استمر الجدال الساخن في أوكرانيا حول سبل الخروج من أطول أزمة سياسية تمرّ بها البلاد ، وعلى رغم بوادر انفراج لاحت مع بدء أعمال ندوة حوار وطني دعا إليها الرئيس فيكتور يوتشينكو، أخفقت الأطراف الأوكرانية في تجاوز عقبة الخلاف على طبيعة العلاقات المطلوبة مع روسيا وحلف شمال الأطلسي. واتجهت أنظار الأوكرانيين أمس إلى القصر الرئاسي حيث كان يفترض أن تُعقد ثاني جلسات الحوار بحضور يوتشينكو وزعيم المعارضة القريبة من موسكو فيكتور يانوكوفيتش، إضافة إلى رئيس البرلمان ألكسندر موروز رئيس الحزب الاشتراكي ثالث أطراف التحالف الذي يجرى حوار مكثف من أجل تشكيله، لكن استمرار الخلاف في وجهات النظر دفع إلى تأجيل المحادثات. وكانت الأطراف الثلاثة بدأت حواراً مكثفاً لإقرار وثيقة وفاق وطني تضع أساساً لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة. وقالت مصادر في الديوان الرئاسي إن أطراف الحوار الذي قاطعته رئيسة الوزراء السابقة يوليا توموتشينكو، فشلت في التوصل إلى اتفاق حول مشكلات العلاقة مع حلف شمال الأطلسي وتحول أوكرانيا إلى النظام الفيديرالي إضافة إلى مشكلة اعتماد اللغة الروسية لغة رسمية ثانية في البلاد، وهو مطلب يلح عليه يانوكوفيتش الذي يتزعم حزب"الأقاليم"الذي يحظى بشعبية واسعة في المناطق الأوكرانية الشرقية الناطقة بالروسية. وأمس، قالت إيرينا غيراشينكو الناطقة باسم الرئيس الأوكراني إن الحوار سيتواصل لتقريب وجهات النظر حول المسائل الخلافية ومنها شكل العلاقة المستقبلية مع موسكو. وأضافت أن يوتشينكو"يريد ضمانات أكيدة بأن نهج البلاد السياسي الحالي سيستمر مهما كان شكل التحالف المقبل". يذكر أن المعارضة تدعو إلى تجميد التقارب مع الأطلسي في حين تؤكد الحكومة الحالية عزمها تكثيف العمل من أجل انضمام أوكرانيا إلى الحلف الغربي في أسرع وقت ممكن، كما تدعو المعارضة إلى إقرار مبدأ الفيديرالية في البلاد بين الأقاليم الشرقية والغربية واعتماد الروسية لغة رسمية للبلاد. وقالت مصادر ل"الحياة"إن أطراف الحوار باتت"قريبة من التوصل إلى صيغة مرنة تلبي مطالب المعارضة من دون أن تضع الرئيس الأوكراني في مواجهة مع الأطراف الليبرالية الأخرى التي أعلنت عزمها إفشال قيام أي تحالف مع حزب الأقاليم"، في إشارة إلى توموتشينكو التي هدد أنصارها بالنزول إلى الشوارع وعرقلة عمل البرلمان. وكان يوتشينكو اتجه نحو خصمه اللدود يانوكوفيتش القريب من موسكو بعدما أخفق في التوصل إلى اتفاق مع حليفته السابقة في"الثورة البرتقالية"توموتشينكو التي اشترطت أن تترأس الحكومة المقبلة. ولفت محللون إلى أن الرئيس الأوكراني فضّل"تشكيل تحالف برأسين على حل البرلمان بسبب مخاوف من حصول حزب يانوكوفيتش على عدد أكبر من الأصوات في حال الدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة جديدة".