خيمت أنباء إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً مضاداً للسفن أثناء مراسم تنصيب الرئيس المنتخب لكوريا الجنوبية روه مو هيون، وهو ما اعتبره وزير الخارجية الاسترالي محاولة لخلق شعور بالأزمة، فيما قال مسؤول كوري شمالي إنه أمر روتيني. ونفت الصين أن تكون زودت كوريا الشمالية بالصواريخ، داعية إلى ضبط النفس. في غضون ذلك، أعلنت بيونغيانغ أن طائرة استطلاع أميركية من طراز "آر سي-135" دخلت مجالها الجوي وأمضت ساعات عدة تتجسس وتحضر "هجوماً وقائياً" ضدها. وأعلنت واشنطن من جهتها أنها تنوي خفض المعونات الغذائية لكوريا الشمالية مؤكدة أن الخفض لا علاقة له ببرامج السلاح النووي. وزادت كوريا الشمالية من حدة التوتر في الأزمة النووية بإطلاقها صاروخاً في وقت كان وزير الخارجية الأميركي كولن باول ومسؤولون دوليون في سيول لحضور مراسم تنصيب الرئيس المنتخب لكوريا الجنوبية روه مو هيون أمس. وهزت أنباء إطلاق الصاروخ الأسواق في المنطقة وطغت على تنصيب روه 56 عاماً المحامي السابق المدافع عن حقوق الإنسان الذي يهدد أسلوبه المهادن مع كوريا الشمالية تحالف بلاده المستمر منذ نحو نصف قرن مع واشنطن المطالبة بموقف أكثر تشدداً. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن كوريا الشمالية أجرت تجربة إطلاق صاروخ مضاد للسفن في بحر اليابان أول من أمس في ما بدا أنه جزء من تدريبات عسكرية دورية، فيما أكد مسؤول في بيونغيانغ تحدث في قمة دول حركة عدم الانحياز في ماليزيا إجراء الاختبار وقال إنه أجري بدافع "أمني". وذكر مسؤول آخر من الوفد الكوري الشمالي "الجميع لديه صواريخ فما الجديد في الأمر". وأبلغ وزير الخارجية الأسترالي ألكسندر داونر الصحافيين أن بيونغيانغ تحاول "خلق شعور بالأزمة". وأضاف بعد محادثات مع باول في سيول "ما فعله الكوريون الشماليون مستفز ولا مبرر له على الإطلاق في يوم التنصيب". ونقلت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء عن مسؤولين يابانيين أن من المتوقع أن تطلق كوريا الشمالية صاروخاً آخر اليوم. وأبلغ الناطق ياسو فوكودا الصحافيين "يجب أن نحدد ما إذا كان ذلك يشكل تهديداً بعد التأكد من نيات كوريا الشمالية ونوع الصاروخ". وفي كوالالمبور هاجم رئيس برلمان كوريا الشمالية كيم يونغ نام في كلمته الولاياتالمتحدة بشدة، وقال إن "المسألة النووية في شبه الجزيرة الكورية هي المنتج النهائي لسياسة متأصلة تنتهجها الولاياتالمتحدة منذ أكثر من نصف قرن من أجل عزل كوريا الشمالية". وأكد أن النشاط النووي لكوريا الشمالية "في هذه المرحلة سيستخدم فقط للأغراض السلمية مثل إنتاج الكهرباء". وأكدت الصين من جهتها أنها لم تزود كوريا الشمالية بالصواريخ، وحضت الدول على ضبط النفس لإقرار السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية بعد إطلاق الصاروخ. وقال الناطق باسم الخارجية كونغ كوان "إذا كان ذلك قد حدث فإننا نشعر بأن هناك مشكلة نووية مع كوريا الشمالية في شبه الجزيرة الكورية. لذلك يتعين على الجميع ضبط النفس لإقرار السلام والاستقرار في شبه الجزيرة". وأضاف أن "المعلومات التي تلمح أو تقول مباشرة أن هذه الصواريخ تخص الصين أو من صنع صيني أو صنعت بفضل التكنولوجيا الصينية، لا مسؤولة ولا أساس لها من الصحة". وكانت بعض وسائل الإعلام اليابانية ذكرت أن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية قد يكون من طراز "سيلكوورم" وهو من صنع صيني. تجسس أميركي على بيونغيانغ في غضون ذلك، أعلنت بيونغيانغ أمس أن طائرة أميركية دخلت أول من أمس الاثنين مجالها الجوي للتجسس وتحضير "هجوم وقائي" ضد كوريا الشمالية. وقالت الوكالة الرسمية لكوريا الشمالية إن طائرة استطلاع من طراز "آر سي-135" دخلت المجال الجوي للبلاد وأمضت ساعات عدة تتجسس تدعمها طائرة للتموين في الجو تحلق فوق الساحل الشرقي. وأضافت الوكالة أن الطائرة قامت بعدد من الطلعات الاستكشافية فوق المنطقة منذ الجمعة الماضي بهدف "التجسس على أهداف مهمة. فهو عمل متعمد لإيجاد فرصة بشن هجوم وقائي" ضد كوريا الشمالية. وذكرت الوكالة الكورية أن "هذا الاستفزاز" يسبق المناورات الكبيرة التي ستنظمها الشهر المقبل الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية في القسم الجنوبي من شبه الجزيرة. خفض المساعدات من جهة أخرى، أعلنت الولاياتالمتحدة أمس أنها تنوي خفض المعونات الغذائية لكوريا الشمالية إلى 157 ألف طن السنة الجارية، لكنها قالت إن الخفض لا علاقة له ببرامج كوريا الشمالية لإنتاج سلاح نووي. وأعلن باول ذلك في ختام جولته الآسيوية. وأوضحت واشنطن أنها لن تستخدم المعونات الغذائية كأداة سياسية لمحاولة تغيير سلوك كوريا الشمالية. وقال مسؤول أميركي إن الكمية خفضت لأن برنامج الغذاء العالمي طلب معونات أقل ولأن دولاً أخرى من المتوقع أن تزيد مساعداتها. وقالت الخارجية الأميركية إنها ستعطي كوريا الشمالية في بادئ الأمر 40 ألف طن وسيعتمد تقديم 60 ألف طن بدرجة أكبر على ما إذا كانت بيونغيانغ ستسمح للمانحين بمتابعة التوزيع وتوفير المساعدات لكافة الجماعات المهددة في البلاد. وأشارت الوزارة إلى أنها ستقرر قريباً السلع التي ستقدمها خلال محادثات مع برنامج الغذاء العالمي. وأفادت الوزارة في بيان: "كما قال الرئيس بوش نحن مستعدون للمساعدة في إطعام الناس في كوريا الشمالية بصرف النظر عن مخاوفنا السياسية". وأضاف البيان: "ومع ذلك لدينا مخاوف كبيرة بشأن القيود التي تفرضها كوريا الشمالية على المراقبة وحرية الاتصال بالناس مما يحد من قدرة برنامج الغذاء العالمي على ضمان وصول معوناتنا الغذائية لمستحقيها". موسكو ونفت موسكو أمس أن يكون إطلاق الصاروخ الكوري انتهاكاً لنظام الرقابة على التكنولوجيات الصاروخية. ونقلت وكالة أنترفاكس عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية أن بلاده "لا ترى شيئاً مخيفاً" في التجارب الكورية لأنها لا تشكل أي انتهاك لنظام الرقابة والحظر. إلا أنه قال إن الإطلاق جرى في وقت حساس من الناحية السياسية.