في ظلّ الطفرة المتزايدة التي يشهدها سوق تصميم الأزياء في العالم، لم تعد المرأة وحدها المعنية في هذا المجال. وفي حين تعتبر مستهدفة أيضاً في عمليات الترويج والتصميم للأطفال، فإنها باتت تجد منافساً في هذا الميدان. فمصطلح"عالم الموضة"، يشمل أيضاً ال رجال في هذا العالم. الرجل الحاضر دوماً في عالم الموضة من خلال التصميم وطرح الأفكار الجديدة، وتحضير المرأة للخروج بأبهى حلةً، أصبح جزءاً لا يتجزأ من هذا العالم. الاهتمام بالمظهر العام وبالطلة الخاصة للرجال، ليس بالأمر المستجد، ووجود مصممي أزياء يهتمون بمتطلبات الرجال أمر بديهي. لكن التركيز على الرجل في هذا المضمار بات أكبر بكثير، وهو شيء ملحوظ مع الاهتمام المتزايد لدور الأزياء العالمية لتقديم مجموعات خاصة للرجال. وإلى جانب هيدي سلي مان من دار أزياء ديور، وكارل لاغرفيلد من شانيل، نجد أن دور أزياء لطالما كانت المرأة هدفها الأساسي من دون غيرها، ك"أنغارو"وپ"اوروتوكريتوس"بدأت التحرك باتجاه سوق الرجال من خلال التركيز على تقديم مجموعات تُعنى بإطلالتهم. وداعاً للخجل التحول الذي يشهده عالم الازياء، نابع من اهتمام متزايد من الذكور في هذا المجال. ويرى الاختصاصيون في هذه الدور أن الرجل لم يعد يخجل بأن يُظهر اهتمامه في هذا الميدان. إذ أن اهتمامه بإطلالته لا ينتقص من رجولته. ويضيفون أن هذا الاهتمام بات يُترجم على أرض الواقع آخذاً اشكالاً عدة، منها ارتياد الرجل الأسواق التجارية من دون اصطحاب امرأته! قلّة من الرجال تتحوّل الىما يسمى بپ"أسرى الموضة"، فالاختصاصيون في هذا المجال يرون أنه يكفي تقديم مجموعة جديدة كل عام للرجل. إذ أن هذا الأخير لا يتأقلم بسهولة مع تغيرات الموضة. ويضيفون في تحقيق نشرته مجلة Elle الفرنسية إلى ان الرجل يستغرق وقتاً طويلاً نسبياً قبل أن يتقبل فكرة معنية، كأن يتأقلم مع فكرة ارتداء الخصر القصير للبنطلون، أو السترة الضيقة تماشياً مع موضة الموسم. وهو ما يراه هؤلاء مؤشراً الى صعوبة قيام دور الأزياء بتغييرات جذرية في التصاميم الرجالية. ضحايا الموضة؟ إن عدم وقوع الرجال"أسرى الموضة"، لا ينفي أنهم ضحايا لها. إذ شهدت صناعة الموضة والإكسسوارات تحولاً كبيراً قاطعة خطوة عملاقة باتجاه الرجل عبر مجموعة من التصاميم والإكسسوارات ومستحضرات التجميل أيضاً. وبات الرجل يتمتع بما تقدمه له دور الأزياء من ملابس وإكسسوارات مخصصة له من الأحذية الى الحقائب والنظارات الشمسية، والمجوهرات والأحزمة الجلدية... ما حوّله مستهلكاً أساسياً في هذا المجال لا سيما مع قدرته على الحفاظ على صورته من دون أن يُتهم بنقص في ذكورته. وبفضل المجلات الرجالية المختلفة، وتشجيعها له على تبني اسلوب جريء وخاص، أصبح لا يرى عيباً في التسوق أو العناية بشكله وتدليل بشرته، أو شراء اكسسوارات جديدة لم يلبسها والده من قبله. ودخلت المجوهرات أخيراً على الخط من خلال أساور وقلادات وخواتم. وطبعاً لبت دور عريقة وكبيرة هذه الرغبة بصدر رحب. كما ساهم في هذا التحول، السعي الدؤوب إلى التمثل ببعض النجوم المعروفين. فمجرد خروج براد بيت أو المغني ليني كرافيتز أو لاعب كرة القدم دايفيد باكهام بپ"لوك"ما حتى يسارع الشباب الى محاولة اقتناء المجوهرات نفسها. وهذا ما حصل عندما ظهر الممثل براد بيت وهو يلبس سلسلة فضية وأزرار اكمام بتوقيع"تيفاني اند كو". ، فقد بدأ الرجال يتوافدون على محلات تيفاني اند كو طالبين قطع"براد بيت"، لأنها كانت بالنسبة اليهم اكتشافاً جديداً لا يعرفون سوى شكلها من خلال الصور. ما أدى ألى توسيع الدار تصاميم تشكيلتها السنوية من الساعات وأزرار الأكمام، وتجنيد مصممتي الدار بالوما بيكاسو وإيلسا بيريتي، لتقديم الجديد ومخاطبة الرجل الشاب والرياضي بمجوهرات تشمل قلادات فضية وأساور، أنيقة وغير لافتة للنظر، وإن كان بعضها مرصعاً بماسات صغيرة جداً.