سيول، بكين، موسكو - أ ف ب، رويترز - أعلنت كوريا الشمالية أمس، انها ستنسحب من المحادثات السداسية التي تهدف الى نزع أسلحتها النووية وستعيد تشغيل مجمع يونغبيون لإنتاج بلوتونيوم يستخدم في صنع أسلحة والذي فكك العام الماضي، وذلك احتجاجاً على إدانة مجلس الأمن قبل ساعات بالإجماع إطلاقها صاروخاً أعلنت انه حمل قمراً اصطناعياً للاتصالات في الخامس من الشهر الجاري، في وقت حذرتها الولاياتالمتحدة من مواجهة «عزلة اكبر». وفي ظل تشكيك الغرب بأنها اختبرت صاروخاً باليستياً بعيد المدى من طراز «تايبودونغ –2»، وصفت بيونغيانغ إدانة تجربتها الصاروخية «السلمية» بأنها «إهانة لا تحتمل لشعبنا، سنرد عليها بتعزيز قدراتنا النووية الرادعة بكل الوسائل». وأضافت في بيان: «لن نشارك في المحادثات السداسية لأن لا حاجة اليها، ولسنا ملزمين تنفيذ اي اتفاق يبرم عبرها»، متهمة «قوى معادية» بنسفها. وأعلنت بيونغيانغ أنها في ضوء ما سبق «ستتحمل مسؤولية ضمان السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية بقوة سياسة سونغان (الجيش اولاً)»، ما يلمح بحسب محللين الى احتمال حصول استفزازات مسلحة في شبه الجزيرة الكورية في المستقبل، علماً ان كوريا الشمالية لا تستطيع اعادة تشغيل مفاعل يونغيبون خلال ثلاثة اشهر فقط. وأشارت بيونغيانغ الى ان «منطق الولاياتالمتحدة يسمح لليابان بإطلاق قمر اصطناعي، لأنهما حليفين، لكن ذلك غير مشرّع لنا، لأن نظامنا مختلف ولا يتبع الولاياتالمتحدة». وشكل قرار بيونغيانغ رد فعل عنيفاً وغير متوقع على قرار الإدانة الذي أعدته الولاياتالمتحدة، وقضى بتفعيل عقوبات مالية ضد شركات كورية شمالية. واتخذت تلك العقوبات في قرار سابق حمل الرقم 1718 صدر في تشرين الأول (اكتوبر) 2006، وتضمن أيضاَ حظر تصدير سلاح الى الشطر الشمالي. وجاء ذلك على رغم اعتماد مجلس الأمن بيان إدانة مخففاً، بعدما عارضت الصين وروسيا رداً قوياً ملزماً يمكن ان يهدد مصير المحادثات السداسية، في وقت أكد محللون ان الإجراءات التي تضمنها البيان لن تؤثر مباشرة على الاقتصاد الكوري الشمالي، «خصوصاً أن بكين الداعم الرئيسي لبيونغيانغ ستواصل تزويدها وقوداً وحبوباً ومواد أخرى». في المقابل، حضت بكين الأطراف المعنية بالمحادثات السداسية على الهدوء وضبط النفس، فيما أسفت موسكو لموقف بيونغيانغ «خصوصاً ان بيان مجلس الأمن خضع لأسس مشروعة ومتوازنة في الرد على التجربة الصاروخية الكورية الشمالية». وأمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف باستئناف المحادثات السداسية في «القريب العاجل، على رغم اختلاف المشاعر لتحقيق هدف نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية والذي اتفقنا عليه جميعاً». وشددت طوكيو على ضرورة عودة بيونغيانغ الى طاولة المفاوضات والتزام قرار مجلس الأمن الذي يحظر تنفيذها تجربة نووية او إطلاق صاروخ، فيما أكدت سيول أنها ستتعامل بهدوء مع رد الفعل الكوري الشمالي الذي رأت انه لم ينتقد واشنطن مباشرة، «في إشارة محتملة إلى أن الشطر الشمالي يأمل بمحادثات مباشرة مع الأميركيين». وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما أشاد بأهمية الرسالة «الواضحة والموحدة» التي وجهتها الأممالمتحدة لإدانة التجربة الصاروخية لكوريا الشمالية، مؤكداً تمسك بلاده بالسعي عبر الوسائل الديبلوماسية، وبالتعاون مع كوريا الجنوبية والصين واليابان وروسيا، الى حمل الشمال على التخلي فعلياً عن نشاطاته النووية، وخفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية.