حذّرت اليابانوالولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية من تنفيذ كوريا الشمالية اختبار إطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى، في وقت أكدت واشنطن اكتمال استعدادات بيونغيانغ لإطلاقه بعد رصد صور التقطتها أقمار اصطناعية لعشرة صهاريج من الغاز السائل قرب الصاروخ،"ما يعزّز احتمال شحنه تمهيداً لتنفيذ التجربة". تزامن ذلك مع مطالبة القيادة في كوريا الشمالية المواطنين برفع الأعلام ومتابعة التلفزيون في انتظار توجيه"رسالة إلى الشعب"، لكن الحكومة الكورية الجنوبية شدّدت على ضرورة عدم المبالغة في تحديد خلفيات تعليمات بيونغيانغ،"خصوصاً أنها طلبت الأمر ذاته العام الماضي عشية الاحتفال ببدء المسيرة السياسية للزعيم كيم يوني إيل كعضو في اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري". يذكر أن سيول التي باشرت عملية مصالحة مع النظام الشيوعي العام 2000، لم ترفع مستوى تأهب قواتها في مواجهة تجربة الصاروخ المحتملة لبيونغيانغ. وقال وزير الخارجية الياباني تارو آسو إن بلاده ستطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن كي يقوم بعمل فوري، في حال أجرت كوريا الشمالية تجربة إطلاق الصاروخ، وهو من طراز"تايبودونغ - 2"، ويراوح مداه بين 3500 و4300 كيلومتر. وأبدى آسو قلقه من إمكان سقوط الصاروخ على اليابان، مشيراً إلى أن الرد"سيكون عنيفاً إذ سنعتبر سقوطه اعتداءً عسكرياً". وكانت كوريا الشمالية أطلقت العام 1998 صاروخاً من طراز"تايبودونغ - 1" يبلغ مداه 200 كيلومتر، مرّ فوق اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادئ. ويعتقد محللون أميركيون بأن كوريا الشمالية التي جمّدت منذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي مشاركتها في المحادثات السداسية التي تهدف إلى تفكيك برنامجها النووي، للاحتجاج على العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولاياتالمتحدة، ستمضي قدماً في إجراء التجربة الصاروخية بهدف"استفزاز"الدول المعنية بالمحادثات المتعددة الأطراف. وكان مركز دراسات حظر الانتشار النووي الذي يتخذ من مدينة كاليفورنيا الأميركية مقراً له، أكد أخيراً أن بيونغيانغ تطور ترسانتها وتحاول التغلب على مشكلة الدقة لكنها تفتقد تكنولوجيا التشغيل التي تخوّلها ضرب الولاياتالمتحدة.