هل يطلق الكوريون الشماليون صاروخ"تايبودونغ 2"؟ جواب هذا السؤال في طيات الغيب. ولكنني آمل أن تجري بيونغيانغ اختباراً صاروخياً. ويتجاهل معظم منتقدي هذه التجربة الصاروخية حقيقة مرة، ألا وهي حق كوريا الشمالية في اختبار صواريخها أو إطلاق أقمار صناعية، أسوة بالولاياتالمتحدة أو الصين أو حتى كازاخستان التي أطلقت أول قمر صناعي للاتصالات مطلع الشهر الجاري من دون جلبة تذكر. وكانت كوريا الشمالية التزمت التخلي عن اختبار الصواريخ في 1999، طوال مدة المفاوضات النووية بين بيونغيانغ وواشنطن. وعلى رغم تعهد رئيس الوزراء الياباني، جونيشيرو كويزومي، وپ"القائد الكوري الشمالي الحبيب"كيم جونغ - إيل أمن الطرف الآخر، في 2002، وحل المشكلات الأمنية سلمياً، لا يزال الحوار منقطعاً بين هذين الطرفين. وفي حين لم تذكر اختبارات الصواريخ بتاتاً في بيان المفاوضات السداسية في أيلول سبتمبر الماضي، زعمت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن اختبار الصواريخ يهدد اتفاق هذه المجموعة. ولا شك في ان إطلاق الصاروخ يدق ناقوس خطر. ونددت الولاياتالمتحدة واليابان وكوريا الجنوبيةوالصين بالتجربة الصاروخية، وحذرت من زعزعة الاستقرار الإقليمي. والحق أن اختبار كوريا الشمالية صاروخاً عابراً للقارات، قد يلم شمل قرار واشنطن وطوكيو وسيول للمرة الأولى منذ أعوام، ويفضي الى التشدد مع كوريا الشمالية. وإعلان كوريا الشمالية عزمها على اطلاق الصاروخ حمل سيول على إلغاء رحلة الرئيس السابق كيم داي يونغ، إلى كوريا الشمالية. وكان شأن هذه الرحلة تعزيز وهم تحسن العلاقات الشمالية - الجنوبية. فكوريا الشمالية لا تقابل لفتات كوريا الجنوبية الحسنة بالمثل. وقد تنتهج بكين أخيراً موقفاً حازماً من بيونغيانغ في حال إطلاق الصواريخ. وإذا لم تنضم بكينوسيول إلى واشنطن وطوكيو في اتخاذ موقف حازم من مماطلة بيونغيانغ وتباهيها، فلن تغير كوريا الشمالية موقفها. وينبغي الاعتذار من موسكو، فدعمها مفيد، ولكنه ليس أساسياً. ولكن هل يسع بيونغيانغ إطلاق صاروخ باليستي بعد فشل اختبار 1998؟ ولعل إطلاق مثل الصاروخ فرصة على الاستخبارات الأميركية انتهازها لدراسة صاروخ"تايبودونغ"وقدراته. ولا شك في أن صناعة صاروخ باليستي عابر للقارات، وجاهز للإطلاق، في دولة نووية تنتهج سياسة معادية لليابان والولاياتالمتحدة، هو امتحان للعقيدة الوقائية والاستباقية الأميركية. فعلى خلاف العراق، تنطبق معايير شن حرب استباقية أميركية على كوريا الشمالية. وفي الختام، أدعو بيونغيانغ الى إطلاق الصاروخ فوراً. فربما دعت هذه الخطوة مجموعة الدول الست إلى الكلام بنبرة قاسية مع بيونغيانغ، والى تنشيط نزع الأسلحة النووية. عن رالف كوسا ،"ايجيا تايمز "الهونكونغية" ، 22/6/ 2006