وافق حلف شمال الأطلسي ناتو أمس، على زيادة عدد قواته الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان إيساف إلى 18 ألف جندي من أجل توسيع دائرة مهماتها جنوبأفغانستان. وأعلن جيمس أباتوراي، الناطق باسم الحلف، أن قائد عمليات إيساف الجنرال الأميركي جيمس جونز سيصدر أوامر تولي مسؤولية العمليات من قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة في هذه المناطق قبل نهاية الشهر الجاري. تزامن ذلك مع تأكيد فرانسيسك فيندريل، المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي في أفغانستان، التزام الاتحاد بحل المشاكل الأمنية. وقال إن"التزام الاتحاد بدعم أفغانستان تجلى في الوجود العسكري الاوروبي الكبير في الدولة"، علماً أن قوات"إيساف"نشرت 5 آلاف جندي في أفغانستان منذ عام 2002. ميدانياً، قتلت قوات التحالف خمسة من مقاتلي حركة"طالبان"في اشتباك مسلح تلا نصب الحركة مكمناً في ولاية هلمند جنوب. وأشار التحالف إلى أن قواته لم تتكبد أي خسائر أثناء القتال الذي وقع في بلدة غارمسير في ولاية هلمند. وأوضح أنها تعرضت إلى نيران أسلحة خفيفة وصواريخ من طراز"أر بي جي"وبنادق آلية ونيران القناصة من مقاتلي الحركة. وأشار إلى أن بعض المسلحين أطلقوا لاحقاً نيران أسلحتهم الخفيفة على فريق تابع للجيش الأفغاني نفذ دورية مع وحدة تدريب تابعة لقوات التحالف في المنطقة ذاتها، وأعلن أن القوات الأفغانية والدولية ردت بإطلاق النار، ما أسفر عن مقتل مسلحين اثنين. وسيطرت"طالبان"على بلدة غارمسير وأخرى في هلمند الأسبوع الماضي، بعدما أجبروا الشرطة الأفغانية على الخروج منهما في هجوم شن عليهم خلال الليل. لكن القوات الدولية والأفغانية سيطرت مجدداً على البلدتين بعد يومين من القتال العنيف. وفي منطقة جاني كحيل ضمن ولاية باكتيا شرق، تحطمت مروحية وجد أربعة ركاب على متنها، ما أدى إلى مقتلهم من دون أن تعرف جنسياتهم أو أسباب الحادث. وأطلق الجيش الأفغاني عملية برية وجوية، سعياً إلى بلوغ موقع الحادث. وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع محمد ظاهر عزيمي أن وحدة من الجيش ستتوجه براً إلى الموقع في حين ستحاول مروحية تحديد مكان الناجين والحطام. وشدد عزيمي على أن المروحية أقلعت من عاصمة الولاية خوست صباحاً، وتحطمت في جبال قلندار". من جهته، أعلن وزير الخارجية الأفغاني رانغين دادفار سبانتا أن النزاع في الشرق الأوسط يجب ألا يحول انتباه الأسرة الدولية عن أفغانستان، على غرار ما حصل لدى اندلاع الحرب على العراق. وقال الوزير:"صحيح أن الوضع في العراق وضع ملف تنمية أفغانستان في المرتبة الثانية في قائمة الأولويات، بعدما أعادت واشنطن نشر قسم من قواتها التي كانت تشارك في حملة مكافحة حركة تمرد طالبان في أفغانستان". وأكد سبانتا أنه حصل خلال محادثات أجراها مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين كبار في واشنطن أو بروكسل على دعم كبير وضمانات، و"إنني واثق من أن الأسرة الدولية لن تتخلى عن أفغانستان". وأعلن سبانتا أن الأسرة الدولية تعهدت مساعدة أفغانستان، خصوصاً خلال مؤتمر لندن الذي عقد في شباط فبراير الماضي. وأوضح الوزير الذي تولى مهماته في أيار مايو الماضي أن تصريحاته تستند إلى مبدأ احترام المجتمع الدولي للوعود التي قطعها لأفغانستان. مكافحة الجفاف على صعيد آخر، طالبت الأممالمتحدة والحكومة الأفغانية بتوفير مساعدات قدرها 76 مليون دولار إلى حوالى 5،2 مليون أفغاني تأثروا بالجفاف. وقال نائب الرئيس الأفغاني محمد كريم خليلي ومبعوث الأممالمتحدة كريس ألكسندر في مؤتمر صحافي مشترك عقداه في كابول إن أفغانستان ستواجه أزمة غذاء وشيكة نتيجة عدم هطول كمية كافية من الأمطار في نيسان إبريل وأيار مايو الماضيين. وقال خليلي إن أفغانستان تحتاج لمساعدات فورية من أجل إعادة إمدادات مياه الشرب وتوفير الحبوب الغذائية وكذلك علف الماشية والدواجن. ويعتقد بأن إنتاج الحبوب في 13 إقليماً على الأقل سيكون أقل من 50 في المئة عن العام الماضي. وقال خليلي إن إجمالي إنتاج القمح سينخفض نحو 13 في المئة. ويتوقع أن تعاني أفغانستان خلال العام الجاري عجزاً في إنتاج الحبوب الغذائية بنحو 2،1 مليون طن.