ما زال الخروج الاتحادي من مسابقة كأس ولي العهد يلقي بظلاله على الأوساط الاتحادية، لا سيما أن جماهير العميد تتطلع إلى حصد المزيد من الإنجازات في ظل مقومات التفوق، إذ تشهد تدريبات الفريق الأول لكرة القدم عزوفاً جماهيرياً من أنصار النادي على غير العادة، وبحثت"الحياة"عن مسببات ذلك العزوف، وتباينت الآراء حول تلك المسببات، فمنهم من انتقد النهج التدريبي الذي اعتمد عليه المدير الفني الروماني يوردانيسكو، في اللقاء المصيري أمام المنافس التقليدي الأهلي، ووصف أسلوبه الفني بالعقيم، كما وجهت الانتقادات اللاذعة للاعبين الذين لم يكونوا في عافيتهم مساء الأحد الماضي، في حين لم يسلم حكم المباراة علي المطلق من الاتهامات بحرمان فريقهم من ضربة جزاء، اعتبروها واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار. تحدث في البداية رئيس رابطة جماهير الاتحاد صالح القرني قائلاً:"أرى أن خروج الاتحاد لم يكن متوقعاً، ولا بد من أن نرتضي بحال وواقع كرة القدم، واستغرب من يردد أن الاتحاد كان سيئاً، ففريقنا قدم مباراة جيدة وخسر بركلات الحظ، وفي تصوري لو أن كالون وجوب استثمرا الفرص المتاحة أمام مرمى الخصم لتبدّل الوضع كثيراً"، وأشار القرني إلى أن لقاءات"الدربي"لا تخضع لأي معايير فنية بقدر ما تعترف باستثمار الفرص وتفادي الأخطاء، ونحن تعودنا منذ القدم أن لاعبي الاتحاد رجال، إن فرطوا في كأس حصدوا أخرى، وكرة القدم فوز وخسارة، وينبغي على الجميع الاستفادة من الأخطاء وترجمة الجهود المبذولة بتحقيق كأس دوري خادم الحرمين". واستغرب محمد الشهري في الوقت ذاته من تغيير السيراليوني كالون، الذي بإمكانه التسجيل من أنصاف الفرص، وظل مهدداً للمرمى الأهلاوي، وتساءل: هل يعقل أن يلعب لاعب الوسط الأيمن عبده حكمي في خانة الظهير الأيسر، خصوصاً أن اللاعب عدنان فلاتة كان في قمة عافيته؟ وقال:"إن مدرب الفريق منح الأهلي الفوز وأهدى جماهيره الفرح، وهذا لا يعفي اللاعبين من المسؤولية، فالروح القتالية وروح الانتصارات غابتا في مباراتي الرياض والأهلي، فالحراسة الاتحادية فقدت توازنها بعد المدرب الجزائري عبدالنور كاوه، وغاب التجانس عن لاعبي الدفاع، وظهر لاعبو الوسط بغير المأمول وبتحركات اجتهادية، والهجوم لم يكن فعالاً". ومن جهته، قال أسامة المحياني:"أعتقد أن إدارة النادي أخطأت في السماح للاعب المحترف كالون بالسفر، وتهاونت معه في عدم الحضور للتدريبات في الوقت المتفق عليه، وكان من الواجب ألا يشارك في اللقاء، إذ شاهد الجميع أنه يعاني من الإرهاق وعدم التركيز، ولا ننكر دور الإدارة الإيجابي بتوفير كل سبل النجاح، إلا أن تطبيق مبدأ الثواب والعقاب مطلوب، فاللاعب كما يمنح مكافآت فوز يجب أن يتعرض للعقاب في حال الهزيمة، لا سيما أن الفريق مؤهل لكسب الأهلي". في حين يسير ماجد الحربي في اتجاه معارض، إذ يؤكد أن أفراد الفريق لا يستحقون هذا الهجوم، فهؤلاء النجوم هم من حققوا البطولة العربية والبطولة الآسيوية، والتألق في نهائيات كأس العالم للأندية، وأن ما تعرض له الفريق الاتحادي ما هو إلا كبوة جواد وسرعان ما يعود مجدداً لنشر الإبداع وفنون كرة القدم. وقال:"نعترف بوجود الأخطاء، ومتى ما عولجت سيعود الفريق إلى وضعه الطبيعي". وطالب الحربي جميع الاتحاديين بالالتفاف والتكاتف حول ناديهم، فخسارة بطولة أو بطولتين ليست نهاية المطاف، والمهم هو الاستفادة من الأخطاء، خصوصاً أن الفريق يسعى للحصول على البطولة الآسيوية للمرة الثالثة على التوالي، ومن ثم التأهل إلى نهائيات كأس العالم للأندية، واعتبر خروج الاتحاد حظي بضجة إعلامية كبيرة، وقال:"من الطبيعي أن يطرح خروج الاتحاد أسئلة عدة من الإعلام الرياضي، لأن الجميع يستغرب خروج الأبطال من المنافسات".