جددت طهران أمس استعدادها للحوار مع الولاياتالمتحدة، على أساس"الند للند". واعتبرت ان الرسالة التي بعث بها الرئيس محمود احمدي نجاد الى نظيره الأميركي جورج بوش، كانت"ضرورية لإقامة تواصل مباشر مع العدو"، يغني عن الوسطاء"الطامحين الى مكاسب من الولاياتالمتحدة". وفي وقت اعلن الاتحاد الأوروبي استعداده لمساعدة ايران في انتاج الطاقة النووية المدنية اذا تخلت عن تخصيب اليورانيوم، رفض احمدي نجاد أي حوافز مرفقة بهذا الشرط، معتبراً أن الحل هو"تطبيق القواعد الواردة في معاهدة حظر الانتشار النووي"، والتي تتيح لبلاده تطوير برنامج سلمي لإنتاج الطاقة. راجع ص 7 واستقبل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أمس سفراء الترويكا الأوروبية بريطانيا وفرنسا وألمانيا ثم سفيري روسيا والصين، لإبلاغهم موقف بلاده من العرض الأوروبي الجديد، فيما نفى الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام أن تكون تبادلت مشاريع اقتراحات مع الأوروبيين، مجدداً تأكيد ضرورة إعادة الملف النووي الايراني إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مقابل تقديم طهران ضمانات بعدم انحراف برنامجها عن أهدافه السلمية. في بروكسيل، اعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا اثر اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين خصص لدرس الأزمة، ان الاتحاد يعتزم ان يعرض على الإيرانيين"برنامج تعاون يمكنهم من الإفادة من مساعدة اوروبية ودولية في بناء مفاعلات لإنتاج الكهرباء، والحصول على احدث التكنولوجيا في هذا المجال". لكن مصادر مطلعة في طهران رأت أن أي عرض"لا يشمل موافقة وضمانات أميركية"، لن يكون مقبولاً"باعتبار ان الأزمة ليست مع الدول الأوروبية، بل أخذت بعداً ثنائياً مع واشنطن". وفي وقت لم تُعلن في بروكسيل تفاصيل العرض والحوافز التي سترفق به، توقعت أوساط إيرانية أن تشمل الاقتراحات رفع الحظر الاقتصادي عن ايران، ودرس دخولها إلى منظمة التجارة العالمية كعضو مراقب، وتقديم تسهيلات اقتصادية وتجارية لها وإعادة درس الشراكة الإيرانية - الأوروبية، إضافة إلى مساعدة طهران في بناء مفاعل نووي يعمل بالماء الخفيف وتزويدها قطع غيار للطيران المدني، ورفع الحظر عن شرائها طائرات من أوروبا وأميركا. وتريد طهران ضمانات أميركية وأوروبية بعدم التعرض للنظام الإسلامي والتخلي عن دعم المجموعات"الإرهابية"المعارضة لها، فضلاً عن الاعتراف ب"حقها"في امتلاك تكنولوجيا التخصيب، مع الاستعداد للبحث في إمكان تعليق هذه العمليات والاستعانة بالخارج، خصوصاً في سياق الاقتراح الروسي لتأمين احتياجاتها من الوقود النووي. ووصف سولانا العرض الأوروبي بأنه يتضمن"مجموعة جريئة من الحوافز السخية، تتناول المجالين الاقتصادي والنووي وفي حال الضرورة، المجال الأمني". في الوقت ذاته، درس الأوروبيون امكان اصدار قرار ملزم لإيران في مجلس الأمن، يمهد الطريق لعقوبات محتملة في حال لم تكن الحوافز كافية لإقناع طهران بالرضوخ للمطالب الدولية بوقف التخصيب. واستمرت لهجة التهديدات المتبادلة، إذ أعلن وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار انه في حال"ارتكب العدو أي حماقة، فإن القوات المسلحة الإيرانية على استعداد للرد عليه رداً مدمراً"، مشدداً في الوقت ذاته على"التفاوض وحل المسائل بسلام". وفي القدسالمحتلة أ ف ب، اعتبر الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال أهارون زئيفي أن إيران"ستمتلك في المستقبل صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية يبلغ مداها خمسة آلاف كيلومتر وتهدد أوروبا".