تمتلك جزيرة قبرص مقومات سياحية عديدة، تجتمع في وجهة واحدة، وتعد مدينة لارنكا هي البوابة الرئيسية للوصول إلى تلك الجزيرة الجذابة التي تتصف بطقسها المعتدل على مدار العام. رغم مساحتها الصغيرة نسبياً فهي من أهم الوجهات السياحية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهي تجمع بين الماضي والحاضر، إذ يكفي لعشاق التاريخ والآثار ان نذكر بأن بافوس، المدينة الثالثة من حيث الحجم في قبرص وضعتها منظمة اليونسكو على قائمة المواقع التي تمثل تراثاً للإنسانية جمعاء. تقع قبرص في الطرف الجنوبي الشرقي من البحر الأبيض المتوسط وتشكل ملتقى للطرق بين أوروبا والشرق الأوسط والخليج العربي. قبرص بلد أوروبي وشرق أوسطي في الوقت نفسه ولا يبعد كثيراً عن سواحل البلدان العربية المجاورة لبنان وسوريا ومصر. وقد أصبحت الجزيرة عضواً كاملاً في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004م. وتتوفر لعشاق الشمس والبحر شواطئ لا نهاية لها، بمياه تنافس في زرقتها لون السماء، وهناك عوامل كثيرة للجذب السياحي في قبرص يمكن تلخيصها في كلمة واحدة «التنوع» بما في ذلك توفر منتجعات صحية في كثير من الفنادق، والشعب القبرصي المضياف يعتبر هو بذاته ثروة سياحية. فقد حافظ على أصالة تقاليده في الترحيب بالزوار رغم أنه في الوقت واكب روح العصر وايقاعه السريع. وتعكس ملامح السكان والبشاشة التي تعلو وجوههم رغبتهم الصادقة في استضافة ومساعدة الزائرين. تقول الأساطير الاغريقية ان أمواج البحر التي تضرب سواحل الجزيرة هي التي أنجبت «افروديت» رمز الحب والجمال عند الاغريق وان سمات البحث عن الطبيعة الخلابة لا يحتاج إلى مزيد من العناء بعد ان يحط الزائر قدميه على أرضها. وتغطي جبال قبرص الغابات الخضراء النضرة وتتربع القرى الوديعة في كنف الطبيعة متلونة بالألوان الطبيعية، تبعث منها الروائح الزكية، وتشبه هذه القرى المتناثرة بين السهول والمنعطفات شذرات لامعة من الأحجار الكريمة الملونة. آثار قبرص تشهد على تعاقب الحضارات من فينيقيين وإغريق وآشوريين وفرس وعرب وفرنجة وعثمانيين وبريطانيين، بحيث غدت الجزيرة موضع اهتمام متميزاً من قبل المؤسسات العلمية والتاريخية. قبرص حاضنة متميزة لأنواع الطيور المهاجرة والمستوطنة، فالزائر يستطيع أن يراقب أفواج الطيور التي تترك أعشاشها وتستعرض قابليتها على الطيران أمام الزوار، ثم تحط عند سواحل البحيرات في منظر جذاب للغاية. وقليلة هي الأيام التي تغيب فيها الشمس عن هذه الجزيرة المضيئة التي تعتبر أكبر جزر البحر المتوسط بعد صقلية وسردينيا، مساحتها 9251 كيلو متراً مربعاً، وعدد سكانها حوالي 750 ألف نسمة. سهولة في الانتقال إذا كان التنوع واحداً من أهم عوامل الجذب السياحي في قبرص، فإن هناك عاملاً لا يقل أهمية يتمثل في تقارب المواقع السياحية الرئيسية بحيث لا يتطلب الوقت الكثير في التنقل في أرجاء قبرص. بمعنى آخر قد يجد السائح نفسه متجولاً بين معالم بافوس الأثرية، ثم يمكن له عبر رحلة وجيزة أن يصل إلى شواطىء ليماسول أو أسواق لارنكا. متعة السياحة العائلية تتميز قبرص بكونها وجهة سياحية عائلية، ففيها ما يحظى باهتمام الكبار بقدر ما فيها ما يفرح قلوب الصغار في هذه الجزيرة يمكن للعائلة أن تقوم بنزهات في ربوع الطبيعة