سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تنتظر موقف إدارة الرئيس المنتخب من "حزب الله" اللبناني والحرب على الإرهاب . لندن لم تنتهج "سياسة صدامية" مع إيران وتترقب نوعية المفاوضيين النوويين الجدد
أجرى مسؤولون كبار من بريطانياوفرنسا وألمانيا، أمس، مشاورات في شأن حزمة من الاقتراحات التي تنوي البلدان الثلاثة تقديمها إلى الإيرانيين في شأن الملف النووي نهاية تموز يوليو أو بداية آب أغسطس المقبلين. وقال مسؤول بريطاني رفيع مطلع على ملف المفاوضات النووية مع الإيرانيين إن بلاده لم تنتهج سياسة"أكثر صدامية"مع إيران بعد وصول الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد إلى السلطة فيها، الجمعة الماضي،"لكننا سننتظر لنرى السياسة التي سينتهجها". ومعلوم أن نجاد يتمسك بحق إيران في تخصيب يورانيوم في إطار جهودها لإنتاج طاقة نووية سلمية، وهو أمر تعترض عليه الدول الغربية. وقال المسؤول البريطاني الرفيع إن"موقفنا الرسمي من الانتخابات الإيرانية... هو أن هناك رئيساً جديداً سيأخذ وقته لتشكيل إدارته الجديدة". وأوضح أن لندن ستكون مهتمة بمعرفة من هم الأشخاص الذين سيختارهم نجاد لوزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، وهما الجهتان اللتان تتفاوض معهما الترويكا الأوروبية في الموضوع النووي منذ سنتين. ووافقت طهران خلال تلك المفاوضات التي أجريت في عهد الرئيس محمد خاتمي على تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم في مقابل تقديم الأوروبيين مساعدات للاقتصاد الإيراني. وهدد الإيرانيون أكثر من مرة في الشهور الماضية بالعودة إلى عمليات التخصيب، وهو أمر يمكن أن يؤدي في حال اعتمده الرئيس نجاد إلى إحالة طهران إلى مجلس الأمن وفرض عقوبات دولية عليها. وبدا المسؤول البريطاني متفاجئاً بتقرير لصحيفة"واشنطن بوست"، أول من أمس، تناول"أمراً رئاسياً"يحتمل أن يصدره الرئيس جورج بوش، خلال الشهور المقبلة، يمنع قيام علاقات بين الولاياتالمتحدة وثماني شركات أربع منها إيرانية إحداها وزارة الطاقة الايرانية. وسأل:"ألا يؤدي مثل هذا الإجراء إلى عرقلة مبادرة اللجنة الثلاثية الأوروبية بريطانيا، فرنسا وألمانيا لتقديم سلة اقتراحات إلى الإيرانيين؟ أخشى أننا في حالة انتظار لنعرف؟ لسنا متأكدين بعد ماذا سيعني ذلك. لم نتلق تفاصيل كافية من أميركا". لكنه أشار إلى أن لا خلاف بين أوروبا والولاياتالمتحدة في شأن إيران، ف"لا أحد منا يريد أن يرى هذا النوع من النظام في إيران متسلحاً بسلاح نووي". ولفت إلى أن الأميركيين قدموا إشارات إيجابية للإيرانيين بعدم معارضتهم انضمام طهران إلى منظمة التجارة الحرة والسماح ببيع الإيرانيين قطع غيار لطائراتهم. وقال المسؤول البريطاني إن بلاده تقوم ب"علاقة نقدية"مع الإيرانيين منذ سنوات و"لدينا مخاوف عدة، منها الملف النووي والإرهاب والموقف من عملية السلام في الشرق الأوسط وحقوق الإنسان والديموقراطية وحكم القانون". وعن انعكاس الانتخابات الإيرانية على الوضع اللبناني وتحديداً"حزب الله"، قال:"أثرنا في السابق مخاوفنا من علاقات إيران بمنظمات تعمل ضد عملية السلام في الشرق الأوسط. لم يتغير موقفنا. ما يجب أن نفعله هو الحكم على إيران من خلال تصرفاتها. إن موقفها من عملية السلام لم يكن عاملاً مساعداً. سننتظر لنرى بماذا سيأتي الرئيس الجديد". وعن علاقات إيران ب"القاعدة"وهل تعتقد لندن بأن عناصر هذا التنظيم موجودون في إيران بغطاء من"الحرس الثوري"؟ قال:"إن قلقنا منصب على موقف إيران من الإرهاب عموماً، لا علاقة إيران بالقاعدة تحديداً. كان لدينا قلق في الماضي ولم يُعالج من أن إيران لم تقم بما هو الأفضل لمصلحة المجتمع الدولي في موضوع القاعدة". وقال إنه لا يستطيع الدخول في تفاصيل عن الشبهات الخاصة بعلاقات"القاعدة"ب"الحرس الثوري"، كون المعلومات عن ذلك استخباراتية، لكنه قال إن ثمة مخاوف من أن إيران لم تقم"بجهد كافٍ"لمكافحة عناصر التنظيم داخل إيران. ومعلوم أن تقارير عدة تؤكد أن عدداً من كبار قادة"القاعدة"يعيشون في إيران، وبعضهم موضوع في شبه إقامات جبرية بإشراف"الحرس الثوري". وأعلنت إيران أنها اعتقلت عدداً من ناشطي"القاعدة"في السنوات الثلاث الماضية، لكنها لم تحاكمهم بعد. وسرت أخيراً تكهنات بأن زعيم"القاعدة"نفسه أسامة بن لادن قد يكون مختبئاً في إيران، خصوصاً بعدما قال مسؤولون أميركيون كبار إن لديهم تصوراً واضحاً عن مكان وجوده، وأن اعتقاله يتطلب إجراءات تدخل في نطاق سيادة دول أخرى، في إشارة فُسّرت أنها تعني إما إيران أو باكستان.