع إتمام عملية التبادل وضمان عودة النازحين الى قراهم، لكنه رأى في ضوء المجزرة التي استهدفت اهالي بلدة قانا ان لا تفاوض تحت ضغط المجازر وأن الشروط السابقة لم تعد مقبولة. وبحسب المعلومات، فإن عملية التبادل لن تقتصر على الأسرى اللبنانيين والأسيرين الإسرائيليين وإنما ستشمل اسرى عرباً وفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية نظراً الى أن الأسباب التي أملت حصرها بالجانبين اللبناني والإسرائيلي بواسطة طرف ثالث"قد زالت ولم تعد مقبولة"، ولا سيما ان"حزب الله"كان على وشك الإعلان عن إصراره على توسيع رقعة التبادل لتشمل اسرى غير لبنانيين. وبالنسبة الى التوقيت الذي اعتمده بري للإعلان عن تبدل الشروط، قالت مصادر نيابية لپ"الحياة"، انه تفاهم بهذا الشأن مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وقيادة"حزب الله"وأنه اراد ان يعلن عن موقفه الجديد فوراً وقبل وصول وزير الخارجية الإيطالي الى إسرائيل ليكون على علم بأن هناك شروطاً جديدة تختلف عن الشروط التي كان تبلغها من سفير بلاده في بيروت. كما ان بري ابلغ موقفه هذا الى عدد من سفراء الدول الأوروبية المعتمدين لدى لبنان، اضافة الى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت غير بيدرسون. ولم يعرف ما اذا كان للتبدل الذي طرأ على موقف بري في خصوص تبادل الأسرى علاقة بما اشيع امس اثناء التظاهرة امام الأسكوا من ان المقاومة قتلت في المعركة التي دارت في الطيبة أكثر من سبعة جنود إسرائيليين من كتيبة النخبة في لواء"غولاني"ونجحت في اسر جنديين آخرين. وكانت مصادر بارزة في"حزب الله"رفضت التعليق سلباً أو ايجاباً على اسر الجنديين واكتفت بتأكيد سقوط قتلى في صفوف قوة الكوماندوس التي تسللت الى البلدة. وقالت:"علينا ان ننتظر الحصيلة النهائية للمعركة المستمرة، لكن الأكيد ان العدو تكبد خسائر كبيرة".