بجبالها وغاباتها أو برحلات حافلة بالمرح الى حدائق الألعاب المائية، كذلك يمكن التمتع بالتجول بين المعالم الأثرية أو ممارسة الرياضات البحرية على الشواطىء. في لارنكا مثلاً، يمكن للزوار مشاهدة طيور الفلامينغو، التي تبحث عن قوتها في بحيرة الملح الواقعة على مشارف المدينة. أما في بافوس، بالإضافة إلى الآثار وحدائق الطيور والكائنات البحرية، هناك أوقات ممتعة بانتظار الجميع في ملعب مصغر للجولف. أما في ضواحي ليماسول، فهناك حديقة للألعاب المائية تسمى «فاسوري»، وهناك مكان لا يخلو من الطرافة يسمى «ملجأ الحمير». أما الباحثون عن الاسترخاء والاستجمام، فيجدون طلبهم في المنتجعات الصحية الموجودة في بعض الفنادق الرائدة في ليماسول وبافوس. تشتهر قبرص بمنتجاتها الجلدية والأعمال الخزفية والفخاريات وكذلك بالمشغولات النحاسية والمجوهرات والفضيات، كما تلقى السلال المصنوعة يدوياً إقبالاً خاصاً لدى السياح. أما مناطق التسوق فتتركز في مدينة لارنكا (شارع زينون كيتيوس، الذي تنتشر على جنباته المحلات الصغيرة)، بينما تقع أشهر أسواق ليماسول على جادة الأسقف مكاريوس وشارعي سانت آندرياس والاستقلال، وفي مدينة بافوس هناك سوق قديم يشتهر بالتحف والهدايا التذكارية. المدن القبرصية ظلت ليفكوسيا (نيقوسيا) عاصمة قبرص على مدى ألف عام تقريباً، وكانت المدينة الأصلية محصنة بأسوار منيعة بناها أهل البندقية (المدينة الإيطالية التي كانت مسيطرة على جزيرة قبرص لفترة من الفترات). وتضم العاصمة العديد من الآثار والكنوز القديمة. وهي مدينة ساحرة الجمال تمزج بين القديم والحديث. يعتبر التسوق فيها متعة لا تعوض نظراً لوجود المحلات التجارية الضخمة ببضائعها المتنوعة. ومن المشاهد التي تستحوذ على اهتمام السياح المقاهي والمطاعم الشعبية لا سيما في الضاحية الشعبية القريبة من وسط المدينة (وتدعى لايكي ييتونيا)، وهي منطقة تم ترميمها وتجديدها لتكون ملائمة لاستقبال السياح ونقلهم إلى عالم الماضي. فعند التجول في تلك الأزقة الضيقة يشعر المرء وكأن الزمن عاد به إلى الوراء. وليميسوس (ليماسول): وهي المدينة الثانية في قبرص من حيث عدد السكان، وتقع على الشاطئ الجنوبي الغربي، وتعتبر منتجعاً رائعاً لقضاء العطلات بما توفر فنادقها من راحة واستجمام للقاصدين، وتشتهر المدينة بحوانيتها ومقاهيها وحياتها الليلية النابضة بالحركة والإثارة، كما تشتهر بمهرجاناتها وحفلاتها الترفيهية التي تستقطب العديد من الزوار سنوياً، وتمتد حدائق لونا بارك الخاصة بالأطفال على طول الشاطئ. وتترك مدينة لارنكا في نفس السائح الانطباع الأول عن قبرص نظراً لوجود المطار الدولي فيها، تقع لارنكا على الساحل الجنوبي وتتميز بفنادقها التي ازدهرت مع نمو المدينة في العقود الأخيرة، بالإضافة إلى الكورنيش العريق الذي يمتد على طول واجهة المدينة البحرية تزينه أشجار النخيل السامقة. أما حوض السفن فيستقبل اليخوت والزوارق مضيفة على المكان المزيد من الروعة والأناقة. ومن الأماكن المهمة قرب لارنكا (تكية) هالة سلطان والتي هي من أشهر جوامع الجزيرة ومزار هام لمسلمي العالم نظراً لوجود ضريح إحدى قريبات الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا الجامع بالإضافة إلى جوامع أخرى في قبرص يقدم الخدمات