تتوقع مصادر المعارضة السياسية في الكويت أن يتمكن مرشحوها من حصد"الرقم السحري"في الانتخابات التي تجري اليوم، وهو 33 مقعدا من أصل 50 يتنافس عليها 253 مرشحا بينهم 28 امرأة. ويمثل هذا الرقم غالبية استثنائية في مجلس الأمة البرلمان الذي سيبلغ عدد مقاعده 65 بعد اضافة اعضاء الحكومة وعددهم 15 وزيرا على الأكثر. واذا حازت المعارضة الغالبية، فستتمكن من فرض اصلاحات مهمة اعاقتها حكومات سابقة وفي مقدمها تعديل الدوائر الانتخابية. وكانت المعارضة جمعت تحالفا من 29 نائبا من اصل خمسين خلال"أزمة الدوائر"التي ادت الى حل المجلس الشهر الماضي. وبينت دراسة قامت بها"الحياة"لأوضاع الدوائر الخمس والعشرين ان تحقيق المعارضة لهذا الرقم ممكن ولكنه ليس سهلا، ويؤيده ثلاثة نواب"حكوميون"في المجلس السابق هم فهد الميع وعلي الهاجري وبراك النون خرجوا من المنافسة لخسارتهم الانتخابات"الفرعية"القبلية وحل مكانهم مرشحون معارضون، في مقابل خروج نائب من المعارضة هو وليد الجري بعدم ترشحه، وحل محله مرشح معارض بديل. يضاف الى ذلك ان 47 من أصل 75 متنافسا مؤهلون لاحتلال المراكز الثلاثة الأولى في كل دائرة هم معارضون أو على الأقل يؤيدون اصلاح النظام الانتخابي. وفيما تأمل المعارضة أن يأتي تصويت الناخبات اللاتي يشكلن 57 بالمائة من مجموع الناخبين 340 ألفا لمصلحتها، فان الصوت النسائي لا يزال غامضا في توجهاته أو في حجم الاقبال النسائي على الاقتراع، خصوصاً ان الكويت تتوقع اليوم أكثر ايام الصيف سخونة اذ ستصل درجة الحرارة الى 49 مئوية في الظل. وفي ما يأتي ايجاز لأوضاع الدوائر وابرز الترشيحات: الدائرة الأولى الشرق: 6959 ناخباً معظم ناخبي هذه الدائرة من الشيعة، ويتنافس فيها منذ عام 1981 تياران، الأول يعرف ب"التحالف الوطني الاسلامي"ويضم اسلاميين شيعة متأثرين بفكر الامام الخميني، والثاني شيعة تقليديون تربطهم علاقات جيدة بالحكومة. وفي انتخابات 2003 فاز مرشحان من التيار الثاني بدعم واضح من الحكومة هما صالح عاشور ويوسف الزلزلة الذي غدا وزيرا للتجارة، وهما مرشحان قويان هذه المرة ايضا ينافسهما مرشح"التحالف"أحمد لاري الذي يتوقع أن يزيح احدهما، فالمنافسة محصورة بين الثلاثة. الدائرة الثانية الضاحية: 5119 ناخبا يغلب على هذه الدائرة ناخبون من أسر تجارية تقليدية من السنة وقليل من الشيعة، مع تعاطف عام مع الليبراليين. غير ان انتخابات 2003 شهدت اطاحة الشاب محمد المطير ذي الاتجاه المحافظ لمصلحة النائب الليبرالي المخضرم عبدالله النيباري، والصورة تعقدت هذه السنة بنزول رجل الاعمال الشاب مرزوق علي الغانم بزخم كبير وبخطاب وطني معارض، فالمنافسة اذن محصورة في اربعة: مرزوق الغانم والنائبان محمد المطير وعبدالوهاب الهارون بينما يسعى النيباري الى استعادة مقعده. الدائرة الثالثة الشامية: 5158 ناخبا لا منافسة تذكر فيها هذه السنة، فرئيس المجلس السابق جاسم الخرافي والنائب الليبرالي محمد الصقر، وكلاهما من كبار الاسر التجارية، سيحتفظان بمقعديهما. الدائرة الرابعة الدعية: 7347 ناخبا دائرة مختلطة من السنة والشيعة، والوضع فيها غامض. فالنائبان السنيان عبدالله الرومي وعبدالواحد العوضي فازا في الانتخابات السابقة بفضل قدرتهما على استقطاب اصوات من الشيعة، وهذه السنة يرشح الشيعة وجوهاً جديدة منها المرشح المعمم فاخر القلاف وهو شقيق النائب حسين القلاف وصادق الجمعة وفيصل حيات. الدائرة الخامسة القادسية: 7614 ناخبا دائرة مختلطة ايضا مع تفوق عددي للسنة، ويمكن القول ان النائب والوزير السابق أحمد باقر