أنهت العاصمة الاردنية عمان استعداداتها لاستقبال الرئيس جورج بوش اليوم، في زيارة تستمر يومين، يجري خلالها محادثات مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. فيما أكد بوش قبيل مغادرته العاصمة أيضاً انه لن ينسحب من الميدان في العراق، قبل"إنهاء المهمة". وجدد شروطه لإجراء مفاوضات مع إيران. وتهرب من الحديث عن حرب أهلية في العراق. وسئل عن الفارق بين إراقة الدماء الحالية في العراق والحرب الاهلية فقال ان التفجيرات الاخيرة"جزء من هجمات مستمرة منذ تسعة أشهر يشنها مسلحون من تنظيم"القاعدة"لتأجيج العنف الطائفي". وبعد محادثات مع رئيس استونيا توماس ايلفيس في طريقه لحضور قمة حلف شمال الاطلسي في لاتفيا المجاورة قال بوش انه في حين أن"الحكومة العراقية حرة في اجراء محادثات مع ايران لمساعدتها في انهاء العنف، فإن الشروط الاميركية لإجراء محادثات مباشرة مع طهران لم تتغير". وقال في مؤتمر صحافي:"في ما يتعلق بالولايات المتحدة فإن ايران تعرف الوسيلة للوصول الى طاولة المفاوضات معنا وهي تنفيذ ما قالت انها ستنفذه وهو وقف برنامج التخصيب". وأضاف ان"العراق دولة ذات سيادة تباشر سياستها الخارجية الخاصة. انهم يجرون محادثات مع الدول المجاورة واذا كان هذا ما يعتقدون أن عليهم القيام به فلا بأس في ذلك". وكان الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان قال ان العراق يقترب من الحرب الاهلية، ووصفت قناة"ان بي سي"الاخبارية الاميركية ما يجري في العراق بأنه حرب أهلية بالفعل. ولكن بوش قال ان الاضطرابات الأخيرة تأتي في اطار موجة من العنف الذي بدأ في شباط فبراير الماضي بسبب تفجير مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء الى الشمال من بغداد في شباط. وتابع:"ما نشاهده على شاشات التلفزيون بدأ في شباط الماضي. كانت محاولة من بعضهم لإذكاء الفتنة الطائفية". وزاد:"هناك الكثير من أعمال العنف التي تجري وتؤجج تلك الهجمات التي تشنها"القاعدة"، ما يجعل الناس تسعى الى الانتقام". ويواجه بوش ضغوطا متزايدة لتغيير السياسة المتبعة في العراق بعدما أطاح الناخبون الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه من السيطرة على الكونغرس في الانتخابات التي جرت في وقت سابق الشهر الجاري. وحض بعض الديموقراطيين البارزين على انسحاب تدريجي للقوات. وينتظر بوش توصيات في شأن العراق من لجنة برئاسة وزير الخارجية السابق جيمس بيكر وعضو الكونغرس السابق لي هاميلتون. وربما توصي مجموعة دراسة العراق، التي ستقدم نتائجها في كانون الاول ديسمبر، بأن يعقد بوش مؤتمراً اقليمياً حول العراق وأن يفكر في اجراء محادثات مباشرة مع ايران وسورية للاستعانة بمساعدتهما. وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد خلال اجتماع عقد في طهران مع الرئيس العراقي جلال طالباني الاثنين ان بلاده ستبذل ما في وسعها للمساعدة في تحسين الوضع الأمني في العراق. ولكن ادارة بوش تعتقد بأن ايران تمثل خطراً محتملاً على السلام في الشرق الاوسط بسبب برنامجها النووي الذي تقول طهران انه سلمي، ولكن واشنطن تخشى أن يكون هدفه تطوير أسلحة نووية. ورفعت الأجهزة الأمنية درجة استعدادها امس وانتشرت اليات وأفراد من الحرس الملكي الخاص في شوارع عمان، خصوصاً تلك القريبة من فندق"فور سيزن"الذي سيشهد اللقاءات المقررة والمؤتمر الصحافي المشترك بين الرئيس الاميركي ورئيس الوزراء العراقي. وسمحت وزارة الداخلية الأردنية لأحزاب المعارضة والنقابات بتسيير تظاهرة احتجاجية عصر اليوم من مقر النقابات المهنية حتى مبنى رئاسة الحكومة، احتجاجاً على زيارة بوش الى عمان، فيما ستعتصم أحزاب أخرى أمام البرلمان.