سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تيموشينكو تعود إلى دائرة الضوء من خلال محاولة جديدة لإحياء "الثورة البرتقالية" . الرئيس الأوكراني يلجأ إلى "عدوته اللدود" لتشكيل تحالف حكومي بعيداً من حليف الروس
حسم الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشينكو حال الترقب في كييف باعلان حزبه"اوكرانيا لنا"التوجه الى تحالف مع اطراف"الثورة البرتقالية"من اجل تشكيل الحكومة الجديدة، بعدما وصلت مفاوضاته مع المعارضة الفائزة في انتخابات البرلمان الى طريق مسدود. واتخذ التجاذب بين القوى السياسية الأوكرانية منحى آخر امس، بعد اعلان المجلس السياسي لكتلة"أوكرانيا لنا"الموالية للرئيس عن اقرار البروتوكول الخاص ببدء المحادثات لتشكيل تحالف برلماني مع كتلة السياسة الاوكرانية القوية يوليا تيموشينكو التي كانت حليفة يوتشينكو خلال"الثورة البرتقالية"قبل ان تتحول الى منافس قوي له، ما أسفر عن تنحيتها عن رئاسة الوزراء في آب اغسطس الماضي. وينص البروتوكول على ضم الحزب الاشتراكي الذي حصل على نحو 6 في المئة من الاصوات في الانتخابات الاخيرة الى التحالف المنوي تشكيله، ما يبقي حزب"الاقاليم"الفائز بأكثر من ثلث مقاعد البرلمان وحيداً في مواجهة تحالف سيسيطر في حال الاتفاق على تشكيله على اكثر من نصف مقاعد المجلس النيابي. ومعلوم ان حزب"الاقاليم"الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق فيكتور يانوكوفيتش القريب من موسكو كان خاض مفاوضات صعبة خلال الايام العشرة الاخيرة بهدف التوصل الى اتفاق مع الحزب الحاكم لاقامة تحالف وطني عريض، لكن الشروط التي وضعها الطرفان اوصلت المحادثات الى طريق مسدود. واعتبر محللون اوكرانيون توجه يوتشينكو الى حلفاء الامس،"خطوة اضطرارية"بعدما لم يعد امامه خيار آخر لمواصلة لعب دور قوي في الحياة السياسية، خصوصاً ان حزبه حل ثالثاً في الانتخابات الاخيرة بعد تكتلي خصميه يانوكوفيتش وتيموشينكو اللذين حصلا على المركزين الاول والثاني. وعلى رغم الاعلان في كييف عن ان الرئيس كلف رئيس الوزراء يوري يخانوروف بالشروع في المحادثات لتشكيل التحالف، فإن خبراء رجحوا ان تواجه المفاوضات عقبات عدة، على رأسها اصرار تيموشينكو على شغل منصب رئيس الوزراء المقبل وهو الخيار الذي يعتبر"انتحاراً سياسياً"بالنسبة ليوتشينكو. وأشار برلماني اوكراني تحدث الى"الحياة"الى ان التعديلات الدستورية الاخيرة تمنح رئيس الوزراء صلاحيات واسعة، ما يعني تحول تdموشينكو الى الشخصية السياسية الاكثر تأثيراً ونفوذاً في اوكرانيا خصوصاً في مرحلة التحضيرات لانتخابات الرئاسة المقبلة، كما ان مواقف الزعيمة المدعومة من جانب الغرب توصف بأنها متطرفة حيال روسيا، ما يعزز المخاوف من اندلاع ازمة جديدة مع موسكو، خصوصاً بعدما اعلنت تيموشينكو ان اول قراراتها في الحكومة الجديدة سيتعلق باعادة النظر في اتفاق الغاز الذي أنهى قبل شهرين ازمة حادة في العلاقات بين موسكو وكييف. ولم يستبعد البرلماني ان يسعى يوتشينكو الى محاولة اقناع شريكته في قيادة"الثورة البرتقالية"بترشيح شخصية اخرى لرئاسة الحكومة الجديدة يعتقد انه سيكون رئيس الوزراء الحالي في مقابل منح تكتلها حقائب وزارية مهمة، معتبراً ان الوضع السياسي في اوكرانيا ما زال مفتوحاً على كل الاحتمالات. واللافت ان البروتوكول الذي اقره الحزب الحاكم امس، خلا من أي اشارات الى توزيع المناصب الحكومية، ما اثار استياء الحلفاء المقبلين للرئيس يوتشينكو.