تواجه الخطة الأمنية لبغداد مع دخولها الاسبوع الثاني المزيد من تحديات وانتقادات القوى السياسية السنية الشريكة في السلطة، فيما حولت قوى الأمن حي السيدية، جنوب العاصمة الى ثكنة عسكرية وسجن كبير للأهالي. لكن ذلك لم يمنع تعرضه لسلسلة من الهجمات في الأيام الماضية. وقال الرائد عامر، من وزارة الداخلية في قاطع السيدية ل"الحياة"ان المنطقة"تحولت الى معسكر للجنود نعرف من يدخل ومن يخرج". وأوضح:"هذا عنصر حيوي في الخطة الأمنية، علينا عزل المناطق لمنع انتقال العناصر الارهابية والسيارات المفخخة الى مناطق أخرى واستطيع التأكيد ان هذا الأمر تحقق الى حد كبير". وتابع ان"المرحلة الأولى من الخطة هي تضييق الخناق على العناصر المسلحة وسجنها في احيائها، وتتبعها المرحلة الثانية القائمة على دهم هذه الاحياء بشكل مدروس للقضاء على تلك العناصر". منطقة السيدية، أحد ابرز المناطق المضطربة في بغداد تخضع الآن لاجراءات أمنية مشددة، إذ أصبح لها مخرج واحد ومدخل واحد، كما ان كل الطرق الفرعية لهذا الحي الذي تقطنه غالبية سنية أغلقت بأكوام من الرمل لمنع تحرك السيارات التي يستقلها المسلحون المفترضون. لكن تلك الاجراءات لم تمنع انفجار سيارتين مفخختين في دوريتين للجيش خلال اليومين السابقين، أسفر عن سقوط عدد من الأهالي، فيما تشهد المنطقة التي ترتبط جغرافياً بحي الدورة الى الجنوب الشرقي وبالطريق المؤدي الى"مثلث الموت"سلسلة من عمليات الاغتيال. يذكر ان المنطقة التي شيدت مطلع الثمانينات من القرن الماضي تعد من الاحياء الراقية في بغداد، وكان سكانها من كبار ضباط الجيش السابق والمسؤولين، ثم تحولت بعد سقوط النظام الى ساحة عمليات للجماعات المسلحة. الملازم أول عبدالله الأسدي، المسؤول عن حواجز حي الضباط في السيدية، قال ل"الحياة"ان التفجيرات الاخيرة في هذا الحي"تشير الى أمرين: الاول ان العناصر الارهابية تريد التخلص من السيارات المفخخة التي كانت في حوزتها، فلجأت الى تفجيرها بين الناس. والثاني ان السيدية كانت مركزاً لإعداد السيارات المفخخة لتفجرها في الدورة أو اليوسفية أو الكرادة أو البياع ولذلك، تخضع السيدية لتدابير استثنائية". ويقول عدنان الدليمي، زعيم جبهة"التوافق"السنية ل"الحياة":"مأخذنا على الخطة الأمنية انها تركز على الاحياء السنية التي بدأت تعاني الأمرين بسبب الانتشار المكثف للحواجز". واضاف:"ما نخشاه هو استخدام القوة المفرطة في مرحلة مقبلة".