قال الرئيس جورج دبليو بوش الى مراسل"نيوزويك"، ريتشارد وولف، إن كثيرين على يقين من أن الإيرانيين يريدون بسط نفوذهم على الشرق الأوسط كله. وهم يتوسلون ب"حزب الله"الى إشاعة الفوضى، واستكمال استراتيجيتهم. وقال بوش ان غاية من غايات من يسعون في بث العنف هي تعويق الإجماع الدولي على البرنامج النووي الإيراني وتعليق تخصيب المواد المشعة. وشن"حزب الله"هجومه على إسرائيل يوم أقرت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وألمانيا معها، التوجه الى إيران بتعليق أعمال التحويل والتخصيب. والجزء الثاني من الاستراتيجية الإيرانية، على ما يرى بوش، هو تخويف الحكومات المعتدلة، وكف يدها، وحملها على الانكفاء والانسحاب من الشؤون الاقليمية والمشتركة، فيتولى ملء الفراغ أنصار الايديولوجية العدوانية والمتطرفة. ومنذ أكثر من خمسين عاماً وحروب الشرق الأوسط هي حروب العالم. ويوم اندلاع القتال في 12 تموز/ يوليو قفزت أسعار النفط الى أرقام قياسية فبلغ سعر البرميل فوق 78 دولاراً. وغزو بوش العراق وضع واشنطن وجهاً لوجه مع طهران، عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وفكرياً. وكان صدام حسين، من قبل، كفءاً استراتيجياً، كريهاً ربماً، لإيران وحاجزاً بينها وبين السياسة الأميركية. ويتوقع الصحافي الإيراني البارز، ما شاء الله شمس الواعظين، أن خطوة إيران التالية بعد إشعال الحرب النأي بنفسها عنها، والتوسط في صنع السلام وإحلاله. ويبدو النظام الإيراني نفسه منقسماً على نفسه. والحق أن طهران نفسها جزء كبير من مشكلة الشرق الأوسط وعنفه، على قول ديبلوماسي أوروبي، ولا يسع أوروبا تعاطي المشكلة على نحو"كوني شامل". فينبغي تناولها جزءاً بعد جزء، ويزيد الأمر تعقيداً أن لكل دولة تؤدي دوراً على المسرح الشرق أوسطي، والإيراني على وجه التخصيص، مصالحها وعلاقاتها بإيران. وليس التحدي الإيراني عقدة محبوكة الخيوط حبكة واحدة ومجتمعة، فتفكها ضربة سيف واحدة. فهو أقرب الى كيس أو جراب مملوء بالعقد. والنهج الأمثل تناولها عقدة عقدة، وفصل العقدة عن الأخرى، ومعالجتها على حدة ما وسع الأمر. عن كريستوفر ديكي - كيفين بيراينو - ياباك ديغانبيشه ، "نيوزويك" الأميركية. 18-25/7/2006