كشف تقرير بريطاني أمس، أن مطاراً بريطانياً يُستخدم"نقطة انطلاق"لنقل شحنات ضخمة من القنابل"الذكية"التي تعمل بأشعة الليزر من أميركا الى اسرائيل لاستخدامها في العدوان الاسرائيلي على لبنان. وكانت الحكومة الاسرائيلية توجهت بطلب الى أميركا لإرسال هذه القنابل التي تزن الواحدة منها خمسة آلاف رطل من أجل استخدامها ضد الملاجئ والمخابئ التي يستخدمها زعماء"حزب الله"، وفقاً لصحيفة"ذي ديلي تلغراف"البريطانية المحافظة. وهبطت طائرتان من طراز"آيرباص"تحملان هذه القنابل الذكية في مطار بريستويك القريب من مدينة غلاسغو الاسكتلندية، وذلك للتزود بالوقود كي يتمتع الطاقم العامل فيهما بقسط من الراحة بعد رحلة طيران طويلة فوق المحيط الأطلسي في عطلة نهاية الأسبوع الماضي. وحصلت الصحيفة على تأكيدات من مصادر دفاعية لم تحددها عن صحة هذا التقرير الذي نشرته في صفحتها الأولى، مشيرة الى أن هذا المطار كان يستخدم من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي اي آي لتنظيم عملية نقل متهمين بالارهاب الى بلدان أخرى حيث يستجوبون بعد تعذيبهم. وفي غضون ذلك، يتوجه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير غداً الجمعة الى واشنطن لمناقشة الازمة اللبنانية مع الرئيس الاميركي جورج بوش. وتتزامن الزيارة، وهي الثانية من نوعها في اقل من شهرين، مع ازدياد التساؤلات حول تأثير بلير في حليفه الاميركي الذي لم يتراجع دعمه لاسرائيل على رغم تحفظات الدول الأخرى. وفي تطور آخر، وقع عدد كبير من النواب العماليين البريطانيين وغيرهم على رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة"ذي غارديان"للمطالبة بوقف فوري لاطلاق النار في لبنان. ودان الموقعون على الرسالة رد الفعل الاسرائيلي غير المتوازن والمفرط على لبنان، وهجمات"حزب الله"بالصواريخ على إسرائيل، وأكدوا خصوصاً على إدانتهم لتداعيات الهجوم الاسرائيلي على لبنان، وسقوط مئات الضحايا ونزوح حوالي نصف مليون نسمة. وفي الوقت ذاته، وقعت 14 منظمة انسانية وخيرية في بريطانيا وكذلك"المجلس الاسلامي في بريطانيا"على رسالة مفتوحة الى توني بلير يؤكدون فيها على الحاجة الى وقف فوري لاطلاق النار في لبنان، وكذلك يدينون إخفاق بلير في دعم مطالبة الأممالمتحدة لهذا الوقف الفوري. ويوضح الخطاب مدى موجة الغضب من الرأي العام البريطاني إزاء دعم بلير سياسات أميركا الخارجية، بما في ذلك ما يتعلق بالشرق الأوسط والحرب في لبنان.