سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وثائق تؤكد انتهاك القوانين المحلية والدولية خلال الحرب على لبنان . القضاء الاسكتلندي يدرس مقاضاة شركة أميركية نقلت أسلحة فتاكة الى اسرائيل عبر مطار بريطاني
كشفت وثائق رسمية في لندن أن الإدارة الأميركية انتهكت القوانين البريطانية والدولية بعد أن توقفت طائرات شحن أميركية في مطارات بريطانية، وهي تحمل قنابل ذكية وذخائر في طريقها الى إسرائيل لدعم حملتها العسكرية ضد لبنان. ووفقاً لهذه الوثائق التي حصلت عليها صحيفة"ذي ميل أون صنداي"ونشرتها، طبقا لقانون حرية المعلومات، لم تقم واشنطن بإبلاغ السلطات البريطانية المختصة بأن هذه الطائرات كانت تحمل هذه الأسلحة الفتاكة عندما توقفت في مطار بريستويك القريب من غلاسجو، في اسكتلندا، وهي في طريقها الى تل أبيب. وقالت الصحيفة ان أميركا قامت، من خلال انتهاكها للقوانين البريطانية، بتعريض حياة الناس للخطر وكذلك مباني المطار. وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير دافع عن استخدام أميركا لمطارات بريطانية لهذا الغرض. ويجري مكتب الادعاء الاسكتلندي حالياً تحقيقاً في امكان اللجوء الى القضاء، وإقامة الدعوى ضد شركة الطيران الأميركية كاليتا التي قامت بتسيير رحلتين جويتين كانتا تقلان شحنات من القنابل الذكية التي تعمل بأشعة الليزر، وتوقفتا في اسكتلندا خلال تموز يوليو الماضي في ذروة الهجوم الإسرائيلي على لبنان. وكانت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكت اعترضت في شدة على توقف هذه الطائرات الأميركية في بريطانيا ك"نقطة انطلاق"لتزويد إسرائيل بالأسلحة الفتاكة في حربها ضد لبنان. ولكن يبدو أن بلير أعطى موافقته على الخطوة، خصوصاً أنه كان يرفض أي وقف فوري لإطلاق النار، ما أثار الشكوك بأنه كان يساهم مع أميركا في إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة عدوانها على لبنان. وإذا ما قررت سلطات الادعاء في اسكتلندا المضي قدماً في اتخاذ الاجراءات القضائية، فإن ذلك قد يسفر عن فرض غرامات باهظة وإمكان حظر جوي على شركة الطيران الأميركية التي قامت بنقل هذه الأسلحة عبر بريطانيا إلى إسرائيل. وكشفت الوثائق أيضاً أن طائرتين من طراز"بوينغ 747"تملكهما هذه الشركة كانتا هبطتا في مطار بريستويك يومي 21 و23 تموز الماضي بعد اقلاعهما من مطار سان انتونيو في تكساس. وتزودتا بالوقود وتم تغيير طاقميهما في اسكتلندا قبل مواصلة الرحلة إلى إسرائيل. وكانت هيئة الطيران المدني في بريطانيا أجرت تحقيقاً تأكد بعده أن هاتين الطائرتين لم تحصلا على الإذن الخاص بالهبوط من بريطانيا كما تقضي اللوائح. وكان القسم المختص بالشحن في مطار بريستويك تلقى معلومات شفوية فقط بأن كمية ضئيلة من شحنة خطيرة من المفرقعات كانت تقلها هاتان الطائرتان وذلك وفقاً لهذه الوثائق الرسمية. لكن الاجراءات كانت تتطلب أن يتلقى المطار في هذه الحالة تصريحاً خاصاً بإمكان نقل هذه المعدات الحربية. وتوضح وثيقة خاصة في وزارة النقل البريطانية انه لم يكن هناك على الاطلاق أي إذن تلقته هيئة الطيران المدني بهذا الخصوص وذلك على نحو قد يعرض للخطر حياة الأفراد أو الممتلكات.