الدينية لمسلمي الجزيرة. تقع في أيا نابا أفضل الشواطئ التي تجذب هواة السباحة ومحبي الشمس طوال الصيف برمالها الذهبية ووسائل الترفيه المختلفة. وتتراوح الفنادق هناك بين الفاخرة (مستوى النجوم الخمس بكل وسائل الراحة) وبين أخرى متواضعة، توفر مجرد المأوى المريح للسائح، وتحولت هذه المنطقة في غضون 20 عاماً من قرية صيد صغيرة إلى منطقة صاخبة تضج بالسياح وآلاف الزائرين كل يوم، تتوفر في أيا نابا كل وسائل الراحة والترفيه لقضاء عطلة جميلة بما في ذلك المطاعم الراقية ووسائل الترفيه العائلي وحدائق الأطفال المائية. تبعد بروتاراس عن أيا بانا حوالي 8 كيلومترات وهي منطقة سياحية تشتهر بنقاء وصفاء مياه البحر وبطواحين الهواء الجذابة المتناثرة هنا وهناك. بافوس: تقع هذه المدينة في الطرف الغربي لقبرص على مقربة من موقع ساحلي يشار إليه بأنه مكان ولادة «أفروديت» الاسطورية، رمز الحب والجمال، والمدينة عريقة بتاريخها القديم، بحيث تبدو وكأنها متحف في الهواء الطلق، ازدهرت بافوس في السنوات الأخيرة بسرعة فائقة وتحولت إلى وجهة سياحية عصرية رغم احتفاظها بطابعها المعماري التقليدي. شاطئها الاخاذ من واجهة الكورنيش البحري يعد من المناطق المفضلة للقاء الأصدقاء، وتمتد المطاعم التي تقدم أشهى الأطعمة بالقرب من حصن بافوس قرب المرفأ. أما جبال ترودوس فتختلف اختلافاً كبيراً عن الساحل الدافئ، إذ إنها تميل إلى الجو البارد مع وجود غابات كثيفة من أشجار الصنوبر الوارفة الظلال. ومع ذلك فلا تبعد ترودوس عن الساحل سوى مسافة ساعة واحدة بالسيارة، والزائرون إليها يستمتعون باستنشاق الهواء المنعش المعبق برائحة الصنوبر، الأمر الذي يمكن عده تغييراً مرغوباً بعد قضاء فترة من الوقت في الشواطئ الدافئة. توفر قبرص لمحبي الألعاب الرياضية (مثل التزلج في الشتاء وتسلق الجبال في الربيع والصيف)، مكاناً فريداً للزوار من كافة الأعمار لقضاء أيام لا تمحى من الذاكرة، قبرص جنة لعشاق الرياضة البحرية وألعاب الجولف وممارسة السباحة. سياحة رجال الأعمال يمكن الجمع في قبرص بين السياحة الترفيهية وسياحة رجال الأعمال بسبب تفرد موقع الجزيرة كمكان لعقد المؤتمرات والاجتماعات مع الشركاء والزملاء من الدول الأخرى، وتختار العديد من الشركات قبرص كموقع مفضل لعقد مؤتمراتها الدورية أو الإقليمية، بالإضافة إلى انعقاد العديد من المؤتمرات الدولية على مدار السنة. الأطباق المحلية تشتهر المائدة القبرصية بطابعها المتوسطي، وهي عامرة بأصناف عديدة من المأكولات البحرية، وتنتشر المطاعم المتخصصة في هذه المأكولات في مختلف المناطق، وقد تندهش عندما تجد العديد من الأطباق القبرصية التقليدية تشبه الأطباق العربية لا سيما اللبنانية والسورية منها، ستتذوق في قبرص العديد من الأطباق، بعضها مألوفة والبعض الآخر قد تبدو غريبة. بطبيعة الحال فإن الطابع السياحي للبلاد يعني أيضاً توفر أنواع أخرى عديدة من المطاعم ذات الطابع العالمي، تلبي جميع الأذواق إذ تنتشر في قبرص المطاعم اللبنانية والإيطالية والمكسيكية والصينية وغيرها. العملة القبرصية هي الجنيه القبرصي الذي يتكون من مائة سنت وتصدر العملة الورقية في هيئة عشرين أو عشرة أو خمسة جنيهات أو جنيه واحد، تتراوح قيمة الجنيه القبرصي حوالي دولارين اثنين.