أعلن وزير المال القبرصي، ميكاليس ساريس، ان تحوّل قبرص إلى ملاذ لآلاف الأشخاص الذين فروا من القصف الإسرائيلي على لبنان، كلّف بلاده اكثر من مليون ونصف مليون دولار, إلا ان الجزيرة حققت أرباحاً في المقابل. وأضاف ساريس ان إدارة تدفق اللاجئين إلى مرافئ الجزيرة، كلفت حوالى مئة ألف ليرة قبرصية 220.6 ألف دولار يومياً. وأشار بعد تفقده مرفأ لارنكا، الذي تحول ممراً لعمليات إجلاء الأجانب من لبنان منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة, إلى انه"في الوقت الراهن, يمكننا ان نتعامل مع هذا المبلغ من دون الكثير من المشاكل". إلا انه أوضح ان هذه الكلفة تتضاءل مع الأرباح المحققة من رسوم الإقلاع والهبوط في مطارات الجزيرة ومرافئها تبلغ حوالى 44 ألف دولار يومياً، مشيراً إلى أنها تعمل على مدار الساعة لتأمين عودة سريعة للاجئين إلى بلادهم. ولفت إلى ان الجزيرة تستفيد أيضاً من تدفق اللاجئين الباحثين عن مسكن، لا سيما قطاع الفنادق. وسجلت قبرص تراجعاً بنسبة 2 في المئة في دخول الأجانب خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية، مقارنة بالعام الماضي, بحسب آخر الأرقام الرسمية. في حين وصل حوالى 47 ألف أجنبي إلى الجزيرة منذ بداية عمليات الإجلاء, وغادرها حوالى 41 الفاً حتى الآن. وأضاف الوزير القبرصي ان"الاقتصاد المحلي قد يتأثر بطريقة سلبية إذا امتدت الأزمة إلى خارج لبنان", إلا انه أشار إلى ان"انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط يجعل قبرص اكثر جاذبية بالنسبة إلى الشركات المتعددة الجنسية". وأوضح أنه"على المدى المتوسط, ستكون هناك تطورات إيجابية، لأن كثيراً من الأعمال التي تتخذ من لبنان مقراً لها، ستختار قبرص الآن كمركز مالي واقتصادي إقليمي". لكن قبرص من ناحية أخرى بدأت تنوء تحت ضغط اللاجئين، الذي يتزامن مع ذروة الموسم السياحي. وتبدي السلطات ارتياحاً بعد تراجع عدد السفن المقبلة إلى مرفأي لارنكا وليماسول من لبنان. إذ قال وزير الداخلية اندرياس كريستو:"يبدو أننا لم نعد نعاني ضغطاً كبيراً أو نستقبل عدداً كبيراً من الواصلين".