سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عباس في عمان بعد اتصال هاتفي من العاهل الاردني ... وموسى ومبعوثان فلسطينيان في العاصمة السورية . مشعل يبعث من دمشق برسائل فلسطينية واقليمية : لا إفراج عن الجندي الاسرائيلي من دون عملية تبادل
رغم المساعي والوساطات العديدة التي شهدتها المنطقة في الايام الماضية، بدا امس ان ازمة الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت وصلت الى طريق مسدود بعد تمسك الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بمواقفهما، اذ ترفض اسرائيل ابرام صفقة تبادل مع"حماس"وتعد بإطلاق اسرى في وقت لاحق ك"بادرة حسن نية"، في حين تصر"حماس"على صفقة تبادل. وفيما اكد رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل ان"لا افراج عن الجندي الأسير إلا بتبادل"، كرر رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت:"لم افاوض ابدا حماس وارفض ان افاوضها مستقبلا... ولن افرج عن فلسطينيين مقابل شاليت". اما وزير الداخلية روني بار اون، فأعلن انه"اذا افرج عن الجندي، فسيكون من الممكن ان نبحث مجدداً اطلاق معتقلين مثلما فعلنا قبل خطفه"، خلال لقاء البتراء بين اولمرت والرئيس محمود عباس. راجع ص 4 وجاءت تصريحات مشعل خلال مؤتمر صحافي لافت عقده في دمشق التي استقبلت امس ايضا كلاً من الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ومبعوثيْن للرئيس عباس، كما شهدت مسيرة جماهيرية تأييداً للشعب الفلسطيني. وفي اعقاب هذه التصريحات، توجه الرئيس الفلسطيني مساء امس الى الاردن بشكل مفاجئ، وقال مصدر فلسطيني كبير لوكالة"فرانس برس"ان"الزيارة المفاجئة جرت اثر اتصال هاتفي اجراه الملك عبدالله الثاني مع عباس دعاه خلاله الى زيارة عمان للبحث في التطورات السياسية في المنطقة". وحملت تصريحات مشعل اكثر من رسالة لأكثر من جهة، فهو أولاً، اكد بلا لبس انه الجهة صاحبة القرار في"حماس". ثانيا، استبعد تماما الافراج عن الجندي الأسير من دون تبادل اسرى، محملاً اسرائيل مسؤولية ما سيؤول اليه مصير الجندي، ولافتا الى أن أياً من الوسطاء الأجانب"لم يقدم ضمانات بأن تلتزم اسرائيل وعودها". ثالثا، حدد طبيعة تحالفات"حماس"، مشيرا الى"تفاهمات وعلاقات وثيقة"مع دمشق، وإلى"اتصالات مستمرة"مع قادة"حزب الله"باعتبارهم"حلفاءنا في خط المقاومة". رابعا، اكد انه"في ظل محدودية الامكانات، فان الخيارات مفتوحة للمقاومة... وتعود الى الشعب". وخامسا، لمح الى ان الفلسطينيين بعد عملية الخطف، خرجوا من الأجواء التي كانوا يدفعون اليها، في اشارة الى الاقتتال الداخلي. وتزامنت تصريحات مشعل مع اعلان ناطق رئاسي سوري ان الرئيس بشار الأسد بحث مع موسى في"الجهود المبذولة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني". وعلمت"الحياة"امس ان دمشق تشدد على أهمية وجود"جهود عربية لانجاز حل سياسي عاجل"لأزمة الجندي. ووصل الى دمشق ايضا مبعوثا الرئيس الفلسطيني، عضوا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد وعبدالله الحوراني. وفيما قلل مصدر فلسطيني في حديث الى"الحياة"من اهمية الزيارة، قالت مصادر في"الجبهة الديموقراطية"ان خالد والحوراني سيجريان محادثات مع مسؤولين سوريين ومع مشعل ل"حل ازمة الاسرى الفلسطينيين والاسير الاسرائيلي". في غضون ذلك، شهد قطاع غزة يوما داميا جديدا شنت خلاله طائرات حربية اسرائيلية خمس غارات راح ضحيتها ثمانية فلسطينيين، بينهم طفل رضيع توفي متأثرا بجراحه. وفيما توعدت"سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة"الجهاد الاسلامي"، ب"رد مزلزل في عمق الكيان الصهيوني"، تواصل اطلاق الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع على اهداف داخل اسرائيل. وفي نيويورك، استبعد السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون اتخاذ مجلس الأمن قرارا في شأن الأزمة في غزة، معتبراً أن الكرة في ملعب المجموعة العربية التي قال انها لم تقدم أي مشروع معدل للمشروع الذي رُفض، رغم قولها إنها ستقوم بذلك الخميس الماضي"فلم يقدموا شيئاً الخميس أو الجمعة أو أمس الاثنين". وانتقد بيان لجنة حقوق الانسان والذي دان العدوان الاسرائيلي، قائلاً:"كنت أتساءل هل سيكون أول قرار لمجلس حقوق الانسان معاديا للولايات المتحدة أم لاسرائيل، ويبدو أن اسرائيل هي التي فازت بكأس العالم".