أكد كريستوفر هيل، كبير المفاوضين الأميركيين في المحادثات السداسية النووية التي تهدف الى تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية أمس، ان التعاون بين طوكيووواشنطن في معالجة مسألة إطلاق بيونغيانغ صواريخ الأسبوع الماضي"ممتاز". وجدد هيل، في أعقاب لقائه وزير الخارجية الياباني تارو اسو، تأكيد ان المجتمع الدولي يتحدث بصوت واحد لإدانة التصرفات الكورية الشمالية. وأشار هيل الذي التقى أيضاً كبير المفاوضين اليابانيين في المحادثات كينيشيرو ساسا، الى ضرورة استئناف المحادثات السداسية المجمدة منذ تشرين الثاني أكتوبر الماضي،"في مقابل عدم السماح لبلد واحد باستخدام حق النقض الفيتو ضد عملية اتخاذ الإجراءات المناسبة في حق الانتهاكات الكورية الشمالية"، في إشارة الى معارضة روسياوالصين اللتين تملكان حق النقض إصدار قرار يدين بيونغيانغ. مساعٍ يابانية وسعت اليابان أمس، الى إجراء تصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يفرض عقوبات على كوريا الشمالية بسبب برنامجها الصاروخي. تزامن ذلك مع تصريح نيكولاس بيرنز، وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، بأن بلاده تأمل بأن يصوت مجلس الأمن على قرار في شأن كوريا الشمالية في اليومين التاليين. وقال إن"الرئيس بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أجريا اتصالات مع جميع القادة الإقليميين الرئيسيين. وسيرى الجميع خلال اليومين المقبلين تقدماً في مسار إقناع الكوريين الشماليين بأنهم معزولين، وبأن العالم لا يدعمهم، ولا يملكون إلا خيار العودة إلى المحادثات السداسية والتقيد بالاتفاق الذي عقدوه معنا والقاضي بنزع الأسلحة النووية، في مقابل الحصول على مساعدات اقتصادية وفي مجال الطاقة". وفيما نفى هيل أول من أمس، وجود انقسام في المجموعة الدولية في شأن الرد على تجربة الصواريخ الكورية الشمالية، أسفت الحكومة اليابانية للاتهامات التي وجهتها السلطات الكورية الجنوبية لها ب"تأجيج التوتر"في شبه الجزيرة الكورية. وقال الناطق باسم الحكومة اليابانية شينزو ابي ان"إطلاق الصواريخ يهدد اليابان والمنطقة. ومن الطبيعي بالتالي ان تتخذ اليابان إجراءات لمواجهة الوضع المستجد، ما يجعل استخدام كوريا الجنوبية هذا التعبير أمراً مؤسفاً". وكان روه مو هيون، الناطق باسم الرئيس الكوري الجنوبي، قال أول من أمس ان"لا مبرر للتوتر الذي تبديه اليابان بل يوجد اكثر من سبب للقيام بالعكس". وزاد:"لا مصلحة في تأجيج التوتر في شبه الجزيرة الكورية وجعل العلاقات بين الكوريتين تزداد سوءاً، اذ لن يساعد ذلك في معالجة الأزمة النووية او أزمة الصواريخ". ونقلت وكالة"يونهاب"الكورية الجنوبية للأنباء عن روه مو قوله أمس، إن شطري كوريا سيعقدان جولة من المحادثات على مستوى رفيع هذا الأسبوع من اجل مناقشة التجارب الصاروخية لبيونغيانغ ووسائل استئناف المحادثات السداسية. وقال روه مو:"ناقشت محادثات سابقة التعاون الاقتصادي في المحادثات، لكن لا يمكن أن نبحث في هذه المواضيع حالياً". جاء ذلك غداة إعلان وزير الوحدة الكوري الجنوبي لي جونغ سيوك في أعقاب لقائه هيل انه سينقل موقف بلاده إلى كوريا الشمالية على غرار رد فعل الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي على التجارب الصاروخية. ويأمل المجتمع الدولي بأن تستخدم سيول نفوذها لدى بيونغيانغ للتوصل الى حل سلمي للأزمة التي نشبت أخيراً. وتستهل في بوسان جنوب اليوم الجولة ال 19 من المحادثات بين الكوريتين وتستمر حتى الجمعة. ... وأخرى صينية مضادة وسافر وفد صيني الى بيونغيانغ في محاولة لإحلال التوازن بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة. وترأس"وفد الصداقة"الصيني هوي ليانجو يو نائب رئيس وزراء الصين، وضم وو داوي نائب وزير الخارجية الصيني المسؤول عن العلاقات الديبلوماسية مع كوريا الشمالية، علماً ان الزيارة كانت تقررت قبل إجراء كوريا الشمالية تجارب إطلاق الصواريخ. وكانت الصين اقترحت ان تجتمع الأطراف الستة قريباً لإجراء مناقشات غير رسمية في محاولة لاستئناف المحادثات. وأكد وزير خارجيتها لي تشاو شينغ ان كل عمل ضد كوريا الشمالية للرد على تجاربها الصاروخية"يجب ان يلتزم الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين". وقال محللون صينيون ان بكين لن تستجيب لمطلب واشنطن الضغط على اقتصاد بيونغيانغ وخطوطها الأمنية لإجبارها على العودة الى المحادثات، على رغم استيائها من تجاهل الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل تحذيراتها من إطلاق الصواريخ. وصرح كيم الابن أول من أمس، بأنه لن يقدم أي تنازلات خلال المفاوضات مع الولاياتالمتحدة، مؤكداً استعداد بيونغيانغ لمواجهة أي هجوم. واتهمت كوريا الشمالية أمس، الولاياتالمتحدة بالسعي الى بدء حرب في شبه الجزيرة الكورية عبر تنفيذ سفن حربية أميركية وسبع دول أخرى مناورات عسكرية في المحيط الهادئ. وقالت انها"تنطوي على تحريض ومجازفة خطرة تهدف إلى حرب كورية ثانية". وحذرت بيونغيانغ من ان حرباً جديدة في شبه الجزيرة الكورية"ستنطوي على عواقب كارثية".