يحتل المقعد الأول، أما المقعد الثاني فيسعى النائب الليبرالي علي الراشد للاحتفاظ به أمام منافسه رجل الاعمال الشيعي الشاب أنور بوخمسين، مع وجود منافسين آخرين. ومن غير المستبعد وقوع مفاجآت في هذه الدائرة. الدائرة السادسة الفيحاء: 7938 ناخبا دائرة تقليدية يغلب عليها الكويتيون من أصل نجدي، والنائب مشاري العنجري نائب رئيس البرلمان السابق يتصدر المنافسة فيها. أما المقعد الثاني فيتنافس عليه مرشح تيار الاخوان المسلمين دعيج الشمري مع نائب التيار السلفي فهد الخنة الذي ضعف موقفه بسبب قضية"شركة الوسيلة"المثير للجدل، وهناك المرشح المستقل حامد الطبطبائي الذي حقق رقماً مهماً في الانتخابات الاخيرة ومن الممكن أن يحقق اختراقا. الدائرة السابعة كيفان: 6690 ناخبا المنافسة محصورة فيها هنا بثلاثة مرشحين، النائبان وليد الطبطبائي وعادل الصرعاوي، وكلاهما من الاتجاه السلفي، ثم المرشح عادل معيوف القريب من الحكومة. وتشير مصادر الدائرة الى سعي اقطاب في السلطة الى استبدال معيوف بالصرعاوي. الدائرة الثامنة حولي: 20139 ناخبا تضم هذه الدائرة كل فئات الشعب الكويتي من سنة وشيعة وحضر وقبائل، وغالبية ناخبيها من الطبقة الوسطى والمتعلمين. وهذه السنة يسعى النائب الشيعي حسن جوهر للاحتفاظ باجماع الشيعة عليه وهم يشكلون ناخبي ربع الدائرة، حتى يستمر في مقعده أمام الاغلبية السنية، بينما تزايدت حظوظ المرشح السلفي علام الكندري بحصوله على اتفاق كل الجماعات الاسلامية عليه أمام النائب المستقل أحمد المليفي الذي يواجه منافسة صعبة. و لا يزال وزير الاعلام السابق سعد بن طفلة العجمي ينافس على المقعد الثاني. الدائرة التاسعة الروضة : 7873 ناخبا الوضع غامض هنا كالعادة، فنائب الاخوان المسلمين ناصر الصانع ورجل الاعمال النائب بدر شيخان الفارسي يقاتلان للاحتفاظ بمقعديهما أمام منافسين كثر يتصدرهم نائب المجلس البلدي السابق روضان الروضان. ويبدو ان الفوز مرجح لاثنين من هؤلاء الثلاثة. ومن المرشحين الآخرين هناك النائب الليبرالي السابق فيصل الشايع. الدائرة العاشرة العديلية : 18779 ناخبا الانظار تتركز على هذه الدائرة بسبب ما صار مؤكدا من شيوع شراء الاصوات فيها، وتلقي النيابة العامة بلاغات عن تورط اقرباء احد المرشحين في ذلك. وهناك دعوات في الدائرة لأن يتحالف النائب الشاب باسل الراشد مع النائب السابق صالح الفضالة للاطاحة بالنائب جمال العمر لكن المعركة ليست سهلة. وفي هذه الدائرة أبرز المرشحات من النساء مثل نبيلة العنجري ورولا دشتي، لكن فرص نجاح أي مرشحة شبه معدومة. الدائرة الحادية عشرة الخالدية : 12962 ناخبا يخوض رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون منافسة سهلة هذه السنة، وربما يستعيد المقعد الأول. أما النائب علي الخلف الذي حصل على اصوات الاسلاميين عام 2003 فقد خسرها الآن لمصلحة المرشح السلفي علي العمير الذي قد يستفيد كثيرا من اصوات النساء. ولا يزال عضو المجلس البلدي السابق ناجي عبدالهادي الذي حاز المركز الثالث في 2003 يحتفظ بفرصة جيدة للفوز. الدائرة الثانية عشرة السالمية: 14084 ناخبا تعتبر هذه الدائرة مغلقة لقبيلة"العوازم"ويتصدرها النائب مخلد العازمي مع تنافس اثنين من مرشحي القبيلة على المقعد الثاني هما النائب سالم الحماد والمحامي أحمد الشحومي. الدائرة الثالثة عشرة الرميثية : 14672 ناخبا تضم غالبية شيعية، ولكن أصوات الشيعة تتفرق بين 3 مرشحين اقوياء هم النواب حسين القلاف وعدنان عبدالصمد وصلاح خورشيد، مما يعطي مرشح الاخوان المسلمين فرصة جيدة