أبدى البيت الابيض تفاؤلاً باحتمال أن تتعامل ايران ب"جدية"مع عرض الحوافز الذي قدمته اليها الدول الست الكبرى، ويتضمن مساعدة طهران في بناء مفاعلات نووية تعمل بالمياه الخفيفة، وحوافز تجارية تشمل دعم انضمامها الى منظمة التجارة العالمية وتزويدها قطع غيار لطائرات اميركية واوروبية. لكنه شدد على ضرورة وقف الحكومة الايرانية نشاطات تخصيب اليورانيوم في مقابل تلك الامتيازات. راجع ص 8 وفي حين نقلت وكالة"اسوشيتدبرس"عن ديبلوماسيين في فيينا أمس ان واشنطن مستعدة لتزويد طهران بعض التكنولوجيا النووية اذا استجابت شرط وقف التخصب، اعتبر علي لاريجاني، كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي، ان العرض الذي تسلّمه من منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في طهران أمس، يتضمن"نقاطاً غامضة يجب توضيحها". ورأت مصادر في طهران ان المساعي الايرانية تركز على الحصول على ضمانات امنية لا تقتصر على الجانب الاوروبي فقط، وإدخال الولاياتالمتحدة على خط التفاوض المباشرة مع ايران، ما يمكن ان يخفف من مخاوفها في حال أجبرت على التخلي عن تخصيب اليورانيوم. في واشنطن أكدت مصادر الخارجية الأميركية ل"الحياة"التزام ادارة الرئيس جورج بوش الكامل كل ما ورد في برنامج"الحوافز والعقوبات"، مشيرة الى أن"الادارة مستعدة للدخول في مفاوضات مباشرة، شرط وقف ايران التخصيب". وأدت أجواء"الانفراج"الناتجة من تسليم العرض الأوروبي - الأميركي لإيران الى هبوط سعر برميل النفط 30 سنتاً، في الأسواق العالمية. وتوقع لاريجاني مزيداً من المفاوضات حول الاقتراحات الغربية، في وقت تحدث ديبلوماسيون ايرانيون عن تحضير طهران ورقة مكملة للاقتراحات، ناتجة من توصيات سترفعها لجان أمنية وسياسية واقتصادية وقانونية ونووية شكّلتها لدرس الحوافز. في الوقت ذاته، أفادت صحيفة"نيويورك تايمز"ان العرض الدولي الذي تسميه واشنطن مبادرة"العصا والجزرة"يتضمن مساعدة ايران في بناء مفاعلات تعمل بالمياه الخفيفة عبر مشاريع مشتركة مع دول أخرى، والسماح لطهران بشراء قطع غيار للطائرات من شركتي"بوينغ"الاميركية و"ايرباص"الاوروبية. وامتنع الناطق باسم البيت الأبيض توني سنو عن الخوض في تفاصيل العرض، لكنه قال للصحافيين: ان"النقطة المحورية هي أنه اذا وافق الايرانيون على وقف النشاطات المتّصلة بالتخصيب وإعادة المعالجة اليورانيوم سنكون قادرين على ان نناقش بانفتاح أكبر ما هي الحوافز، ونأمل في ان يكون الأمر كذلك". وأكدت مصادر الخارجية الاميركية ل"الحياة"أنها"ستنتظر الرد الايراني وستتحرّك استناداً له. ولفتت الى أن الشرط الرئيسي لدخول أي مفاوضات مع طهران حول العرض هو وقف تخصيب اليورانيوم". ولاحقاً، أكد جيمس جيفري، مساعد وزيرة الخارجية الاميركية، أن رفض ايران العودة الى المفاوضات، سيحيل الملف وباجماع دولي على مجلس الأمن، فيما أشار وزير الطاقة الأميركي سام بودمان الى ان الاقتصاد العالمي يمكنه معالجة أي وقف لصادرات النفط الايراني"لبعض الوقت". أما المستشارة الألمانية أنغيلا مركل فأعلنت، بعد لقائها الرئيس الفرنسي جاك شيراك، في ولاية براندنبورغ، ان الحوافز التي قدّمت أخذت في الاعتبار تأمين متطلبات"مستقبل جيد لايران حديثة".