أكد المدير العام لقناة"الحرة"موفق حرب ل"الحياة"انتهاء الاستعداد لإطلاق قناة"الحرة - أوروبا"، وأن الموعد هو الأول من آب أغسطس المقبل. الخطوة هذه، في نظر حرب، هي رد على الإشاعات المتنقلة هنا وهناك، وفحواها أن الإدارة الأميركية التي تقف خلف قناة"الحرة"غير راضية عن أدائها والنتائج التي حققتها حتى الساعة، وأنها ستعيد النظر في الجدوى منها ومن استمراره هو شخصياً على رأسها. فالأمر، بحسب حرب،"على عكس ذلك تماماً، فهناك تقويم إيجابي، أو غير سلبي، للقناة التي انطلقت من دون استعدادات كافية وبموازنة محدودة. ثم أنني ممن يقومون القناة وأدائها ولست راضياً عنها مئة في المئة. فما زلنا في أول الطريق، ولدينا الكثير من الأخطاء والنواقص، وفي مقدمها الخفة والمرح والضحك، فقناتنا حتى الساعة جدية ولا تبتسم أو تضحك". لا تقدم"الحرة - أوروبا"، على صعيد البرامج تحديداً، أي جديد خاص يختلف حتى عما تبثه شقيقتاها،"الحرة"وپ"الحرة-عراق". فالمسألة في جزء كبير منها قضية انتشار جغرافي بحثاً عن مشاهدين عرب، أو هي محاولة لتجاوز معضلة عجز"الحرة"عن اختراق الفضاء العربي، في ظل سيطرة الإمبراطوريات التلفزيونية العربية، سواء كانت الإخبارية التي وجدت"الحرة"لتقف بينها، أم المتنوعة التي تشغل مساحات شاسعة. لكن حرب ينفي أن تكون"الحرة - أوروبا"هرباً إلى الأمام، ويغمز من قناة أنها"ضمن استراتيجية مخاطبة العرب أينما كانوا". ويسأل:"لمَ لا نعتبر الموضوع مطاردة للإعلام العربي أينما كان لنشاكسه ونطرح عليه إشكالات الحرية والديموقراطية؟". يجاهر حرب بأن"نشر الديموقراطية في الإعلام العربي هو من أهداف الحرة"، وكأن في ذلك تعديل في سلم أولويات قناته بعد تجربة سنة ونصف سنة. ولا يتردد في استعمال عبارة مثل"تعليم الآخرين"مهذَّبةً بغية إزالة بُعد"الأستذة"وإبراز بُعدٍ آخرَ، هو:"أن نتناول القضايا المسكوت عنها وأن نكون قناة من لا قناة لهم، خصوصاً الديموقراطيين والليبراليين العرب". ثمة حربٌ إذاً بين"الحرة"والإعلام العربي عموماً والمؤسسات الإخبارية خصوصاً، كي لا نقول إن"الحرة"تخوض حرباً على الإعلام الرسمي العربي. يتحفظ حرب على هذا التوصيف"الحربي"، وإن يعتبره"صحيحاً"في جانب"المنافسة المهنية على الحرية والديموقراطية". ويتحدى أن تقدم قناة عربية برنامجاً"جريئاً"مثل"مساواة"مع نادين البدير، أو"قريب جداً"مع جوزيف عيساوي. وإذ يعتبر أن"كل مؤسسة إعلامية عربية تلتزم أجندة الدولة التي تقف خلفها، فتحكي ما يناسبها وتخفي ما لا يتوافق مع مصالحها"، يبدي إعجابه بقناة"المنار"التابعة لحزب الله:"كونها واضحة في انتمائها، وصادقة مع جمهورها وفي لغتها، على رغم الخلاف العقائدي والسياسي والمهني بيني وبينها، وبين"الحرة"وبينها". أخيراً، وضع رئيس مجلس أمناء البث الإذاعي والتلفزيوني الأميركي كينيث توم لينسون، إطلاق"الحرة - أوروبا"التي تُعد أول قناة أميركية تبث باللغة العربية على مدار الساعة إلى"القارة القديمة"، في إطار"إتاحة الفرصة للمشاهدين الناطقين باللغة العربية في أوروبا لأن يتلقوا معلومات وأخباراً دقيقة وموثوقة ومتوازنة، وأن يشاهدوا البرامج التي تفسح في المجال أمام النقاش المفتوح". ولا بد من الإشارة إلى أن"الحرة - أوروبا"ستعرض مجموعة من البرامج التي تنتجها وتقدمها قناتا"الحرة"وپ"الحرة - عراق"، إضافة إلى نشرات الأخبار.