للاختراق اذا تكرر اجماع الناخبين السنة عليه. الدائرة الرابعة عشرة خيطان : 8837 ناخبا دائرة مغلقة لقبيلة"عتيبة"والمنافسة بين نواب القبيلة الثلاثة فيصل المسلم ووليد العصيمي وحمود الجبري. وبات المسلم من رموز المعارضة السياسية ويدعمه الناخبون غير القبليين ويتصدر المنافسة. الدائرة الخامسة عشرة الفروانية : 19847 ناخبا تشهد هذه الدائرة مواجهة بين قبيلة"الرشايدة"بمرشحيها النائب علي الدقباسي ومزعل النمران وبين قبيلة"مطير"بمرشحيها محمد هايف وطرقي سعود. وناخبي الرشايدة أكثر عددا لكن السلفي محمد هايف يحظى بإجماع الاسلاميين ومرشح لخطف مقعد. الدائرة السادسة عشرة العمرية : 16559 ناخبا تعتبر نسخة عن الفروانية، فغالبية من الرشايدة تدعم النائبين محمد الفجي ومبارك الخرينج، والنائب الاسلامي المطيري ضيف الله بورمية مرشح لخطف مقعد. الدائرة السابعة عشرة جليب الشيوخ : 20025 ناخبا دائرة مغلقة لقبيلة"مطير"وقطب المعارضة مسلم البراك يتصدر على رغم تدخلات خارجية، ومعه النائب حسين مزيد الديحاني ومرشحون مثل محمد منور ونايف الدويش. الدائرة الثامنة عشرة الصليبيخات : 13481 ناخبا دائرة مختلطة من حضر سنة وشيعة وقبائل من ناخبين محدودي الدخل، ونائب الخدمات خلف العنزي يواجه منافسة من ابن قبيلته مرشح"الاخوان المسلمين"جمعان الحربش، بينما نائب"العوازم"راشد الهبيدة ونائب"الرشايدة"عبدالله العرادة ينافسان على المقعد الثاني. الدائرة التاسعة عشرة الجهراء الجديدة : 17823 ناخبا دائرة قبائل الشمال"عنزة"و"شمر"و"الظفير"، وتنافسهم"مطير"، مما يجعل من الصعب التكهن بنتيجتها، فالنائب محمد الخليفة الشمري في وضع جيد ولكن يهدده تحالف"عنزة"المؤلف من النائب عواد برد ومرشح"الاخوان المسلمين"خضير العنزي، ومن الظفير هناك فهد سماوي وخالد الشليمي، ويجرب النائب السابق مفرج المطيري حظه مرة أخرى. الدائرة العشرون الجهراء: 15782 ناخبا دائرة قبائل ايضا، ولكن"عنزة"و"العجمان"مع اقلية من الحضر لهما حضور مؤثر بين القبائل. الظروف في هذه الدائرة تهيئ لاحتفاظ نائبي الدائرة طلال العيار، وهو حضري مستقل، ومحمد البصري العجمي، وهو من"الاخوان"، بمقعديهما، ولكن المفاجآت غير مستبعدة. الدائرة الحادية والعشرون الأحمدي : 30970 ناخبا تتنافس فيها قبيلتا"العجمان"و"عتيبة"، والمنافسة محصورة بين النائب خالد العدوة والمرشح محمد العبيد من الأولى والنائب سعدون حماد من الثانية. الدائرة الثانية والعشرون الرقة : 16981 ناخبا يعود تحالف"مطير"بنائبها عبدالله عكاش وعشيرة الكنادرة بنائبها جاسم الكندري الى المنافسة وهو التحالف الذي نجح في ازاحة"العجمان"عام 2003. لكن هذه القبيلة تعود بقوة بمرشحين شابين هما عبدالله برغش وعبدالله بن شرفان. الدائرة الثالثة والعشرون الصباحية : 15319 ناخبا تحالف"العوازم"يتصدر المنافسة هنا بالنائب غانم الميع وجابر المحيلبي بينما يحاول تحالف مضاد من"العجمان"و"مطير"منافستهما بالنائب السابق شارع بن ناصر والمرشح بدر المطيري. الدائرة الرابعة والعشرون الفحيحيل : 17572 ناخبا رجل الأعمال النائب الشاب عصام الدبوس يناضل للاحتفاظ بمقعده أمام تحالفين قبليين، الأول من"الهواجر"بمرشحهم فلاح الذروة و"العوازم"بمرشحهم سعد الشريع، والثاني من"الدواسر"بمرشحهم النائب السابق حسين براك و"عتيبة"بمرشحهم دعيج العتيبي. ويصعب توقع الفائزين. الدائرة الخامسة والعشرون أم الهيمان: 11691 ناخبا دائرة مغلقة لقبيلة"العوازم"، ونائب المعارضة مرزوق الحبيني يتصدر ويتبعه عبدالله راعي الفحماء ومرشحون عوازم آخرون.