علمت"الحياة"ان مساعدي الرئيس محمود عباس قاموا امس بتخزين كميات كبيرة من الادوية والمواد الغذائية بما فيها مادة الدقيق تحسبا لاي نقص في المواد الغذائية في اسواق قطاع غزة. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان المسؤولين عن التموين في مكتب الرئيس عباس في غزة، احضروا كميات كبيرة من الادوية والمواد والسلع التموينية، والمواد الغذائية المختلفة، بما فيها الدقيق والحليب محملة في ثلاث شاحنات خشية نفادها من الاسواق، في اعقاب اغلاق قوات الاحتلال جميع المعابر مع القطاع، بما فيها معبر المنطار"كارني"وهو المعبر التجاري الوحيد للقطاع، ومعبر رفح الحدودي مع مصر. وجاءت هذه الخطوة بعد يومين من اغلاق منافذ القطاع في اعقاب وقوع العملية الفدائية النوعية التي نفذها مقاتلون من ثلاثة فصائل فلسطينية هي حركة"حماس"ولجان المقاومة الشعبية و"جيش الاسلام"، واسفرت عن استشهاد اثنين منهم، وقتل ضابط وجندي اسرائيليين واسر ثالث نقل الى مكان ما في القطاع. وتشير مسألة تخزين مواد غذائية وتموينية بكميات كبيرة للمسؤولين والعاملين في مكتب الرئيس الى احتمال ان تشهد الامور تأزما خطيرا، خصوصا وان الخاطفين رفضوا الادلاء بأي معلومات عن الجندي الجريح قبل ان تطلق اسرائيل الاسرى الاطفال دون الثامنة عشرة البالغ عددهم نحو 350 معتقلا، والاسيرات البالغ عددهن نحو 138 اسيرة حسب مصادر في وزارة الاسرى الفلسطينية في غزة. وجاء تخزين هذه المواد في اعقاب لقاء عقده الرئيس عباس مع رئيس وزارئه اسماعيل هنية ليل الاثنين - الثلثاء للبحث في سبل الخروج من ازمة الجندي المختطف. ويسعى الرئيس عباس لاطلاق الجندي باي ثمن تجنبا لما يعتبره كارثة ستحل بالقطاع في حال اقدمت اسرائيل على عملية واسعة فيه، في حين ترفض حركة"حماس"والقوى والفصائل الاخرى المشاركة في عملية الخطف وغير المشاركة تسليم الجندي، فيما تستمر الوساطة المصرية والفرنسية وغيرها من الضغوط على السلطة والحكومة و"حماس"لاطلاقه من دون جدوى. وشهدت العلاقة بين مؤسستي الرئاسة والحكومة تأزما جديدا في اعقاب العملية. وكان عباس ابلغ هنية في اجتماع عقد بينهما في ساعة متقدمة من ليل الاحد - الاثنين ان اسرائيل تطالب برأسه ورأسي وزير الخارجية الدكتور محمود الزهار ووزير الداخلية سعيد صيام في مقابل الجندي. وعاد عباس وابلغ هنية في آخر اجتماع قصير لم يدم اكثر من 20 دقيقة عقداه في ساعة متقدمة من ليل الاثنين - الثلثاء بالموقف نفسه، مضيفا باستهزاء انه أي عباس"سينتظر رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل ليتفاوض معه"حول الجندي الاسير، ما يعني ان"الحل والربط"في هذه القضية هو في يد مشعل وليس في يد"حماس"الداخل، في موقف يتطابق الى حد بعيد مع ما قاله مسؤولون اسرائيليون من ان مشعل يرفض تسليم الجندي. واشارت المصادر الى ان هنية كان وصل الى مكتب الرئيس وحده وبرفقته سيارة شرطة واحدة فقط وليس ضمن موكب كما هي العادة.