رد أعضاء في مجلس الشورى الإيراني البرلمان على تأكيد الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن وقف التخصيب"شرط صارم"في عرض القوى الكبرى كي تبدأ المفاوضات. وقال علي عباس بور رئيس لجنة التربية والبحوث في البرلمان"لا يمكننا تعليق أنشطتنا النووية السلمية". أما علاء الدين بوروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية، فقال:"لن يتوصل الغرب والولاياتالمتحدة إلى أي شيء مع تهديدات وضغوط". وزاد:"إذا لم نتحكم بالتكنولوجيا النووية، فإن الأجيال المقبلة في إيران ستكون مرتهنة للخارج. وبالتالي، وبالتوافق مع مبادئ الاستقلال والمصلحة الوطنية الإيرانية، ينبغي ان لا نوقع اي اتفاق يجعلنا مرتهنين في المستقبل". وأفاد العضو الآخر النافذ في لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية رشيد جلالي جعفري:"ينبغي ان نوافق على مفاوضات لكن شرط ألا يسيئ الأوروبيون إلى مصالحنا القومية". جاء ذلك بينما أكد وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار إن جيش بلاده مستعد للرد على أي هجوم يمكن أن تشنه الولاياتالمتحدة على إيران. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي للقناة الثانية للتلفزيون الفرنسي عن رفض واشنطن استبعاد اللجوء لعمل عسكري ضد إيران، أجاب:"لسنا مع ذلك إطلاقاً. لا بد أولاً من أن نتحدث عن المساعي الديبلوماسية". وزاد:"الأميركيون اتخذوا خطوة كبيرة إلى الأمام وهذا نجاح كبير للمساعي الديبلوماسية الأوروبية"، مطالباً إيران بالعودة إلى المفاوضات. نجل الشاه وحذر رضا بهلوي النجل الأكبر لشاه إيران من حوار بين الغربيين وطهران حول الملف النووي"يمكن أن يجرى على حساب إدخال تغييرات ديموقراطية في إيران"، رافضاً"أي تسوية يمكن أن تمر من فوق رؤوس مواطنيه"، محذراً من"نسيان الطبيعة الحقيقية لهذا النظام". كما دان"الضمانات الأمنية"الممكنة التي يمكن ان يعطيها الغرب لطهران، معتبراً أنها"ضمانة لبقاء"النظام. في غضون ذلك، ذكر مصدر مسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تصريح ل"الحياة"أن اجتماع مجلس محافظي الوكالة والذي يبدأ اعتباراً من الاثنين المقبل سيكتفي بالاطلاع على التقرير الجديد الذي سلمته الوكالة مساء أمس إلى أعضاء المجلس في شأن ملاحظات مفتشيها في إيران ومشاهداتهم الخاصة بالنشاطات الجارية في مفاعل ناتانز ولن يرفع بالتالي إلى مجلس الأمن. واعتبر المصدر أن فحوى التقرير الواقع في ثلاث صفحات والذي يؤكد مواصلة إيران عمليات تخصيب اليورانيوم، لن تحدث أي مفاجأة لأعضاء مجلس حكام الوكالة بسبب الطبيعة العلنية لأنشطة تخصيب اليورانيوم في إيران والتي تجرى تحت إشراف مفتشي الوكالة الدولية ورقابتهم منذ إعلان إيران استئناف هذه الأنشطة وتشغيلها ل164 جهاز للطرد المركزي في 11 نيسان أبريل الماضي. واتهمت المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام، الولاياتالمتحدة بالمسؤولية عن تحول قضية الملف النووي الإيراني إلى أزمة دولية بسبب"تغاضي"واشنطن عن ملف التسلح النووي في المنطقة، خصوصاً لدى باكستان الدولة المجاورة لإيران. وردت عبادي التي كانت تتحدث في مؤتمر صحافي في مقر الأممالمتحدة في فيينا الازدواجية هذه إلى كون باكستان دولة حليفة لواشنطن. ورأت عبادي في فتح حوار مباشر مع طهران من شأنها تهدئة التوتر الكبير بين البلدين. نجاد الى الصين على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد سيزور الأسبوع المقبل الصين، العضو الدائم في مجلس الأمن، لحضور قمة منظمة التعاون في شنغهاي التي تتمتع فيها إيران بصفة مراقب فيها، وسيتطرق مع نظيره الصيني هو جينتاو إلى الملف النووي الإيراني. وكان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد انتقد مشاركة إيران في قمة شنغهاي. في برلين، رحبت الحكومة الألمانية بنتائج اجتماعات منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا مع المسؤولين الإيرانيين واعتبرتها خطوة أولى بعد أشهر من القطيعة الكاملة". وأعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن سروره البالغ"لوجود أجواء تمكن المرء الآن من خوض محادثات ثقة"معتبراً أن المحادثات التي أجراها المنسق الأوروبي"خطوة أولى مهمة بعد أشهر من القطيعة الكاملة". وتابع شتاينماير"أن ديبلوماسية الأزمات دخلت الآن على الأرجح في مرحلة حاسمة"ملاحظاً أن العرض"عادل ويأخذ في الاعتبار المصالح المشروعة لطهران". وعن مضمون العرض، اكتفى الوزير الألماني بالقول إنه"يشمل التعاون الاقتصادي والعلمي والثقافي والسياسي"مع طهران مضيفاً أن"ليس سراً أنه يتضمن عناصر تعاون مشترك حول الاستخدام النووي".