سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاغلاق الاسرائيلي المتكرر لمعبر المنطار وراء الازمة ... واميركا تدعو الى اجتماع خماسي لمنع كارثة . غزة : طوابير من الفلسطينيين امام المخابز بعد نقص حاد في الخبز والمواد الاساسية
اصطف عشرات الفلسطينيين في طابور منظم أمام مخبز الجلاء وسط مدينة غزة طوال ساعات نهار أمس وخلال الأيام الماضية للحصول على الخبز في ظل أزمة نقص حادة في المواد الأساسية، ومنها القمح، يشهدها قطاع غزة منذ الخميس الماضي. وتحلى المواطنون بالصبر وهم ينتظرون عددا قليلاً من العاملين في المخبز كي يحصل كل منهم على"ربطة خبز"مكونة من نحو 50 رغيفاً صغيراً أبيض، فيما اختفت من المخبز الأنواع الأخرى من الخبز نتيجة تزايد الطلب. وشهدت معظم مخابز قطاع غزة الحال نفسها خلال الأيام الماضية في أعقاب تزايد الحديث عن قرب نفاد الدقيق من القطاع، بعد أن نفدت كميات القمح المتوافرة فيه. واغلقت عشرات المخابز أبوابها أمام المواطنين الراغبين في شراء الخبز بعدما نفدت كميات الدقيق المخزنة لديها خلال أيام قليلة خلت. وعزا أصحاب المخابز ومسؤولون في السلطة الفلسطينية الأمر إلى الإغلاق المشدد الذي تفرضه سلطات الاحتلال الاسرائيلي على القطاع منذ عملية سجن أريحا الاسبوع الماضي التي تم خلالها اعتقال الأمين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"أحمد سعدات ورفاقه والعشرات من أفراد قوات الامن الوطني. وجاء الإغلاق الاسرائيلي الأخير بعد سلسلة اغلاقات شهدها القطاع منذ بداية العام زادت حدتها في أعقاب الفوز الكاسح الذي حققته"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في الانتخابات التشريعية في 25 كانون الثاني يناير الماضي. وأدى الاغلاق المتكرر الى نقص حاد في الكثير من السلع الاساسية والتموينية، من بينها القمح والدقيق والسكر والارز ومنتجات الألبان التي خلت منها محال البقالة وال"سوبر ماركت"، فضلا عن نقص في بعض قطع غيار السيارات وأجهزة الحاسوب والأجهزة الكهربائية وقائمة طويلة من السلع الأخرى. واغلقت اسرائيل معبر المنطار نحو 42 يوما على فترات متقطعة منذ بداية العام الحالي. وارتفع سعر كيس الدقيق زنة 60 كيلوغراما من 70 شيكلا الى نحو 100 شيكل نحو 22 دولاراً، علما ان الفلسطينيين يعتمدون في غذائهم اليومي في شكل كبير على الخبز بسبب الفقر الذي يعاني منه المجتمع الفلسطيني وارتفعت معدلاته ابان الانتفاضة الحالية الى نحو 60 في المئة. وجاءت"أزمة الخبز"في وقت دخلت فيه الحكومة السابقة برئاسة أحمد قريع ابو علاء في حال ركود وسبات في الأيام القليلة المتبقية من ولايتها القانونية فيما انشغل رئيس الحكومة المكلف اسماعيل هنية فترة الأزمة بتأليف حكومة وادارة حوار وطني لتشكيل حكومة وحدة وطنية. ولا تسمح اسرائيل حتى الآن للسلع والصادرات والواردات بالمرور من القطاع المحاصر واليه الا عبر معبر المنطار التجاري كارني الواقع على خط الهدنة شرق مدينة غزة. وطرحت اسرائيل على السلطة اخيرا استبدال معبر المنطار بمعبر كرم أبو سالم كيرم شالوم الواقع عند نقطة تلاقي الحدود الثلاثية بين القطاع ومصر واسرائيل جنوب شرقي مدينة رفح اقصى جنوب القطاع، الامر الذي ما زالت ترفضه السلطة، ما يبقي معبر المنطار مغلقاً حتى اشعار آخر. وفي هذا السياق، اعلن الرئيس محمود عباس اثناء زيارة له الى معبر رفح البري بين القطاع ومصر القريب من معبر"كيرم شالوم"ان لقاءً خماسياً من المفترض أن يكون عقد ليل الاحد - الاثنين للبحث في مسألة المعابر في القطاع. ويحضر اللقاء ممثلون عن السلطة ومصر والمراقبين الاوروبيين في معبر رفح وممثلون عن اسرائيل والسفير الاميركي لدى تل ابيب. وقال الناطق باسم السفارة الاميركية في تل ابيب ستيوارت تاتل:"بادرنا الى الدعوة الى عقد اجتماع بين الاطراف لتسهيل نقل المواد الانسانية الى غزة". "اونروا"تحذر من كارثة بدورها، اعلنت"وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"اونروا امس ان القطاع يواجه"كارثة انسانية"في ظل النقص الحاد في المواد التموينية والغذائية، فيما حذر وزير الاقتصاد الوطني في الحكومة الفلسطينية المنتهية ولايتها مازن سنقرط من"كارثة انسانية"في القطاع في حال استمر الاغلاق والحصار المضروب على القطاع. وحمل اسرائيل واللجنة الرباعية الدولية الاممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والاتحاد الروسي المسؤولية عن الأزمة. واشار الى اتصالات اجرتها السلطة مع مصر والادارة الاميركية والرباعية للضغط على اسرائيل لاعادة فتح معبر المنطار. واعلن مدير عمليات"اونروا"في القطاع جون جانج خلال مؤتمر صحافي عقده مركز توزيع المواد الغذائية في مخيم الشاطئ في مدينة غزة امس ان القطاع"يواجه ازمة انسانية حقيقية". وأشار إلى نفاد مخزون الوكالة من الدقيق، لافتا الى ان الاف اللاجئين وغير اللاجئين الفلسطينيين يواجهون ازمة حقيقية تتصاعد كل ساعة. واوضح ان معبر المنطار التجاري مغلق معظم ايام العام وان عشرات الاف اطنان المواد الغذائية تنتظر الاذن الاسرائيلي بالدخول الى القطاع الذي يشهد تراجعاً سريعاً في حياة سكانه المعيشية، مطالباً بايجاد حل سريع لموضوع ادخال المواد الغذائية الى القطاع. الى ذلك، قررت اليابان تقديم مساعدات غذائية للفلسطينيين عبر"أونروا"بقيمة 6 ملايين دولار لحرصها على عدم تدهور الاوضاع المعيشية للفلسطينيين، وبالتالي تعزيز الرأي الداعم لعملية السلام.