استقبل الهلاليون تعاقد ناديهم مع مدرب كرة القدم الروماني انجيل يوردانيسكو بارتياح كبير، وهم الذين انتظروا أياماً طويلة للتعرف على هوية المدرب الجديد، الذي سيحاول انقاذ الفريق صاحب لقب "الزعيم" في بطولة الدوري وانتشاله من المركز السابع الذي يحتله الى أحد المراكز الأربعة الأولى واستعادة الأمل في المنافسة على أهم البطولات السعودية وهي كأس خادم الحرمين الشريفين. وبرغم أن المدرب الجديد لن يكون مسؤولاً عن اخفاقات سلفه البرازيلي لوري ساندري في بطولة الدوري، الا أن يوردانيسكو سيكون مسؤولاً عن متابعة نجاحات ساندري في بطولة كأس الملك عبدالعزيز وانتزاع الكأس من الأهلي في المباراة النهائية التي ستقام في 25 شباط فبراير المقبل. ويمكن للمدرب الروماني ترتيب أوراق فريقه قبل مواجهة الأهلي وتوظيف قدرات لاعبيه بطريقة جيدة واعادة الهلال الى عافيته ومعالجة الأخطاء التي ارتكبها ساندري وسببت تراجع أداء الفريق في المباريات الأخيرة. لكن يوردانيسكو يبدو مفرطاً في التفاؤل عندما وعد أنصار الهلال بالعمل على تحقيق البطولات وأولاها كأس الملك عبدالعزيز، وهو لم يتحقق بعد من هوية خصمه قبل توجيه عباراته الرومانسية الى أنصار فريقه. ذلك أن خصمه أحد أقوى فرق الموسم الحالي ومدرب الأهلي زاناتا صار يمتلك فريقاً يعرف الطريق الى البطولات. ويدرك يوردانيسكو أن احراز الكأس على حساب الأهلي أمر مهم بالنسبة الى الهلاليين، وأن عليه العمل بجدية لتحضير فريقه قبل اللقاء النهائي المرتقب خصوصاً أن خسارة الكأس تعني انتكاسة كبرى للاعبي الهلال يصعب معها التطلع الى بطولات أخرى. ولن يكون يوردانيسكو في حاجة الى حاسة سادسة في أول تدريب للفريق للتعرف على امكانات لاعبي فريقه الذين يمتلكون مواصفات عالية قياساً الى نظرائهم في الأهلي، غير أن مهمته الأصعب ستكون اعادة الثقة الى اللاعبين والعمل على رفع معنوياتهم المحبطة بفعل تراجع نتائج الفريق في الدوري. ويمكن للمدرب الروماني أن يقود الهلال فعلاً الى تحقيق كأس الملك عبدالعزيز شريطة أن ينظر الى جماعية لاعبي الأهلي قبل أن ينظر الى مهارات لاعبي فريقه الفردية، وأن يعمل على رفع درجة جماعية لاعبيه وتعاونهم قبل اسناد المهام الفردية اليهم، خصوصاً أن لاعبي الهلال لا ينكرون افتقادهم الى القدر المطلوب من جماعية اللعب. ويملك الهلال لاعبين مميزين في خطوطه الثلاثة، ما يجعل يوردانيسكو مطالباً من قبل أنصار فريقه باختيار لاعبين يمكنهم تغيير أداء الفريق الى الأفضل في وجود أكثر من 40 لاعباً يملكون مستويات متقاربة وأداءً متشابهاً. وتبدو مهمة المدرب الجديد صعبة في المفاضلة بين لاعبي الفريق الأساسيين والبدلاء قبل الوصول الى تشكيلة مثالية يمكنه الاعتماد عليها. وتنتظر يوردانيسكو مع الهلال بطولات عدة يجب أن يقوده الى احرازها ارضاء لجماهير فريقه كبطولة الملك عبدالعزيز وكأس خادم الحرمين الشريفين وكأس ولي العهد وكأس الأندية الآسيوية أبطال الدوري وكأس أندية دول مجلس التعاون الخليجي