استشهد ثلاثة فلسطينيين بنيران الجيش الاسرائيلي الذي رد على تنفيذ "حركة المقاومة الاسلامية" حماس لعملية نوعية جديدة في موقع عسكري اسرائيلي محصن تحصيناً كبيراً وسط قطاع غزة مساء اول من امس، وأدى الى مقتل جندي وجرح خمسة آخرين. وقتل اسرائيليان في مستوطنة "سديروت" شمال شرقي القطاع داخل الخط الاخضر، لاصابتهما بجروح خطرة بشظايا أربعة صواريخ اطلقها مقاتلون من "كتائب عز الدين القسام" الذراع العسكرية ل"حماس". وكان مقاتلون من "كتائب القسام" نجحوا ليل الأحد الاثنين في حفر نفق تحت الارض حتى وصلوا الى موقع "روحان" العسكري الاسرائيلي الواقع في منتصف المسافة تقريبا على طريق تربط مجمع مستوطنات "غوش قطيف" بالخط الاخضر. وفجر المقاتلون الموقع من تحت ودمروه بالكامل. واظهر شريط فيديو اعدته الحركة مقاتلين منها يجرّون متفجرات في نفق طويل في 22 الشهر الجاري. وفي اعقاب العملية، وزع بيان حمل توقيع "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" و"كتائب القسام" تبنى "العملية المشتركة". لكن "كتائب القسام" وزعت شريط الفيديو الذي يظهر مقاتليها يزرعون المتفجرات، واصدرت بيانا تبنت فيه العملية بمفردها. وقالت في البيان ان العملية "احد ردودنا على جريمتي اغتيال زعيم حركة حماس الشيخ احمد ياسين و قائدها في قطاع غزة الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي، وعلى مجازر العدو الصهيوني المتواصلة في حق ابناء شعبنا، والتي ارتكبها أخيراً في رفح ونابلس وباقي مدننا ومخيماتنا". واهدت العملية "الى جميع ابناء شعبنا على ارض فلسطين والشتات". وبعد ساعات قليلة من العملية شنت طائرات مروحية اسرائيلية من نوع "أباتشي" الاميركية الصنع غارتين يفصل بينهما نحو نصف ساعة فجر امس على ورشتين للحدادة والخراطة في حي الزيتون في مدينة غزة، اوقعتا عدداً من الاصابات ودمرتا الورشتين وألحقتا اضراراً جسيمة بمنازل مجاورة. واطلق مقاتلون من "كتائب القسام" صواريخ على مستوطنة "سديروت"، ما أدى الى مقتل رجل وطفل في الرابعة، واصابة 14 آخرين بجروح متفاوتة. وهذه المرة الاولى التي يقتل فيها اسرائيليون بصواريخ "القسام" في المستوطنة الواقعة على طرف القطاع الشمالي الشرقي. وفي اول رد فعل على العملية النوعية اطلقت قوات الاحتلال نيرانها فقتلت فلسطينيين احدهما يعمل ضابطا في قوات الامن الوطني، هو اشرف الصبّاغ 35 عاما، والطفل محمود الشوربجي 13عاما. كما اردى الاسرائيليون مصلح عبدالعال 50 عاما من مدينة رفح لدى وصوله الى حاجز المطاحن المجاور للموقع العسكري المستهدف، بغية التوجه الى مدينة غزة. كما قتل برصاص الاسرائيليين ابراهيم ابو البطيخ 40 عاما في مدينة خان يونس. وقصفت القوات الاسرائيلية الحي النمساوي في المدينة ب11 قذيفة مدفعية، ما أدى الى اصابة ثمانية أشخاص بجروح، كما أصيب آخرون في رفح. وهدمت الجرافات الاسرائيلية عشرة منازل ومصنعا للخرسانة الجاهزة، في توغل على بعد مئات الامتار جنوب موقع "روحان" العسكري. وفي اطار الرد الاسرائيلي على العملية ايضا اغلقت سلطات الاحتلال المعابر الحدودية الاربعة التي تربط ثلاثة منها القطاع باسرائيل والرابع بمصر. كما قسمت القطاع الى ثلاث مناطق معزولة عن بعضها. واعتقلت تسعة فلسطينيين على حاجز قريب من الموقع ونحو 14 في الضفة الغربية، التي فرضت حظر التجول فيها على بلدة اليامون غرب جنين امس بعد انسحابها منها اول من امس. واقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيتونيا قرب رام الله. إلى ذلك، حشدت قوات الاحتلال عددا من آلياتها ودباباتها شمال قطاع غزة في خطوة رأى فيها الفلسطينيون تمهيدا لاجتياح محتمل لبلدة بيت حانون، الواقعة شمال شرقي القطاع في اعقاب اطلاق صواريخ "القسام"، ومقتل الاسرائيليين في بلدة "سديروت".